” كونفدرالية دول الساحل ” .. ما هي فرص انضمام دول أفريقية أخري للاتحاد الجديد؟
لا تزال تداعيات إعلان قادة بوركينا فاسو والنيجر ومالي إنشاء “كونفدرالية دول الساحل” وذلك أثناء اجتماعهم في نيامي عاصمة المجر أمس السبت , مستمرة , خاصة فيما يتعلق بتأثير هذا الاتحاد الجديد علي المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقية ” إيكواس ” , إضافة إلي فرص انضمام دول أفريقية أخري لهذا الاتحاد ؟
المحلل السياسي التشادي حسن كلي ورتي توقع أن تنضم دول أفريقية أخري للتحالف الكونفيدرالي لدول الساحل الذي أعلنت كلا من النيجر ومالي وبوركينا فاسو قيامة أمس خلال قمة عقدها قادة المجالس الانتقالية في الدول الثلاث .
وقال كلي ورتي في تصريحات خاصة لـ ” أفرو نيوز 24 ” : في اعتقادي انه في قادم الأيام أو الشهور قد تنضم دول أخري لهذا الاتحاد الكونفيدرالي , مضيفا : ” صحيح هناك ضبابية في الوقت الراهن فيما يتعلق بانضمام دول أخري لهذا الاتحاد الكونفدرالي , رغم ذلك هناك مؤشرات تدل علي أن هذا الاتحاد سيتوسع ويضم دولا أخري .
ونوه المحلل السياسي التشادي إلي أن هذا الاتحاد الكونفدرالي سيأخذ ثلاث مسارات , اقتصادية وسياسية وأمنية , مشيرا الي ما تم الاعلان عنه بتأسيس بنك مركزي وتضافر الجهود بين الدول الثلاث لمحاربة الارهاب والجريمة المنظمة وغيرها من التحديات الامنية .
توتر العلاقات مع الغرب
ولفت الدكتور كلي ورتي الي توتر العلاقات بين الدول الافريقية مع الغرب توترت خاصة مع فرنسا المستعمر السابق , وقال ” لذلك تسعي هذه الدول لتعزيز علاقاتها مع شركاء جدد في الشرق خاصة الصين وروسيا في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وردا علي سؤال حول فرص انضمام تشاد لهذا التحالف الجديد , جدد المحلل السياسي التشادي حسن كلي ورتي التأكيد علي أن هذا الاتحاد الكونفدرالي سيتوسع و يضم عدد من الدول الأخري , مشيرا الي وجود عدد من المؤشرات تدل على أن هذا الاتحاد سيتوسع , منوها في هذا الصدد الي زيادة الوعي الثقافي لدى الشباب الافريقي خاصة في منطقة الساحل الافريقي وضغط الحكومات القائمة على تحسين اوضاعها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وقال : : المؤشر الثاني هو تخبط التخبط الفرنسي في علاقات باريس الدبلوماسية والسياسية تجاه دول افريقية.. هذا التخبط ربما سيدفع دول أفريقية أخري أن تنضم الى هذا الاتحاد أو تؤسس اتحادات أخري أو منظمات افريقية افريقية لها سيادة مستقلة وبالتالي تقرر بنفسها وتفرض سيادتها وقراراتها على دول الاخرى.
ونوه الي أن فرنسا في السنوات والعقود السابقة كانت تمارس ضغوطا على الدول الافريقية وعلى سيادتها وعلى المنظمات الاقليمية , مشددا علي أن هذا أمر لا تقبله الشعوب الافريقية أوالشباب الافريقي ولا الانظمة الحاكمة الجديدة.
توتر العلاقات السياسية بين تشاد وفرنسا
ولفت الدكتور حسن كلي ورتي الي أن الفترة الحالية تشهد توترا في العلاقات السياسية بين تشاد و فرنسا , وقال : لذلك المحللون والكتاب والاكاديميون التشاديون وكتبوا وعبروا في تصريحات مختلفة على ان فرنسا عليها الا تتدخل في الشئون الداخلية لجمهورية تشاد , مطالبين أنه في حال أرادت فرنسا محاسبة رئيس تشاد الجديد , فإنه علي القضاء التشادي أن يصدر أحكاما بإدانة فرنسا لارتكابها جرائم بحق التشاديين و اختلاس اموال الدولة التشادية ونهب ثرواتها ,
وقال المحلل السياسي التشادي ” إن مثل هذه المواقف لم نشهدها من قبل وبالتالي كل ما كان هناك توتر سياسي في العلاقات التشادية الفرنسية لا بد أن تبحث تشاد عن شركاء دوليين آخرين وربما يفتح هذا بابا لإنضمام تشاد لهذا التحالف الكونفدرالي الجديد.
