آخر التطورات في شرق الكونغو : إم 23 توسع وجودها .. ونزوح مئات الآلاف
أ ش أ
أعلنت الأمم المتحدة أن حركة 23 مارس المتمردة، تمكنت من توسيع وجودها في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد سيطرتها على مدينة “جوما” الرئيسية، معربة في الوقت ذاته عن مخاوفها بشأن عمليات الإعدام التي ينفذها المتمردون خلال الأيام الأخيرة , يأتي ذلك فيما صدت القوات الكونغولية هجوما للمتمردين، على “باكوفو” عاصمة مقاطعة “كيفو” الجنوبية.
واستولت حركة 23 مارس على عدة بلدات في شرق البلاد بعد الاستيلاء على “جوما” المجاورة، وهي مركز إنساني بالغ الأهمية للعديد يأوي 6 ملايين شخص نزحوا بسبب الصراع. وقالت الحركة إنها عازمة على التوجه إلى العاصمة كينشاسا، التي تبعد حوالي 1000 ميل أي حوالي 1600 كيلومتر.
وأفادت وكالة أنباء “أسوشيتيد برس” الأمريكية بأن حركة 23 مارس أصبحت الأقوى بين أكثر من 100 جماعة مسلحة تتنافس على السيطرة على شرق الكونغو الغني بالمعادن، والذي يحتوي على رواسب ضخمة بالغة الأهمية لمعظم تكنولوجيا العالم. وهي حركة مدعومة بنحو 4000 جندي من رواندا المجاورة، وفقًا لخبراء الأمم المتحدة، وهو عدد أكبر بكثير من عددهم في عام 2012 عندما استولوا لأول مرة على جوما في صراع مدفوع بمظالم عرقية ونتج عنه اعدامات وانتهاكات فاقمت أزمة حقوق الإنسان .
تفاقم أزمة حقوق الإنسان
بدوره، نبه المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جيريمي لورانس – في تصريح صحفي اليوم /الجمعة/ – إلى تفاقم أزمة حقوق الإنسان في أعقاب التمرد، بما في ذلك الضربات بالقنابل على معسكرين إثنين على الأقل للنازحين داخليًا أسفرت عن مقتل عدد غير محدد من الأشخاص.
وقال لورانس:” لقد وثقنا أيضًا عمليات إعدام موجزة لما لا يقل عن 12 شخصًا على يد حركة 23 في الفترة من 26 إلى 28 يناير”، مضيفًا أن مقاتلي الحركة احتلوا أيضًا مدارس ومستشفيات في المقاطعة وأخضعوا المدنيين للتجنيد والعمل القسري.
وأشار إلى أن بعضا من أفراد القوات الكونغولية اتهموا أيضًا بالعنف مع استمرار القتال في المنطقة، رغم تصديهم لهجوم شنه المتمردون في منطقة كاليهي، على بعد حوالي 140 كيلومترًا أي حوالي 85 ميلاً من عاصمة مقاطعة كيفو الجنوبية، أمس، حسبما قال الكولونيل باسيفيك ماسونزو، الذي يقود منطقة دفاع عسكرية رئيسية في جنوب كيفو.
ونقلت “أسوشيتد برس” روايات السكان أن القواعد العسكرية الكونغولية في بوكافو جرى إخلاؤها أمس؛ لتعزيز القواعد الموجودة على طول الطريق إلى عاصمة المقاطعة.. ووفقًا لجابرييل، وهو ضابط إداري محلي، سجل مئات الشباب اليوم الجمعة نفسهم كمتطوعين للانضمام إلى التدريب العسكري في عاصمة المقاطعة كاسانجي.
تأتي هذه التطورات في أعقاب دعوة الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي أمس الخميس إلى التعبئة العسكرية الشاملة، خاصة بعدما ضعفت قوة جيش الدولة الواقعة في وسط أفريقيا بعد أن خسرت مئات الأفراد والمرتزقة الأجانب الذين استسلموا للمتمردين بعد سقوط جوما.
من جانبه، تعهد الجنرال سومو كاكولي إيفاريست، عندما تولى منصبه اليوم كحاكم جديد لشمال كيفو، والتي تضم جوما، “بالانتقال في أقرب وقت ممكن إلى جوما لاستعادة سيطرة الحكومة. وقال الجنرال- حسبما نقلت الوكالة الأمريكية- هذا ليس وقت الخطب. لن تنطفئ شعلة المقاومة أبدًا”.
نزوح مئات الآلاف
أعربت منظمة الهجرة الدولية عن قلقها البالغ إزاء نزوح مئات الآلاف من الأشخاص خلال الأيام الأخيرة من مدينة جوما شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأشارت المنظمة – في بيان لها اليوم الجمعة – إلى أن تصاعد مواجهات العنف خلال الأيام الأخيرة أجبر السكان ومن بينهم من هم أصلاً نازحين، على ترك منازلهم.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى الانتباه لحجم الأزمة وتوفير الاستجابة للاحتياجات الإنسانية لهؤلاء النازحين.
وأعلنت المديرة العام للمنظمة ايمي بوب أن ملايين الأشخاص كانوا أصلاً نازحين نتيجة سنوات من النزاع في شرق الكونغو الديمقراطية ومع التصاعد المخيف للمواجهات ازداد الأمر سوءًا بسرعة كبيرة.
وأشارت إلى أن المنظمة تؤيد دعوة سكرتير عام الأمم المتحدة من أجل الوقف الفوري للاعتداءات والتدخل الإنساني لتقديم العون لمن يحتاجون إليه.
