أخبار عاجلةالرأي

رفيق شلغوم يكتب: مؤتمر عربي بالجزائر برسائل بالغة

الجزائر الآن ـ بدعوة كريمة من طرف السيد وزير السكن والعمران و المدينة “ محمد طارق بلعريبي” حضرت الأربعاء بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة إفتتاح أشغال مؤتمر الإسكان العربي الثامن تحت شعار ” العمران و البناء المستدام ..تحديات و آمال واعدة”،والذي انعقد تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون .

مجلس وزراء الإسكان العرب

2024121718203917 2 scaled 1 رفيق شلغوم يكتب: مؤتمر عربي بالجزائر برسائل بالغة

المؤتمر الثامن نظم بالتنسيق مع جامعة الدول العربية و ذلك على هامش الدورة ال41 لمجلس وزراء الإسكان و التعمير العرب .

وجب التنويه أولا لعدد من الملاحظات التي لابد من الإشارة إليها ، و التي لا تخص المؤتمر ،بل تخص القطاع ووزيره .

1 ـ شبه إجماع لدى الفاعلين والمواطنين و المؤيدين للرئيس تبون والمعارضين له بأن قطاع السكن بالجزائر حقق قفزة غير مسبوقة منذ استقلال الجزائر سنة 1962.

بل و لم تنجز أي دولة عربية أو إفريقية ما أنجزته من صيغ سكنية من حيث “الكم” أما “النوع” فكل المؤشرات تقول بأن “الطفرة” قادمة .

2 ـ كل المشاريع الكبرى من خارج قطاع السكن التي كلفت الوزارة بإنجازها، انجزت وسلمت في ظرف قياسي و بالمعايير الدولية المطلوبة.

ومنها على سبيل المثال لا الحصر المركبات و الملاعب الرياضية في الجزائر العاصمة ، وهران وتيزي وزو .

3 ـ الانجاز من المادة الخام إلى اليد العاملة كلها جزائرية بنسبة 100 بالمائة .

4 ـ يشرف على القطاع وزيرا تطور أداءه بشكل لافت ومتسارع وعلى كل المستويات ، بل يعتبر بإجماع المراقبين من بين الوزراء القلائل الذين يعدون على أصبع اليد الواحدة الذين لا تجد من يشكك في قدراتهم ولا كفاءتهم.

بل سمعت في العديد من المرات، البعض، يطرح في سؤالا متكررا مفاده : كيف تمكن ” الوزير” بلعريبي ” من إنجاز هذا ،في هذه المدة ؟

أما بخصوص “المؤتمر” فقد إستوقفتني عدد من الملاحظات. وهي كالتالي :

1 ـ تقديم أشغال المؤتمر العربي للإسكان كان باللغتين العربية و الأنجليزية ..نعم بالأنجليزية..

2 ـ حضور وزير السكن الصيني” ني هونغ ” .وهي بحسب ما علمت أول زيارة لبلد عربي للوزير منذ تعينه في المنصب.

3 ـ حضور عدد معتبر لوزراء الاسكان والتعمير العرب.

4 ـ تصريح المهندس الشاب الجزائري الفائز بالجائزة الأولى لمجلس وزراء الاسكان و التعمير العرب، والذي قال فيه بأنه فخورا لكون الجزائر هي من فازت بالجائزة. لكنه أضاف بأنه سعيدا أكثر، لأنه خريج المدرسة و الجامعة الجزائريتين .

5 ـ العنوان الذي تم اختياره للوثائقي ” الجزائر بلد العزم والعزائم” .

نعم ،بكل صراحة إستوقفني مضمون الوثائقي الذي شاهده ضيوف الجزائر اليوم ، و الذي كان منجزا بطريقة احترافية عالية .

غير أنه ما إستوقفني أكثر هو عنوان الوثائقي لما حمله من معنى ،وفي هذا التوقيت بالذات الذي يمر به العالم أجمع و العالم العربي على وجه الخصوص .

في العالم الآن ، الدول الكبرى صاحبة القرار أصبحت تمارس ” حرب اللا حرب” وهو نموذج جديد في إدارة الصراع الدولي ، يعتمد في الأساس على الحصار السياسي و التدمير الاقتصادي و الحرب النفسية الظاغطة .

بمعنى أدق يقوم بقتل الدول من دون طائرات بدون طيار و لا دبابات ولا حتى جنود .

بمعنى أدق أكثر لا معارك ولا سلام و لا أمن ولا حياة ..أي أن الدول صانعة القرار السياسي العالمي تنتصر دون أن تقاتل و الدول المستهدفة تنهزم دون أن تخوض أي حرب .

قد يسأل البعض ويقول لماذا أقول هذا الكلام ؟

ـ 1 أقول هذا الكلام ، لأن المعطيات الدولية الحالية ، وتطوراتها تفرض علينا الحساب و إعادة الحساب، قبل العمل بالنتائج.

لأن الخطأ غير مسموح في الكثير من تمارين الرياضيات الجيوسياسية و الجيو استراتيجية و الجيو اقتصادية .

ـ 2 أقول هذا الكلام و أنا الذي تابعت بفرح وفخر الوثائقي الذي بثه التلفزيون العمومي العرض الذي قدم للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حول استراتيجية تطوير وعصرنة مدينة الجزائر .

ـ 3 أقول هذا الكلام و أنا الذي تابعت فرحة ” القسنطينيين ” بكلام الرئيس تبون على صفحات التواصل الإجتماعي .

بل وهناك من إتصل بي سائلا : هل معنى هذا بأنه سيرفع التجميد عن المركب الرياضي لعاصمة الشرق؟ .

و بالتالي تصبح” قسنطينة ” مثلها مثل العاصمة ،وهران و تيزي وزو تمتلك منشأة رياضية بمواصفات عالمية ؟..وطبعا لم أكن أمتلك الإجابة لأجيب. لكن ما همني، هو ذلك الأمل الذي كان يتحدث به المواطنون على وسائط التواصل الاجتماعي أو من إتصلوا بي هاتفيا .

المطلوب هو فتح باب الأمل وغلق نافذة اليأس لدى شبابنا.

نعم من واجبنا أن نقف خلف وطننا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم عموما ومنطقتنا خصوصا .

ومفروض علينا أن نكون يدا واحدة لا تفرقها أي مصالح أو أهواء أو حسابات .

عين الذكاء أن نلتفت لمصالحنا و أحوالنا ونرفع سقف طموحاتنا بيد. و نضع أصبعنا على الزناد باليد الأخرى .

نحمي ونقوي جبهتنا الداخلية من جهة.

و نقضي على المخططات العدائية للمخابرات الفرنسية ( على سبيل المثال لا الحصر من جهة أخرى ) .

نستقبل وزير السكن الصيني بالجزائر للتفاوض و الابرام الصفقات من جهة ونحذر السفير الفرنسي من المؤمرات و المخططات العدائية من جهة أخرى

هناك “مثل صيني” قد يكون معبر، وصالح لأن أختتم به هذا المقال ، أعتقد بأن الصينيين طبقوه حتى أصبحوا القوة الاقتصادية الثانية في العالم ،ومرشحة لأن تكون الأولى في قادم السنوات .

يقول المثل : اجعل القريب منك سعيدا ، وسيقترب منك البعيد .

اقرأ المزيد

من حلم الدراجة إلى التحكم في الاقتصاد العالمي .. الوصفة « الصينية » للحاق بقطار التنمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »