نيجيريا .. حكم بإعدام 5 رجال يثير مجددا الجدل بشأن القتل بتهمة ممارسة السحر

أعاد حكم محكمة نيجيرية بإعدام 5 رجال متهمين شنقًا في ولاية كانو ” شمال نيجيريا ” بتهمة قتل امرأة العام 2023 الجدل من جديد بشأن جرائم القتل في نيجيريا التي يروح ضحيتها المتهمين بممارسة السحر في المجتمع النيجيري , ومطالبة السلطات في نيجيريا بوضع حد لتلك الظاهرة التي يروح ضحيتها عدد من الأبرياء سنويا خاصة في المجتمعات الريفية.

ووفقا لـ ” بي بي سي ” في القضية قتلت النيجيرية داهاري أبوبكر بوحشية بتهمة ممارسة السحر , حيث هاجمها الرجال الـ 5 المدانون المواطنه النيجيرية داهاري أبو بكر (67 عاما) أثناء عملها في مزرعتها، وقتلها بوحشية بضربها وطعنها حتى الموت.

ولجأت أسرة السيدة النيجرية داهاري أبو بكر إلى السلطات النيجيرية وتم القبض على المشتبه بهم في قرية تبعد 45 كيلومترا (28 ميلا) عن كانو – أكبر مدينة في شمال نيجيريا.

وحظيت القضية باهتمام في جميع أنحاء البلاد وأثارت نقاشات حول استمرار قتل الأشخاص في المناطق الريفية بعد اتهامات بالسحر , حيث يلجأ البعض لقتل المتهمين بممارسة السحر بحجة المسؤولية عن وفاة أحد أفراد الأسرة أو المرض أو سوء الحظ.

وقالت المحكمة النيجيرية في حيثيات حكمها إن الضحية قُتلت بعد أن رأت زوجة أحد المتهمين، والتي كانت تعاني من المرض في حلم أن القتيلة تطاردها وهي تحمل سكينًا , وبعد أن روت الحلم لزوجها إلا وقام بتحريض باقي المتهمين بقتل الضحية بوحشية طعنا وضربا .

وقال المدعي العام النيجيري أبا سورونديكي لـ بي بي سي إنه يأمل أن يردع الحكم الآخرين عن توجيه اتهامات خاطئة ثم أخذ الأمور على عاتقهم , مشيرا إلي أنه كانت هناك حالات مماثلة من هذا القبيل ولكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها ما يصل إلى خمسة أشخاص يحكم عليهم بالإعدام بتهمة القتل بسبب اتهامهم للضحية بممارسة السحر غير المشروع”.

وقال نجل الضحية موسى يحيى إن اليوم الذي قُتلت فيه والدته كان أسوأ يوم في حياته، معرباً عن سعادته برؤية العدالة تتحقق , مضيفا “أنا سعيد لأنهم سيحصلون على نفس المعاملة التي تلقاها والدتي”.

ووفقا لبي بي سي فإنه نادرًا ما يتم تنفيذ عقوبة الإعدام في نيجيريا، وغالبًا ما يقضي المدانون بقية حياتهم في السجن في انتظار تنفيذ حكم الإعدام.

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير لها أن الكثير من سكان أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان يعتقدون في السحرة والقوى الشيطانية التي يُفترض أنهم يمتلكونها، ويعيشون في خوف منها , وفي كثير من الأحيان يتم إلقاء اللوم على السحر في المشاكل المالية أو الأمراض أو العقم.

وبحسب موقع “نيجيريا ووتش” ، وهو موقع يرصد العنف في البلاد عبر التقارير الإعلامية، فقد وقعت ثماني حالات وفاة ناجمة مباشرة عن اتهامات بالسحر في عام 2024.

ويقول الدكتور أولاليا كايود، المحاضر في الديانات الأصلية الأفريقية في جامعة إبادان: “إن الإيمان بالسحر أو ما هو خارق للطبيعة في نيجيريا هو أمر ثقافي” , مضيفا ” أن الاعتقاد هو أن السحرة هم من الكائنات الخارقة التي خلقها الله لتحريك شؤون الأرض”، مشيرا إلى أن الجهل هو الذي يجعل الناس يشجعون على مطاردة السحرة.

ويلقي باللوم في ملاحقة الساحرات في نيجيريا في المقام الأول على الواعظين من “الأديان ” مثل المسيحية والإسلام، لكنه يعترف بأن الديانات التقليدية أيضًا “تشن حربًا” على السحرة.

ويؤكد الدكتور إيجوي أن بعض القساوسة المسيحيين الخمسينيين المؤثرين في نيجيريا يعززون الخرافات حول السحر، والرأي القائل بأن “أي ساحر مزعوم يشكل خطراً على المجتمع، ولا يستحق الرحمة ويجب قتله” ,في حين يتم تسويق بعض هذه الأحداث الكنسية على أنها خدمات تحرير، فقد تم الإعلان عن أحدها في أغسطس تحت عنوان “يجب أن تموت تلك الساحرة”.

الوسوم