محادثات بين كوريا الجنوبية و دول إفريقية لتعزيز التعاون بمجال المعادن الحيوية
وقالت وزارة الخارجية الكورية في بيان صحفي بثته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) – إن الحوار سيجري في “كيب تاون” يوم /الثلاثاء/ المقبل، بقيادة النائبة الثانية لوزير الخارجية الكورية الجنوبي “كانج إن-سون” وممثلي حكومات الدول الإفريقية المشاركة.
وأضافت ” أن المحادثات ستُعقد بمناسبة انعقاد مؤتمر التعدين الأفريقي “إندابا”، وهو حدث استثماري كبير في مجال التعدين في أفريقيا من المقرر عقده في الفترة من 3 إلى 6 فبراير، وستركز المناقشات على الجهود المبذولة لتسهيل تطوير قطاعات المعادن الحيوية وتعزيز التعاون، وكذلك على سبل توسيع نطاق تبادل المعرفة في المجالات ذات الصلة.
وقد اتفقت كوريا الجنوبية و48 دولة أفريقية على إطلاق منصة للحوار خلال أول قمة جمعت الطرفين في سيئول في يونيو من العام الماضي.
كان الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سيوك يول أعن أن كوريا الجنوبية ستقيم شراكة في المعادن الحيوية مع الدول الإفريقية الرئيسية لتطوير الموارد في القارة بطريقة “متبادلة المنفعة”.
وقال يول خلال قمة أعمال حضرها قادة الصناعة من كوريا الجنوبية وإفريقيا، وهو حدث أقيم في اليوم الثاني للقمة الكورية-الإفريقية الأولى على الإطلاق “لقد أصبح دور أفريقيا في دائرة الضوء المتزايدة وسط تزايد الغموض في سلسلة التوريد العالمية بسبب المخاطر الجيوسياسية الأخيرة , مضيفا ” ونأمل في توسيع التعاون في مجال الموارد بما يعود بالمنفعة المشتركة من خلال إقامة شراكة المعادن الحيوية مع الدول الأفريقية الكبرى”.
وحدد يون خططًا لتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية (EPA) وإطار تعزيز التجارة والاستثمار (TIPF) مع المزيد من الدول الأفريقية لتسهيل أنشطة التجارة والاستثمار السلسة , معربا عن أمله في زيادة الشراكات في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة النووية والطاقة الشمسية والهيدروجين، لمعالجة تغير المناخ.
جدير بالذكر أن كوريا الجنوبية وقعت ما يقرب من 50 اتفاقية مبدئية مع الدول الأفريقية بهدف تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والمعادن الهامة ومجموعة واسعة من المجالات الصناعية والاقتصادية الأخرى، وذلك على هامش القمة الكورية–الأفريقية التي عقدت في سيئول على مدار يومين شهر يونيو الماضي
وكانت هذه القمة هي الأولى من نوعها التي تستضيفها كوريا الجنوبية للشركاء الأفارقة، والتي ركزت على توسيع علاقات التعاون بين الجانبين.
سر الاهتمام الكوري بإفريقيا
وفي تصريحات سابقة لـ ” أفرو نيوز 24 ” يقول الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية : أنه يفهم سر الاهتمام الكوري الجنوبي بالقارة الأفريقية في سياق السباق الدولي تجاة أفريقيا للحصول علي الموارد الطبيعية والأولية منها , مشيرا في هذا الصدد الي عدد من القمم الدولية الأفريقية من بينها علي سبيل المثال , القمة الأمريكية الأفريقية والقمة الروسية الأفريقية والقمة الصينية الأفريقية , والقمة الفرنسية الأفريقية , والقمة البريطانية الأفريقية , والقمة اليابانية الأفريقية .
وأكد الدكتور شريف جاكو أن الجميع الآن يسعي للحصول علي المواد الخام والموارد الأولية من القارة الأفريقية وخاصة وأن القارة ممتلئة بالثروات المعدنية اللازمة لكثير من الصناعات الحيوية التي يحتاجها العالم , مشيرا في هذا الصدد إلي أن غالبية الدول الأفريقية غير صناعية بمعني أنا لا تستفيد كثيرا من استغلال مواردها وثرواتها الطبيعية ويتم تصديرها للخارج في صورة أولية غير مصنعة .
وقال الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية ” أعتقد أن كوريا الجنوبية وهي إحدي الدول الصناعية الكبري في العالم وتدخل في سباق اقتصادي خاصة مع الصين واليابان لذلك هي في حاجة إلي الموارد الطبيعية الأفريقية , مضيفا ” أن ذلك لن يحدث الا بنزولها إلي حلبة السباق للحصول علي موطأ قدم في القارة الأفريقية.
وشدد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية علي أن الدول الأفريقية في حالة صحوة حاليا , واستطرد قائلا ” بمعني أن أفريقيا تعيد ترتيب أوراق علاقاتها الدولية خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد والتنمية وتوفير فرص عمل لشعوبها .
وأشار إلي أنه كانت العلاقات في السابق قاصرة علي الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأتحاد الأوروبي علي رأسها فرنسا , منوها إلي أن الفترة الحالية تشهد ما يمكن أن يطلق عليه انفتاحا أفريقيا علي العالم بدوائرة وأقطابة المتعددة ليس فقط أوروبا أو آسيا .
وذكر أن السباق نحو أفريقيا يضم العديد من الأطراف الدولية الأخري مثل الهند والبرازل وروسيا والصين واليابان وكذلك تركيا وإيران , معتبرا أن هناك تقاربا ثقافيا يجمع بين الدول الأفريقية مع تركيا وإيران خاصة وأنهما تنتميان لدول منظمة التعاون الإسلامي التي تجمع في عضويتها عدد كبير من الدول الأفريقية .
وأكد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أنه أمام كل تلك التطورات كان لزاما علي كوريا الجنوبية الدخول إلي حلبة السباق والمنافسة في أفريقيا لضمان مكانا لها , إما سوقا لمنتجاتها ” الأجهزة الكهربائية – السيارات – الهواتف المحمولة ” خاصة وأن القارة الأفريقية تعد سوقا واعدا وكبيرا يضم أكثر من 1.3 مليار نسمة , إضافة إلي ضمان حصولها علي المواد الخام الأولية اللازمة للصناعة .
إقرأ المزيد :