هبة زعطوط تكتب : هكذا يحتفل برأس السنة الأمازيغية
يعد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية فى دول شمال إفريقيا وفى دول الشتات (المغتربين عن وطنهم الأم) من أقدم وأجمل الاحتفالات حول العالم فبالرغم من بساطته إلا إنه يجذب السياح من حول العالم لحضورة والمشاركه فيه ، ولا تختلف كثيرا طقوس هذا الاحتفال بين الأمازيغ الأوائل والمعاصرين فقديما كان يقام فى اليوم الأول من السنه الأمازيغية حيث تتوقف الأعمال خوفا من غضب الطبيعه عليهم و يكرس كل الشعب جهوده لشكر الطبيعة والأرض وتناول محاصيلها الزراعيه كنوع من الربط بينهم وبين الأرض مرتدين أبهى الملابس والحلى التقليديه و تمتلىء الطرقات و الأحواش بالزينه و إعداد الأطعمة والحلوى التقليدية الخاصه بالاحتفالات مرددين الأدعيه والأناشيد التى تعظم الأرض والطبيعه وتؤكد احترامهم لها و لخيراتها .
ثم أتت مرحله متقدمه من الاحتفال وهى تتميز بالحب و الشكر للأرض وخيراتها حيث تراجع الاحساس بالخوف و الحيطه من هذا اليوم نظرا لتقدم علوم الفلك والطبيعه وغيرها من العلوم التى ساعدت سكان المملكه الأمازيغية فى السيطره على قوى الطبيعه وتقليل مخاطرها ، ويبدأ الاحتفال بإرتداء الملابس والحلى والزينه ثم تجهيز الأطعمه والحلوى الأمازيغية الخاصه بالأعياد و الأعراس ويتم وضعها فى الأحواش وتوزيعها على الأقارب والجيران ثم تخرج الأسر حاملين الزينه و الأطعمه فى صورة مجموعات تجوب الطرقات و الميادين مرددين الأدعيه والأناشيد شاكرين للأرض و الألهه القديمه على خيراتها التى تهبهم إياها ثم يتم التجمع فى موائد كبيره تضع كل أسره طعامها كمشاركه فى المائده العامه بالميادين والطرقات ، ويتم إعداد أنواع مختلفه ومتعدده من الأطعمه التقليدية المستخدم فيها الحبوب والخضروات والفواكه الطبيعية و دلالة ذلك على تقوية العلاقه بين السكان و الأرض إذ أن الاحتفال يهدف إلى شكر الأرض على المحاصيل الزراعيه التى تقدمها لهم لذا يجب أن يكون الطعام الأساسى فى هذا الاحتفال من المحاصيل الزراعيه والفواكه والحبوب التى تقدمها الأرض ، ومن المأكولات التى يشتهر بها هذا الاحتفال { تاكلا – الكسكس بالسبع حبوب أو بالخضر – الحريره – العصيده – الفواكه الطبيعيه – الفواكه المجففه – الاعشاب الطبيعيه – “ثيموياز” , “ثغواوين” وهى مأكولات جافه تحضر من الحبوب والقطانى – الزميته …الخ} .
أما المرحله المعاصره لهذا الاحتفال فقد تبنت دول المغرب الاحتفال برأس السنه الأمازيغية بشكل رسمى أى أصبحت إجازه رسميه للدوله مدفوعة الأجر يشارك فيه كل طوائف ومؤسسات الدوله وكبار المسؤلين والشخصيات العامه ، وتنتشر الفرق الفنيه الشعبيه فى الميادين والطرقات لعدة أيام تقدم العروض الفنيه باللغه الأمازيغية كما تقدم الجمعيات الثقافيه الأمازيغية قصص و ندوات ومعارض لمشغولات يدويه تراثيه لتعريف الجيل الجديد بالحضاره و التراث الأمازيغى المتوارث من الأجداد كما تقام موائد للطعام فى الساحات والميادين و المنازل والمؤسسات الحكوميه والأهليه و الخاصه ومن أبرز مؤسسات الدوله التى تتبنى الاحتفالات هى المدارس حيث يسمح للاطفال والتلاميذ بإرتداء الزى الأمازيغى التقليدى ويبدأ الاحتفال مع بداية اليوم بسرد قصص عن تاريخ الأمازيغ ثم أنشطه يدويه لتصنيع مشغولات يدويه و حفلات غنائيه بالإضافه إلى أنشطه الرسم وتقديم موائد الطعام والحلوى الأمازيغية التقليدية ، وفى دول الشتات يحتفل الأمازيغ أيضا ولكن فى مجموعات يشاركهم بها العديد من الجنسيات الأخرى المحبين والشغوفين للتعرف على التراث الأمازيغى .
اأما الأطعمه التى تعد للاحتفال فهى الاطعمه التراثيه القديمه السابق ذكرها بالإضافه إلى الأطعمه والحلوى والمشروبات المعاصره والعالميه ويتميز طعام هذا الاحتفال بتزيينه بكتابة حروف ” التيفاوين” على واجهات الاطعمة وعلى الموائد ، ويقام هذا الاحتفال من يومين إلى أسبوع كامل سبعة أيام .
إقرأ المزيد :
هبة زعطوط تكتب : 13 يناير بداية السنة الأمازيغية 2975 .. فما هى؟؟