أخبار السياحةأخبار عاجلةمصر

الكاتب الصحفي مصطفى النجار: يواصل الحديث عن أحلام السياحة المصرية

معاملة السائح هي بطاقة تعريف للدولة.. فإما أن تكون راقية تليق بتاريخ مصر، أو مسيئة تفقدنا ثقة العالم

>> “السياحة تبدأ من السماء.. والطيران والمطارات من مشاكل قطاع السياحة المصرية

>> الرقي في سلوكيات المواطنين تجاه السائحين ليس “كماليات”، بل هو عنصر جوهري في التنافس السياحي الدولي

النجار: من يمتلك الجودة.. يمتلك المنافسة السياحية.. وجودة التجربة السياحية يجب أن تكون شاملة ومتكاملة

حوار: سفيان العومي afronews24

(2-2)

يواصل الكاتب الصحفي والخبير السياحي مصطفى النجار حديثة حول “أحلام السياحة المصرية” ويسلط في البداية الضوء على التحديات التي تعوق تحقيق هدف استقطاب 30 مليون سائح سنويًا، في الجزء الأول من حوارنا معه، شدد على أن الجودة في الخدمات السياحية، وسلوكيات تعامل المواطنين مع السياح وتعامل الدولة وتعاطيها مع قضايا الاستثمار السياحي والتنمية، وقضية قطاع الطيران والمطارات المصرية كلها مسائل بحاجة الي مراجعة فالطيران من وجهة نظره يشكل العقبة الأولى والأكبر أمام هذا الطموح، في ظل ضعف منظومة النقل الجوي وقلة عدد الشركات الناقلة، مما يحد من قدرة مصر على استيعاب الطلب السياحي العالمي، خصوصًا وأن 98% من السياح يصلون إلى البلاد عن طريق الجو.

: سألناه ما أبرز التحديات التي تواجه تحقيق هدف استقبال 30 مليون سائح سنويًا؟

 

أجاب النجار قائلًا: إن أبرز التحديات تكمن في ضعف البنية التحتية للطيران المدني المصري، سواء من حيث عدد المطارات الجاهزة لاستقبال الوفود السياحية الكبيرة، أو من حيث عدد الشركات العاملة في مجال النقل الجوي.

  • كيف يؤثر ضعف قطاع الطيران على الحركة السياحية الوافدة إلى مصر؟

أجاب ضعف قطاع الطيران يؤدي إلى نقص في الرحلات المباشرة من الأسواق السياحية الكبرى، وهو ما يدفع السائحين إلى البحث عن وجهات أخرى أكثر سهولة في الوصول، كما أن قلة عدد الرحلات وارتفاع أسعار التذاكر بسبب قلة الخيارات، يُعتبر عاملاً منفّراً، خاصة في ظل المنافسة الإقليمية والدولية القوية من دول تمتلك أساطيل طيران ضخمة وخطط جذب ذكية.

ويؤكد النجار أن البعض يعتقد أن الشركة الوطنية مصر للطيران، هي التي تنقل كل السياحة الي مصر، وهذا غير صحيح ، فمصر للطيران لا تنقل سوي من 5% الي 8% من حجم هذه الحركة السياحية اسوة بالدول الأخرى، لكن نحن هنا نتحدث عن الطيران الشارتر ومنخفض التكاليف، فهذه الشركات في الدول السياحية المنافسة تمتلك أساطيل تصل الي مئات الطائرات، فمصر للطيران لديها نحو 65 طائرة تعمل في رحلات مجدولة مقارنة بدول اخري لديها شركات تمتلك أضعاف هذا العدد.

سألناه عن الحلول التي يمكن أن تُسهم في تجاوز هذه العقبة؟

ا مصطفي النجار تصوير فواد الجرنوسي29 1 scaled الكاتب الصحفي مصطفى النجار: يواصل الحديث عن أحلام السياحة المصرية

 

أوصي النجار بضرورة وضع خطة وطنية للنهوض بقطاع الطيران المدني تشمل: زيادة عدد الشركات الناقلة المحلية والدولية عبر تسهيلات استثمارية، توسيع وتحديث المطارات في المدن السياحية الكبرى مثل الأقصر، شرم الشيخ، الغردقة، ومرسى علم، والتوسع في اتفاقيات السماوات المفتوحة، ما يتيح لشركات الطيران الأجنبية تسيير مزيد من الرحلات إلى مصر دون قيود، وكذلك تشجيع إطلاق خطوط طيران منخفضة التكلفة (Low Cost Airlines) تربط بين مصر والأسواق الأوروبية والآسيوية.

وهل هناك دول نجحت في التغلب على نفس العقبة؟ وماذا يمكن أن نتعلم منها؟

 

نعم، هناك دول مثل تركيا والإمارات والمغرب، قامت باستثمارات ضخمة في قطاع الطيران، وأسست شركات طيران وطنية قوية ومدعومة، وأطلقت برامج لتحفيز الطيران منخفض التكلفة، وقد نجحت هذه الدول في تحويل مطاراتها إلى مراكز إقليمية للطيران، ما ساعدها في زيادة أعداد السياح سنويًا، مصر يمكنها الاستفادة من هذه التجارب ببناء شراكات استراتيجية وإطلاق خطط زمنية واقعية قابلة للتنفيذ وعلينا دراسة تجربة المغرب بالتحديد في إدارة المطارات وزيادة اعداد شركات الطيران.

سألناه عن الجودة كعنصر مهم في نجاح التجربة السياحية فقال؟

ا مصطفي النجار تصوير فواد الجرنوسي23 scaled الكاتب الصحفي مصطفى النجار: يواصل الحديث عن أحلام السياحة المصرية

 

من يمتلك الجودة.. يمتلك المنافسة السياحية” واسترجع واحدة من أبرز الرؤى الاستراتيجية في تاريخ السياحة المصرية، وهي رؤية الراحل الدكتور ممدوح البلتاجي، وزير السياحة الأسبق، الذي يُحسب له أنه نجح، عقب حادثة الأقصر عام 1997، في تحويل بوصلة السياحة المصرية نحو البحر الأحمر، وبناء هوية جديدة للسياحة الشاطئية في مدن مثل شرم الشيخ والغردقة، وبذلك أضاف مقاصد سياحية جديدة في مصر.

وفي حديثه، يؤكد أن البلتاجي كان يؤمن بأن “الجودة هي مفتاح المنافسة السياحية”، وأنه كان يُردد دومًا أن جودة التجربة السياحية يجب أن تكون شاملة ومتكاملة، تبدأ من لحظة وصول السائح إلى المطار، وتمتد إلى كل تفاصيل رحلته:

وأوضح النجار أنه عندما يهبط السائح من الطائرة، يبدأ تكوين انطباعه الأول عن الدولة، ولهذا، يعتبر المطار ليس فقط نقطة عبور، بل هو أول محطة في تجربة سياحية يجب أن تكون متكاملة وراقية، تتميز بجودة المرافق وجود الموظفين المدرّبين الذين يتحدثون لغات متعددة، وان يتم إنهاء إجراءات الدخول بسرعة واحترافية، وأن يكون هناك نظافة بالمرافق وسهولة في التنقل داخل المطار.

فأماكن التسوق داخل المطارات مثلاً (Duty-Free) هي ليست فقط لشراء العطور أو الشوكولاتة، ب…أماكن التسوق داخل المطارات مثلاً (Duty-Free) هي ليست فقط لشراء العطور أو الشوكولاتة، بل أصبحت جزء من تجربة الترفيه والتسوق، والمطارات العالمية الناجحة توفر: ماركات عالمية بأسعار تنافسية، متاجر للحرف اليدوية والمنتجات المحلية (تجربة ثقافية) أكشاك للهدايا الفاخرة والتحف السياحية.

وأمثلة لذلك مطار دبي الدولي (DXB): يُعد من أكبر وجهات التسوق في العالم داخل مطار، به مول مصغر فعليًا، مطار سنغافورة (شانغي): يحتوي على أكثر من 350 متجرًا، مع تجربة تسوق تجمع بين الفخامة والعروض المحلية، كذلك يحتاج المسافر الي المطاعم والكافيهات التي تقدم خيارات متنوعة للطعام: أكل محلي، عالمي، نباتي، حلال، وجبات سريعة وفاخرة، فأفضل المطارات لديها مطاعم راقية تقدم أطباق من مختلف الثقافات، وأكشاك طعام محلي لتذوق نكهات البلد، وكذلك كافيهات هادئة للمسافرين المنتظرين.

مثل التي في مطار هيثرو – لندن (Heathrow): يقدم تجربة طعام فاخرة مثل مطعم Gordon Ramsay داخل المطار، وكذلك مطار إسطنبول الجديد: يقدم تنوعًا واسعًا بين المطبخ التركي التقليدي والمطاعم العالمية مثل Shake Shack وSimit Sarayı.  أضف الي ماسبق أن المطارات أصبحت كذلك توفر أماكن الترفيه والاسترخاء للسائح المتعب أو المنتظر لرحلة ترانزيت، فوجود مناطق ترفيهية مريحة هو عامل حاسم مثل: مناطق للأطفال بألعاب ذكية، قاعات سينما، جلسات مساج وسبا، حدائق داخلية (مثل حديقة الفراشات في مطار سنغافورة) كراسي نوم مجانية أو صالات راحة خاصة، علي سبيل المثال مطار شانغي – سنغافورة: يضم حديقة داخلية، شلال ماء، سينما مجانية، ومساحات استرخاء فاخرة، ومطار

حمد الدولي – الدوحة يضم مسبحًا داخليًا، صالة لياقة، وأعمال فنية ضخمة لتجربة ثقافية، أضف الي ما سبق يلزم وجود الخدمات المتكاملة في المطار المثالي: مثل واي فاي مجاني وسريع، شواحن USB في كل مكان، شاشات ذكية لعرض معلومات الرحلات بوضوح، ومكاتب استعلامات بلغات متعددة، وتطبيقات ذكية للمطار لتنظيم الرحلة.

–      كيف تقارن هذه التجارب بمطاراتنا؟

بعض المطارات المصرية (مثل مطار القاهرة ومطار الغردقة) بدأت في تحسين التجربة جزئيًا، لكن لا تزال تفتقر للتنوع والجودة الشاملة في التسوق والترفيه والطعام، فالسائح لا يجب أن يشعر أنه فقط “ينتظر الطائرة”، بل يعيش اللحظات الأخيرة من رحلته بنفس جودة اللحظات الأولى.

وماذا عن جودة الإقامة والخدمة في الفنادق؟

قال هذا يأتي من خلال وجود غرف نظيفة ومجهزة بمعايير عالمية، وخدمات فندقية راقية، تشمل الطعام والأنشطة الترفيهية، ووجود حلول لأي شكاوى بسرعة وفعالية

أما جودة  الإقامة فتتمثل في: النظافة الفائقة: في المفروشات، الحمامات، الأرضيات، أدوات الاستخدام، راحة الأسرة وجودة النوم: مراتب فندقية، مخدات طبية، عزل صوتي، خدمة غرف سريعة وفعّالة: الطلبات تصل في وقتها وباحترافية، مكيفات وإضاءة وتهوية ممتازة حسب الطقس واحتياجات النزيل

  • جودة الطرق ووسائل المواصلات.

يجب أن تتوفر سيارات حديثة وآمنة مع سائقين محترفين ولبقين ومدربين، مع توافر النقل الجماعي والمخصص بسهولة وأسعار منطقية، مع ضرورة أن تتوافر خرائط ووسائل إرشاد سياحي رقمية وحديثة لكن دعنا نتحدث عن جودة الطرق في مصر حاليًا – فقدت شهدت طفرة ففي السنوات الأخيرة، مصر شهدت تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية للطرق، وهذا انعكس في: الطرق السريعة الجديدة: مثل طريق «العين السخنة – الجلالة»، «العلمين – وادي النطرون» الغردقة، وشرم الشيخ «محور روض الفرج»، وغيرها، هذه الطرق ساعدت على تقليل وقت السفر بين المدن والمقاصد السياحية، وكذلك المحاور الجديدة داخل المدن الكبرى مثل محور الشهيد، ومحور المشير، والتوسعات في الدائري والأوتوستراد، هذه المحاور قللت الزحام نسبيًا وسهّلت التنقل داخل القاهرة والجيزة، كما تم رفع كفاءة الطرق القديمة: مثل طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، وتحسين بعض الطرق في الصعيد والوجه البحري وتحسين في اللوحات الإرشادية والإنارة في كثير من الطرق السريعة.

لكن التحديات لا تزال قائمة: كالوصول إلى بعض المناطق السياحية، مثل المناطق الأثرية في صعيد مصر، أو الواحات، حيث الطرق رغم تحسنها لا تزال طويلة ومجهدة.

وهناك نقص في وسائل النقل السياحية المنظمة والرسمية، خصوصًا في المناطق النائية، لكن مع اكتمال مشاريع النقل المتطورة الجاري تنفيذها ستتغير الحالة مثل القطار الكهربائي السريع (العين السخنة – مطروح)، والمونوريل والقطار الكهربائي الخفيف LRT لخدمة العاصمة الإدارية، وتحسين شبكة مترو الأنفاق في القاهرة الكبرى التي توسعت بشكل كبير، وخدمات أوبر وكريم وغيرها من التطبيقات، ساهمت في تحسين تجربة النقل الفردي للسائحين داخل المدن.

دعنا ننتقل الي سلوكيات التعامل مع السائح في مصر.. كيف تري هذا الأمر وهل نحن بحاجة الي تطويرها؟

قال النجار في الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى مضاعفة أعداد السائحين والوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا، لا تقتصر التحديات على البنية التحتية والخدمات اللوجستية فقط، بل تمتد إلى السلوكيات اليومية التي يتعرض لها السائح منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته. فالتجربة السياحية ليست فقط معلمًا أو فندقًا، بل هي تجربة إنسانية واجتماعية شاملة.

الواقع الحالي: يؤكد أن هناك سلوكيات متباينة بين الكرم والمضايقة، فالمواطن المصري معروف تاريخيًا بحفاوته وترحيبه بالضيوف، في مناطق مثل الأقصر وأسوان وسيوة، يُبدي المواطنون حُسن استقبال وتعامل راقٍ مع السائحين، وبعض الشباب المتطوعين يقدمون المساعدة مجانًا، ويحبون تعريف الزوار بثقافته، لكن التحديات والسلوكيات السلبية مستمرة:

مثل الإلحاح الزائد من الباعة الجائلين، وهو ما يعتبره السائح “مضايقة “رفع الأسعار للسائح بشكل مبالغ فيه، ما يفقده الثقة في التعامل، أضف الي ما سبق سلوكيات التحرش اللفظي أو الجسدي في بعض المناطق، وهو أمر خطير يؤثر على سمعة الدولة دوليًا، وكذلك عدم احترام الخصوصية، مثل التقاط صور للسائحين دون إذن أو تتبعهم في الشارع، وكذلك قلة الوعي بثقافة الآخر، كالسخرية من لباسهم أو ديانتهم أو عاداتهم.

وما هي أسباب هذه السلوكيات؟

ا مصطفي النجار تصوير فواد الجرنوسي27 scaled الكاتب الصحفي مصطفى النجار: يواصل الحديث عن أحلام السياحة المصرية

 

قال: نقص الوعي السياحي لدى كثير من المواطنين، وغياب الرقابة على الباعة والمقدّمين غير الرسميين للخدمات، وضعف برامج التعليم والإعلام في ترسيخ ثقافة احترام السائح، والبحث عن مكسب سريع من السائح دون النظر للانطباع العام، وحل ما سبق يحتاج الي وجود برامج توعية وطنية: عبر الإعلام، المدارس، الجامعات، والمراكز الثقافية، ورسائل بسيطة: مثل “السائح ضيف بلدك.. ساعده لا تستغله، وهذا ربما يأتي من خلال حملات إعلامية ذكية ومستمرة، ومن خلال إعلانات تلفزيونية وإعلانات طرقية، ومحتوى على السوشيال ميديا يعرض أمثلة راقية ومشرّفة في التعامل مع السياح.

ففي بعض البلدان مثل اليابان: السائح يُعامل كـ “ضيف مقدّس”، وتُدرّس أخلاقيات التعامل مع الأجانب في المدارس، في المغرب يتم إطلاق حملات توعية عامة مثل “السائح وجه بلادك”، تربط بين السلوك الفردي وصورة الدولة، في تركيا الباعة يخضعون لتدريب إجباري، ومن يكرر السلوك غير المهني يُمنع من ممارسة النشاط.

خلاصة ما سبق هو ان الرقي في سلوكيات المواطنين تجاه السائحين ليس “كماليات”، بل هو عنصر جوهري في التنافس السياحي الدولي، وقد تكون كلمة طيبة، أو مساعدة بسيطة، أو ابتسامة في الشارع، كفيلة بجعل السائح يحمل لمصر أجمل صورة، ويدعو غيره لزيارتها، فمعاملة السائح هي بطاقة تعريف للدولة فإما أن تكون راقية تليق بتاريخ مصر، أو مسيئة تفقدنا ثقة العالم.

نأتي الي النقطة الأخيرة في حوارنا: كيف تري تعامل الدولة مع المستثمر الأجنبي وهل الأداء الحالي بحاجة الي تطوير وتوحيد جهات الاختصاص؟

ا مصطفي النجار تصوير فواد الجرنوسي01 scaled الكاتب الصحفي مصطفى النجار: يواصل الحديث عن أحلام السياحة المصرية

 

أوضح النجار أن تعامل الدولة مع المستثمر الأجنبي في قطاع السياحة شهد تحسنًا نسبيًا في بعض الملفات، لكن لا يزال الأداء العام بحاجة ماسة إلى تطوير جذري وتوحيد كامل لجهات الاختصاص، لتقديم بيئة استثمارية أكثر جاذبية واستقرارًا.

فالمستثمر الأجنبي لا يبحث فقط عن حوافز مالية أو إعفاءات، بل يريد بيئة قانونية واضحة، جهة واحدة يتعامل معها، وضمانات بعدم تغير السياسات بين يوم وليلة” و علي الدولة أن تقدم مزيد التسهيلات مثل: منح الأراضي بأسعار تفضيلية في المناطق النائية، توحيد الجهات التي يتعامل معها: وزارة السياحة، المحافظات، هيئة التنمية السياحية، البيئة، الدفاع، الطيران… وكل جهة لها شروط وقرارات مختلفة، القضاء البيروقراطية في الإجراءات، خاصة عند الترخيص، أو تغيير النشاط، أو الحصول على الموافقات البيئية، إيجاد جهة واحدة مسؤولة عن الاستثمار السياحي تتحدث باسم الدولة وتُنسق بين الوزارات، السرعة في حسم النزاعات أو تسوية المشكلات، ما يُضعف ثقة المستثمرين الجدد.

لذلك نري ضرورة عودة هيئة التنمية السياحية لوزارة السياحة مرة أخري لأن الفكر وطبيعة الاستثمار العقاري يختلف عن الاستثمار السياحي، فالأول يعمل بمقدمات العملاء ويتحصل على مكاسبة في فترة وجيزة والثاني بحاجة الي سنوات حتى يتمكن من عودة رأس المال، ومع عودة هيئة التنمية السياحية الي وزارة السياحة سنكون بحاجة الي تطويرها بحيث تكون الجهة الوحيدة المسؤولة عن استقبال المستثمر من أول تقديم الطلب وحتى تشغيل المشروع، وتتولى التنسيق مع باقي الوزارات وتسهيل الإجراءات، تمنح تراخيص شاملة بنظام الشباك الواحد.

ولطمأنة المستثمر يلزم تثبيت السياسات السياحية لمدة لا تقل عن 5 سنوات، وأن لا تتغير القوانين أو التسهيلات فجأة أو تُلغى دون إنذار، مع ضرورة إطلاق منصة رقمية للاستثمار السياحي تشمل: فرص استثمارية متاحة، خريطة الأراضي، خطوات التراخيص، الضرائب، واللوائح المحدثة، ولتنشيط الاستثمار السياحي يلزم تفعيل دور البعثات الدبلوماسية للترويج للمشروعات السياحية، جذب مستثمرين عبر سفارات مصر بالخارج، وتوفير دراسات جدوى جاهزة للمواقع، وربط الحوافز بجودة المشروع وتكامل الخدمات، ومنح مزايا أكبر لمن يستثمر في تدريب العمالة، أو يقدم منتجًا سياحيًا مختلفًا، أو يحافظ على البيئة.

في الختام “إذا أردنا أن ننافس على جذب الاستثمار السياحي العالمي، فعلينا أن نُعامِل المستثمر الأجنبي كما تعامل الدول التي نحاول أن ننافسها.. بالوضوح، والسرعة، والحوافز الذكية، والأمان التشريعي

اقرا المزيد: –

مصطفي النجار خلال جلسات الحوار الوطني.. 10 تحديات تواجه مستقبل السياحة المصرية

مصطفي النجار خلال جلسات الحوار الوطني.. 10 تحديات تواجه مستقبل السياحة المصرية

بتوجيهات من وزير قطاع الاعمال: مصطفي النجار رئيساً لمصر للسياحة والترجمان عضوا منتدبا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »