مصر تعرب عن قلقها إزاء التطورات في شرق الكونغو الديمقراطية
السفارة المصرية تتابع أوضاع المواطنين المصريين بجوما
أكدت مصر أنها تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في شرق الكونغو الديمقراطية، والذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة معربه في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية اليوم الثلاثاء-عن أسفها لسقوط عدد من الضحايا والمصابين بين أعضاء بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية، وتقدمت بخالص التعازي والمواساة إلى أسر الضحايا ولحكومتي جنوب إفريقيا وأوروجواي.
وأكدت مصر على ضرورة احترام سيادة الكونغو الديمقراطية، والالتزام باتفاقيات وقف إطلاق النار، مشددة على أهمية احتواء التصعيد والوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية , مجدده دعمها الكامل لجهود الاتحاد الإفريقي والأطراف الإقليمية الهادفة إلى نزع فتيل الأزمة.
واوضحت وزارة الخارجية المصرية في البيان ان سفارة مصر في العاصمة كينشاسا تتابع أوضاع المواطنين المصريين في مدينة جوما بشرق الكونغو، وتستمر في التواصل مع أفراد الجالية للاطمئنان عليهم، وتحث المواطنين على تجنب الاقتراب من مناطق التوترات وتوخى أقصى درجات الحذر للحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
الأمم المتحدة تحذر: استمرار العنف يفاقم ويعقد الأزمات الإنسانية
حذر منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية “برونو لوماركي”، من أن استمرار العنف في مدينة “جوما” في الكونغو الديمقراطية يفاقم واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية طولا وتعقيدا وخطورة على وجه الأرض.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أعرب “لوماركي” عن قلقه الشديد بشأن الوضع الإنساني في مدينة جوما في الجزء الشرقي من البلاد – والتي اجتاحتها حركة 23 مارس المتمردة – مضيفا أن جميع أحيائها أصبحت “مناطق نشطة للقتال” وتم توجيه نيران المدفعية الثقيلة إلى وسط المدينة، مما أجبر مئات الآلاف من الناس على الفرار من العنف بالمدينة – التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص – والمناطق المحيطة بها التي كانت تستضيف 700 ألف نازح داخلي يعيشون في ظروف مزرية بالفعل.
وقال منسق الشؤون الإنسانية إن مواقع النزوح حول المدينة “أُفرغت تماما” حيث اتجه الناس إلى داخل المدينة بعد أن نفدت منهم خيارات الفرار من العنف مضيفا أن المستشفيات في المدينة تكافح لإدارة تدفق الجرحى، على الرغم من الدعم الذي تتلقاه من منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأشار إلى أن الخدمات الأساسية أصبحت في وضع حرج، مع تقيد إمدادات المياه والكهرباء وانقطاع خدمة الإنترنت.
وأشار “لوماركي” إلى أنه بينما تم نقل الموظفين الأمميين غير الأساسيين إلى خارج جوما، لا يزال الموظفون الإنسانيون الأساسيون في المدينة ويعملون “في ظل ظروف صعبة للغاية لتقديم المساعدة المنقذة للحياة”، حيث إلى أن المرافق الإنسانية تعرضت للنهب ونيران المدفعية الثقيلة.
ودعا “لوماركي” جميع الأطراف إلى الاتفاق على فترات توقف إنسانية مؤقتة في المناطق الأكثر تضررا وإنشاء ممرات إنسانية لضمان استئناف الأنشطة الإنسانية على نطاق واسع. والأهم من ذلك، تسهيل الإجلاء الآمن للأفراد الجرحى والمدنيين المحاصرين في مناطق القتال.
كما دعا منسق الشؤون الإنسانية الأطراف إلى استعادة الظروف اللازمة لإعادة فتح مطار غوما بشكل آمن وإبقاء الحدود مفتوحة بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في غوما لتمكين الفارين من العنف من البحث عن ملجأ بعيد عن مناطق القتال.
وحث المجتمع الدولي على تكثيف مشاركته “لمنع إراقة الدماء ودعم الاستجابة الإنسانية”، وأضاف: “يجب أن نتحرك الآن لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح وتخفيف معاناة سكان جوما”.
من جانبه، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام “جان بيير لاكروا” إلى أن تقدم متمردي حركة 23 مارس يشير إلى “تحول في ميزان القوى”، إلا أنه شدد على أن الوضع لا يزال متقلبا وخطيرا مع استمرار القتال وما له من “آثار مدمرة على السكان المدنيين”. وقال إن قوات حفظ السلام الأممية من بعثة مونوسكو لا تزال في مواقعها في الميدان، مضيفا أن ثلاثة من جنودها قتلوا في المعارك وأصيب 12 آخرون.
وأكد أن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) تواصل الوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين “بأفضل ما في وسعها، وهذا يشمل المقاتلين غير المسلحين بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني”، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من المدنيين والمقاتلين غير المسلحين حاليا في مختلف مباني البعثة.
وقال “لاكروا” إن الأمم المتحدة ملتزمة تماما بدعم مبادرات السلام الإقليمية الجارية، وتواصل العمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وفي هذا الصدد، رحب بإعلان الجماعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا عن نيتها لعقد قمة لمناقشة الوضع في جوما، وجلسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي المقررة مساء اليوم /الثلاثاء/.
تحذيرات من خطر انتشار فيروسات منها إيبولا من مختبرات جوما
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم /الثلاثاء/ من خطر انتشار فيروسات بما فيها “الإيبولا” من مختبر في مدينة “جوما” وذلك بسبب القتال العنيف في المدينة الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر – حسبما ذكر راديو فرنسا الدولي – عن قلقها الشديد إزاء الوضع في مختبر المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية، ودعت إلى الحفاظ على العينات التي قد تتأثر بالاشتباكات والتي قد تؤدي إلى عواقب لا يمكن تصورها إذا اختفت السلالات البكتريولوجية التي تؤويها، بما في ذلك فيروس إيبولا.
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف – في مؤتمر صحفي عقد في مدينة جنيف السويسرية – إن “فيروس الإيبولا سوف ينتشر”.
وفي سياق متصل، أعلنت القوات المسلحة في جنوب إفريقيا اليوم مقتل أربعة من جنودها خلال اشتباكات بعد مقتل تسعة جنود الأسبوع الماضي لترتفع بذلك حصيلة القتلى من جنودها إلى 13 جنديا.
وأكد جيش جنوب إفريقيا في بيان أن “متمردي حركة /إم 23/ اطلقوا قذيفة هاون باتجاه مطار جوما، وسقطت في قاعدة قوات الدفاع الجنوب إفريقية (إس إيه إن دي إف) ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفرادها”.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة التي تركز الآن مهامها على حماية المدنيين من أن الوضع الإنساني في جوما “مقلق للغاية”،
كما حذرت من تعليق توزيع المساعدات الغذائية في جوما، معربة عن قلقها إزاء نقص الغذاء في جوما والمناطق المحيطة بها بعد تعليق أنشطة المساعدات الغذائية في المنطقة.
وقالت شيلي تاكرال المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية من كينشاسا إن “الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة مع بدء نفاد الإمدادات حيث سيتعين على المواطنين أن يروا ما يمكنهم العثور عليه للبقاء على قيد الحياة”.
إقرأ المزيد :
الأوضاع في شرق الكونغو إلي مزيد من التصعيد .. وتشيسيكيدي يغيب عن قمة مجموعة شرق أفريقيا