الجزائر تسلم مدريد مواطنا إسبانيا كان مختطفا في مالي
سلمت الجزائر المواطن الإسباني نفارو كندا جواكيم, الذي اختطف منتصف الشهر الجاري, بالمنطقة الحدودية الجزائرية-المالية, إلى السلطات الإسبانية اليوم بمقر وزارة الخارجية الجزائرية .
وقد أشرف الأمين العام للخارجية الجزائرية لوناس مقرمان، على عملية تسليم الرعية الإسباني إلى سفير بلاده لدى الجزائر، فيرناندو موران كالفو-سوتيلو.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن الجيش الوطني الشعبي الجزائري اعلن استلام المواطن الإسباني المختطف، يوم الثلاثاء، وهو في “صحة جيدة”, مع العلم أن هذا الأخير “كان في رحلة سياحية، وتم اختطافه بتاريخ 14 يناير الجاري بالمنطقة الحدودية الجزائرية المالية على مستوى إقليم الناحية العسكرية السادسة من طرف عصابة مسلحة مكونة من خمسة أفراد”, حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الجزائرية .
وخلال عملية تسليم المواطن الإسباني لسلطات بلادة أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان,اليوم الأربعاء, أن السلطات العليا للبلاد وعلى رأسهم, الرئيس عبد المجيد تبون, أسدت التعليمات لبذل قصارى الجهد وحشد الإمكانات للوصول إلى الرعية المختطف, نفارو كندا جواكيم , وتحريره والحرص على سلامته, مبرزا السجل الحافل للجزائر في مثل هذه المواقف الإنسانية ومساهمتها في مرات عديدة في تحرير الرهائن.
وقال مقرمان في كلمة خلال إشرافه اليوم الأربعاء بمقر الوزارة, على تسليم الرعية الإسباني المحرر, الذي أختطف منتصف الشهر الجاري, بالمنطقة الحدودية الجزائرية-المالية, إلى سلطات بلاده, أن “الانفراج السعيد لعملية الاختطاف التي طالت الرهينة الإسبانية بالمنطقة الحدودية الجزائرية المالية من قبل عصابة مسلحة كانت نتيجة جهود مكثفة قامت بها مختلف الأسلاك الأمنية الجزائرية مع شركاء أمنيين بالمنطقة, تم خلالها تسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجيستية”.
وأوضح أنه “منذ الوهلة الأولى لعملية الاختطاف أسدت السلطات العليا للبلاد, وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, التعليمات السامية لبذل قصارى الجهد وحشد الإمكانات للوصول إلى المختطف وتحريره والحرص على سلامته, كما تم إحاطة السلطات الإسبانية في حينها بتطورات عمليات البحث”.
واستطرد قائلا: “لا يسعنا من هذا المقام إلا أن نعبر عن عميق امتناننا وشكرنا لكل الأطراف التي شاركت وساهمت في الحفاظ على سلامة وأمن المواطن الاسباني نافارو كندا جواكيم المتواجد بيننا اليوم في صحة جيدة وعافية”.
وقال في هذا الصدد : “للجزائر كما تعلمون سجل حافل في مثل هذه المواقف الإنسانية, حيث ساهمت في مرات عديدة في تحرير الرهائن, ولعبت في مواقع أخرى دور الوسيط الفاعل بما يحفظ النفس البشرية ويجنب المآسي المحزنة”, مجددا “إدانة الجزائر لكل الممارسات العنيفة والأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة وبمختلف أصقاع العالم بكل أصنافها”.
كما شدد على “ضرورة توحيد الجهود والإمكانات لمحاربة الإرهاب وكل الأعمال التي تشكل رافدا لتمويل نشاطاته الإجرامية”.
ووجه مقرمان التحية لكل من ساهم في أن يعود نافارو جواكيم إلى ذويه سالما وبصحة جيدة, معربا عن امتنان الجزائر العميق للجانب الإسباني الذي عبر مباشرة بعد إعلامه بعملية الاختطاف عن الثقة الكاملة في السلطات الجزائرية للوصول إلى المختطف وتحريره, كما اثنى على شجاعة وصبر الرهينة وعائلته خلال هذه المحنة الصعبة.
من جانبه حيا سفير إسبانيا لدى الجزائر، فيرناندو موران كالفو-سوتيلو, يوم الأربعاء بالجزائر, “المساهمة الحاسمة” للسلطات الجزائرية في تحرير الرعية الإسباني المختطف، نفارو كندا جواكيم, مشيدا ب”دور الجزائر البارز في محاربة الإرهاب”.
وفي كلمته، خلال عملية تسلم الرعية الإسباني – التي جرت بمقر وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، تحت إشراف الأمين العام للوزارة، السيد لوناس مقرمان – أثنى السفير على “المساهمة الحاسمة للسلطات الجزائرية وجميع الإجراءات التي تم اتخاذها” للوصول إلى تحرير الرعية المختطفة، مؤكدا أن هذا الأمر “يبرز مرة أخرى بالنسبة لإسبانيا، أن الجزائر لها دور بارز في محاربة الإرهاب وضمان أمننا جميعا”.
وتوجه الرعية الاسباني المحرر نفارو كندا جواكيم, يوم الأربعاء, بالشكر الخاص لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, ولكافة السلطات الجزائرية, على سهرها للحفاظ على سلامته إلى غاية تحريره.
وفي كلمته, – خلال مراسم تسليمه لسفير بلاده بالجزائر وجه نفارو كندا جواكيم الشكر للسلطات الجزائرية, على “سهرها” للحفاظ على سلامته في جميع الأوقات, و”بشكل خاص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”.
وأضاف قائلا: “أشعر بالأمان برفقتكم, هي أوقات عصيبة بالنسبة لي, علي أن أقول أني شعرت بالارتياح بعد تحريري”.
إقرأ المزيد
الكاتب الجزائري رفيق شلغوم يكتب : الحروب الرقمية العابرة للحدود المادية (1)