أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

كارت أحمر جديد لـ ” فرنسا ” من دولة إفريقية .. باريس تخسر مناطق نفوذها التقليدية في القارة

بدأت فرنسا أمس الأول الثلاثاء سحب قواتها العسكرية من تشاد، وذلك بعد حوالي شهر من قرار انجمينا بإنهاء اتفاقها الأمني والدفاعي مع فرنسا في ضربة جديدة اعتبرها كثير من المحللين السياسيين كارت أحمر جديد تحصل عليها فرنسا للخروج من إحدي مناطق نفوذها التقليدية بالقارة الإفريقية .

الخارجية التشادية أوضحت في بيان سابق أن خطوة انهاء الاتفاق التعاون الدفاعي مع باريس ستتطلب من القوات الفرنسية مغادرة البلاد , مشيره إلي أن تشاد وهي حليف رئيسي للغرب في الحرب ضد المتطرفين بالمنطقة، تتطلع لفرض سيادتها بشكل كامل بعد 66 عاما من الاستقلال.

وذكر البيان أن قرار إنهاء اتفاق التعاون الدفاعي المعدل عام 2019 من شأنه أن يمكنها من إعادة النظر في شراكاتها الاستراتيجية.

وجاء القرار التشادي بإنهاء تواجد القوات الفرنسية وخروجها من قواعدها العسكرية بالأراضي التشادي في سياق قرارات مماثلة سبق أن اتخذتها دول الساحل والصحراء “بوركينا فاسو والنيجر ومالي ” حيث أجبرت السلطات الجديدة في تلك الدول فرنسا علي سحب قواتها المتمركزة علي مدي عشرات السنين الأمر الذي تسبب في تغيير كبير في خريطة النفوذ الفرنسي في غرب القارة الأفريقية، والذي تزامن مع تصاعد الغضب الشعبي  ضد باريس التي فشلت في القيام بدورها في مكافحة الإرهاب بالمنطقة والذي تصاعد في السنوات الأخيرة .

وتزامن انحسار النفوذ الفرنسي والغربي بصفه عام سواء سياسيا أو عسكريا في دول الساحل وآخرها تشاد مع تنامي علاقات تلك الدول مع روسيا ,حيث تشيرالعديد من التقارير إلي تواجد قوات روسية في تلك الدول لمساعدتها في حربها علي التمدد الإرهابي في غرب إفريقيا .

مستقبل العلاقات التشادي الفرنسية

7a536847 7935 42f6 9875 4917a3f37907 كارت أحمر جديد لـ " فرنسا " من دولة إفريقية .. باريس تخسر مناطق نفوذها التقليدية في القارة
الخبير والمحلل السياسي التشادي الدكتور حسن كلي ورتي

وعقب بدء فرنسا سحب قواتها من تشاد يثار التساؤل حول مستقبل العلاقات التشادية الفرنسية , وفي هذا الصدد يقول الدكتور حسن كلي ورتي الخبير والمحلل السياسي التشادي لـ ” أفرو نيوز 24 ” : بخصوص مستقبل العلاقات التشادية الفرنسية عقب بدء فرنسا سحب قواتها من تشاد ,السؤال مهم جدا، فلا بد من مناقشة مثل هذه القضايا ولا بد من كذلك توقعات أو معرفة السيناريوهات المقبلة  حول وضع العلاقات بين البلدين , مضيفا ” تشاد دولة مستقلة بنص الدستور الشادي فيما أعتقد في المادة الثانية أو المادة الأولى من الدستور الجديد  الذي تمت موافقة عليه من طرف البرلمان يوم 17 ديسمبر عام 2023.

وتابع الدكتور حسن كلي ورتي ” وبالتالي، العمليات العسكرية أو قواعد الفرنسية العسكرية تدعى إلى نوع ما عدم استقلالية جمهورية تشاد  وذلك من خلال إبرام اتفاقيات الدفاعية والأمنية بين البلدين.