وكانت الوكالة الأممية تدعم المجتمعات النازحة والمستضيفة في جوما والمناطق المحيطة من خلال توفير المأوى الطارئ والمياه والصرف الصحي والمساعدة في مجال النظافة، بالإضافة إلى مساعدات أخرى ، ومع ذلك، حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الوكالة وشركاءها في المجال الإنساني يكافحون لتلبية الاحتياجات العاجلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويسعى العاملون في المجال الإنساني إلى جمع 2.5 مليار دولار للبلاد هذا العام، مع حاجة عاجلة لما لا يقل عن 50 مليون دولار لمعالجة النزوح الأخير، وتوسيع المساعدات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من المعاناة.
إقرأ أيضا : الكونغو الديمقراطية: كابيلا وكاتومبي يصدران بيانًا ينتقدان تشيسيكيدي
دعوات إلي إنهاء العنف
دعت وكالات الأمم المتحدة ، اليوم الجمعة ، إلى إنهاء العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ، والتي تشهد تصاعدا للقتال بين قوات الحكومة ومجموعة إم 23 المسلحة المدعومة من رواندا.
وقد استولى المتمردون بالفعل على عاصمة المقاطعة، جوما، وتشير التقارير إلى أنهم يقتربون من المدينة الرئيسية بوكافو، عاصمة مقاطعة جنوب كيفو، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وتحدث الأعمال القتالية في منطقة غنية بالمعادن كانت مضطربة لعقود وسط انتشار المجموعات المسلحة، ما أجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم على مر السنين واللجوء إلى مخيمات النزوح.
وتحذر المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن الوضع يستمر في التفاقم بالنسبة للمدنيين الذين من المحتمل أن يكونوا محاصرين نتيجة لأيام من القتال العنيف في وحول مدينة جوما التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.
وبدأت المخيمات الواقعة على أطراف المدينة، التي كانت تستضيف أكثر من 300 ألف شخص، في أن تصبح خالية مع فرار الناس من العنف ، وأصبحت الخدمات الطبية في حالة إجهاد بسبب العدد الكبير من المصابين، سواء من المدنيين أو العسكريين.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن المياه والطعام في طريقها إلى النفاد، وأن الساعات الـ 24 القادمة حاسمة ، وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي شيللي ثاكرا : “الطعام والمياه النظيفة والإمدادات الطبية بدأت ينفد من الناس، وهذا يمثل مصدر قلق كبير ، إذ أن سلسلة التوريد تم خنقها تماما في الوقت الحالي”.
وتمت سرقة العديد من مستودعات برنامج الأغذية العالمي، وتقوم الفرق الآن بتقييم ما سيحتاجون إلى شرائه محليا ونقله عبر الطرق لضمان توفر الإمدادات عندما تستأنف العمليات في المناطق المتأثرة بشكل حرج.
وأولوية برنامج الأغذية العالمي هي الحفاظ على سلامة موظفيه ومعيليهم، فقط الموظفون الأساسيون ما زالوا في المنطقة وهم يستعدون لاستئناف العمليات حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك.
وفي هذه الأثناء، يستمر تفاقم أزمة حقوق الإنسان في الشرق ، فقد تم قصف موقعين على الأقل للنازحين داخليا، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، حسبما أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم المكتب، جيريمي لورانس، إن المكتب وثق إعدامات جماعية لما لا يقل عن 12 شخصا على يد جماعة إم 23 في الفترة بين 26 و28 يناير ، كما وثق المكتب حالات من العنف الجنسي المرتبط بالصراع من قبل الجيش والمقاتلين المتحالفين مع “وازالندو” في إقليم كاليهي الواقع في جنوب كيفو.
ويجري المكتب أيضا التحقق من تقارير تفيد بأن 52 امرأة قد تعرضن للاغتصاب على يد الجنود الكونغوليين في جنوب كيفو، بما في ذلك تقارير مزعومة عن اغتصاب جماعي.
وفي مناطق أخرى تحت سيطرة جماعة إم 23 في جنوب كيفو، مثل مينوفا، قام المقاتلون باحتلال المدارس والمستشفيات، وطرد النازحين من المخيمات، وأخضعوا السكان المدنيين للتجنيد القسري والعمل القسري ، وبالإضافة إلى ذلك، أفادت السلطات الكونغولية أن ما لا يقل عن 165 امرأة تعرضن للاغتصاب على يد السجناء الذكور خلال عملية الهروب الجماعي من سجن موزنزي في جوما في 27 يناير، عندما بدأت جماعة إم 23 هجومها على المدينة.
وذكر لورانس أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع كان سمة مروعة للنزاع المسلح في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لعقود، وأن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، “قلق بشكل خاص من أن التصعيد الأخير قد يؤدي إلى تعميق خطر العنف الجنسي المرتبط بالنزاع بشكل أكبر”.
وأضاف “إن مكتب حقوق الإنسان يواصل تلقي طلبات عاجلة من المدنيين للحصول على الحماية ويعمل مع زملائه في الأمم المتحدة والشركاء الآخرين لضمان سلامتهم ، ومع تقدم جماعة إم 23 نحو بوكافو، عاصمة جنوب كيفو، يدعو المفوض السامي إلى إنهاء العنف ويدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.
إقرأ المزيد :
شرق الكونغو : الأزمة تزداد تعقيدا .. و “قلب إفريقيا “فوق صفيح ساخن