وذكر الدكتور كلي ورتي أن من المؤشرات الأخري التي تؤشر لاحتمالية انضمام تشاد لهذا التحالف , تقارب وجهات النظر ما بين ما بين تشاد وروسيا , وقال : ” كل هذه المؤشرات تدل على ان هناك فرصة متاحة لهذا الأمر , وربما يكون في القادم الشهور بروز مؤشرات اكثر لانضمام تشاد وموريتانيا وغيرهما من الدول الافريقية لاتحاد دول الساحل الافريقي الثلاث .
إيكواس تواجة خطر التفكك
وفي أول رد فعل من جانب إيكواس علي الاتحاد الكونفدرالي الجديد , أكدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، أن منطقة غرب أفريقيا تواجه خطر التفكك وتفاقم انعدام الأمن، بعد إعلان دول بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، عزمها الانسحاب من التكتل من خلال التوقيع على معاهدة تحالف دول الساحل.
وذكر رئيس مفوضية إيكواس، عمر توراي، أن المزايا الرئيسية التي يوفرها التكتل، البالغ عمرها 50 عاماً، معرضة للخطر إذا انسحبت الدول الثلاث، ومن بين هذه المزايا حرية الحركة والسوق المشتركة التي تضم 400 مليون نسمة، بحسب وكالة رويترز.
وقال توراي، أمام قمة إيكواس المنعقدة في أبوجا عاصمة نيجيريا، ” إن تمويل مشروعات اقتصادية بقيمة تزيد على 500 مليون دولار في الدول الثلاث ربما يتوقف.
وأضاف: “بالنظر إلى تلك المزايا، فمن الواضح أن التفكك لن يعرقل حرية حركة وتجمع السكان فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى تفاقم انعدام الأمن في المنطقة”.
ضربة قوية للتعاون الأمني
ويعتقد توراي أن انسحاب الدول الثلاث سيمثل ضربة قوية للتعاون الأمني، وخاصة فيما يتعلق بتبادل المعلومات المخابراتية والمشاركة في الحرب على “الإرهاب”.
واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في مقر المفوضية بالعاصمة النيجيرية أبوجا للمشاركة في الدورة العادية الـ 92 لمجلس وزراء الإيكواس، والتي تعمل كمنصة حاسمة لمراجعة برامج المجموعة ومعالجة مشاكل القضايا الإقليمية الرئيسية.
وفي كلمته الافتتاحية، سلط رئيس مفوضية الإيكواس الدكتور عمر توراي الضوء على عدة مواضيع هامة لمناقشتها، والتي شملت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية داخل مجتمعات دول الإيكواس، والوضع المالي لمؤسسات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والتحديات في تعبئة ضريبة المجتمع، بجانب تنفيذ المهام السابقة.
وشدد الدكتور توراي أيضًا على ضرورة عقد قمة خاصة لإعادة تقييم تكامل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وحوكمتها وعلاقاتها مع الشركاء الخارجيين ومعايير المجتمع والأساليب التي تتخذها للتعامل مع القضايا الناشئة مثل التقنيات الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المزيفة والتعددية القطبية.
وقال الدكتور تواري: “إن الهدف التنموي لتكامل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أصبح موضع تساؤل بسبب الأزمات المختلفة. الوحدة والتضامن يمثلان أمران حاسمان، حيث تهدف القمة المقبلة إلى إنشاء الحد الأدنى من نقاط التعاون للدول الأعضاء لمعالجة القضايا على مستوى المجتمع”.
وكرر رئيس مفوضية الإيكواس تأكيده على الاحترام الكبير الذي تحظى به مجموعة الإيكواس داخل أفريقيا، وحث المشاركين على وحدة الهدف لضمان الرخاء المشترك لمجتمع أقوى عن طريق زيادة المساهمات في خطة عمل مكافحة الإرهاب للفترة 2021-2024، مشددا على ضرورة وضع خطة تمويل نهائية لقوة مكافحة الإرهاب التابعة للإيكواس، التي جاءت بين نتائج اجتماعات وزراء المالية والدفاع التي اختتمت مؤخرا، وتم فيها تكليف الدول الأعضاء باقتراح مساهمات إلزامية لتمويل الصندوق للمساعدة في مكافحة الإرهاب.
وأضاف الدكتور توراي : أنه على الرغم من الجهود المستمرة للتعامل مع انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر من الإيكواس والانتقال إلى الحكم المدني، إلا أن إحراز تقدم في هذا الصدد لا يزال بعيد المنال، ومع ذلك، هناك تأكيدات إيجابية من غينيا فيما يتعلق بوحدة المجتمع .
تجميع الموارد
وشدد دكتور توراي على أهمية تجميع الموارد والسعي إلى الاعتماد الجماعي على الذات للتغلب على التحديات المختلفة التي تواجه دول الإيكواس مثل انعدام الأمن الغذائي والتضخم والتطرف العنيف والنزوح القسري والبطالة والتوترات الجيوسياسية.
ومن جانبه، أشاد وزير خارجية نيجيريا ورئيس مجلس وزراء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يوسف ميتاما توجار بالتقدم الكبير الذي أحرزته الإيكواس نحو التكامل الإقليمي والنمو الاقتصادي والأمن، إلا أنه اعترف بالتحديات المعقدة التي لا تزال قائمة والتي تتطلب التفاني والالتزام والعمل المتضافر والحفاظ على قوة الوحدة والتعاون.
وتناول جدول أعمال الجلسة القضايا المتنوعة والملحة التي تواجه مجتمعات دول الإيكواس، بما يتضمن تطورات الوضع المالي، ومدى التطور في تنفيذ المهام الموكلة إلى مؤسسات المجتمع، وقرارات اللجنة الإدارية والمالية الخامسة والثلاثين، بجانب تحقيق هدف المجموعة الإقتصادية المتمثل في ضمان الحكمة المالية والشفافية مع تعزيز التكامل الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز التنوع من خلال وجهات النظر والخبرات المشتركة.
وجاء اجتماع وزراء خارجية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عقب اجتماع مجلس الوساطة والأمن التابع للإيكواس على المستوى الوزاري في أبوجا لمعالجة قضايا الأمن الإقليمي في الدورة العادية ال52، حيث ترأس الاجتماع وزير خارجية جمهورية نيجيريا الاتحادية، بمشاركة وزراء الشئون الخارجية والدفاع من الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية.
وفي كلمته الترحيبية، أكد رئيس مفوضية الإيكواس الدكتور عمر أليو توراي، على أهمية معالجة القضايا الأمنية والسياسية الإقليمية، وتسليط الضوء على التحولات الديمقراطية والانتخابات السلمية في مختلف الدول الأعضاء، مؤكدا أن الجهود تُبذل على قدم وساق لتفعيل القوة الاحتياطية التابعة للإيكواس لمكافحة الإرهاب واستعادة النظام الدستوري حيثما يكون مهددا.
وأوضح مفوض الشئون السياسية والسلام والأمن عبد الفتاح موسى أن التهديدات الأمنية الخطيرة التي تواجه المنطقة، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والأزمات الناجمة عن المناخ تتطلب استراتيجيات حوكمة شاملة ومبتكرة لتعزيز الاستقرار والسلام الإقليميين، كما أنها تتطلب ضرورة التعاون الإقليمي القوي وتفعيل القوة الاحتياطية التابعة للإيكواس.
كما أكدت نائبة رئيس مفوضية الإيكواس دامتيان تشينشيبيجا، في كلمتها خلال الجلسة، على التزام إدارة الإيكواس بمعالجة القضايا السياسية والأمنية التي تواجه المنطقة، ودعت إلى مواصلة دعم الدول الأعضاء في هذا المسعى.
وتضمنت أبرز بنود جدول الأعمال تعزيز البنية التحتية الأمنية في المنطقة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناجمة عن الصراعات وأزمات المناخ، ومراجعة وتعزيز خطة عمل الإيكواس لمكافحة الإرهاب، وتعزيز الحكم الشامل لاستعادة وتعزيز العقد الاجتماعي بين الدول الأعضاء. الدول والمواطنين.
وتبنى المجلس جدول أعمال شامل يهدف إلى تعزيز السلام والأمن والاستقرار في منطقة الإيكواس، حيث جدد المشاركون التزامهم ببذل الجهود التعاونية والتدابير الاستباقية لمعالجة التحديات المتعددة الأوجه التي تواجه غرب أفريقيا.
إقرأ المزيد :