واشار الخبير والمحلل السياسي التشادي إلي أن فرنسا لها تاريخ استعماري قديم وما زالت تسيطر بشكل مباشر أو غير مباشر , على بعض الأمور في إفريقيا بشكل عام  وفي جمهورية تشاد على  وجه الخصوص. هناك مستشارون لفرنسا في مجالات مختلفة , لافتا إلي أن كل هذه المسائل تجعل إلى حد ما أن الدولة غير مستقلة  وأنها لا بد أن تشاور فرنسا في بعض أمورها.

 وأوضح الدكتور حسن كلي ورتي أنه خلال الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية في تشاد أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي وعند فوزه في الانتخابات سيقوم بطرد فرنسا  أو على الأقل بإعطاء استقلالية تامة لجمهورية تشاد , وقال ” وعقب فوزه في الانتخابات الرئاسية وبعد الهجمات الارهابية التي شهدتها جمهورية تشاد في منطقة حوض بحيرة تشاد ذهب رئيس جمهورية تشاد الي موقع وميدان المعارك وقاد بنفسة المعارك ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة ومن ثم بعد تفكير عميق ما جدوي تواجد قواعد فرنسية في جمهورية تشاد بدون ان تقدم مساعدات لا تقنية أو مساعدات مخابراتية أو غيرها من المساعدات .

 وذكر المحلل السياسي التشادي أن الهجمات الارهابية والجماعات الارهابية علي تشاد من جهة , وهجمات المعارضة المسلحة من جهة أخري , مشيرا في هذا الصدد إلي استشهاد الرئيس السابق إدريس ديبي في المعارك .

وقال “كل هذه الاحداث تجري وجرت في تشاد رغم تواجد قواعد فرنسية الا أنها لا تقدم شيئا وبالتالي نكون أمام وضعية أن الجيش الوطني بقيادة الجنرال محمد ادريس وحدة هو الذي يقوم بحماية الحدود وبحماية المواطنين وممتلكاتهم ومكافحة الارهاب في الساحل أو في حوض بحيرة تشاد بدون تقديم مساعدات مادية أو لوجستية أو حتي مشاركة في مكافحة الارهاب إذن بعد كل هذه الاحداث وبعد تفكير عميق من صناع القرار قرروا أن وضع نهاية للاتفاقيات الامنية والدفاعية بين تشاد وبين فرنسا .

وشدد الدكتور حسن كلي ورتي علي أن الاطار التاريخي للعلاقات بين البلدين ومستقبل العلاقات موقف جمهورية تشاد واضح جدا , وقال ” وقد صرح بذلك أكثر من مرة وزير خارجية تشاد بذلك هي ليس قطع العلاقات تماما وانما في المجال الدفاعي والأمني فقط وبالتالي المجالات الأخيرة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها ربما يمكن أن نتعاون معها بشكل جيد ووممكن في إطار مصالح متبادلة وتعاون متبادل ندا للند وبالتالي لا يمكن لفرنسا ان تقوم بإعلاء كلمتها أو اعلاء وضعها علي الطرف الاخر هذا لا يقبله الشعب التشادي أو الشعوب الافريقية .

وشدد الدكتور حسن كلي ورتي علي أن  فرنسا في اطار تاريخ علاقاتها غير الحميمية مع الدول الإفريقية لابد لها أن تراجع سياساتها الخارجية تجاه الدول الافريقية والا سيكون الطريق مسدود أمامها وذلك لأن الوعي السياسي لدي الشباب الافريقي قد وصل الي مرحلة الفكري بشكل عميق جدا , وقال ” وبالتالي لن يقبلوا ان تكون العلاقات بين فرنسا والدول الافريقية الا بشراكات متساوية وعلاقات الند بالند وبمصالح متبادلة كغيرها من العلاقات مع الشركاء الآخرين مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وتركيا وايران ومصر.

وأكد ورتي أنه في حال مراجعة فرنسا لسياساتها الخارجية تجاه الدول الافريقية من الممكن ان تجد حلا بابرام اتفاقيات سياسية واقتصادية ثقافية فكرية لكن تستبعد كل البعد ان تبرم اتفاقيات أمنية بصيغها القديمة .

إقرأ المزيد :

فرنسا تبدأ رسميًا سحب قواتها من تشاد وبإعادة طائرتين من طراز ميراج 2000 دي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »