أخبار عاجلةفن وثقافة

مصر .. مفاجآت و أسرار مثيرة يكشف عنها الهرم المفقود بدهشور

تداولت تقارير إعلامية عن أن مفاجآت غير متوقعة وجدها علماء الآثار عند قيامهم بفتح الهرم المفقود في منطقة دهشور ” غرب القاهرة “، التي تعد واحدة من أهم مواقع الدفن الملكية في مصر القديمة، وتشتهر بأهرامها القليلة المتبقية وآثارها المدفونة تحت الرمال.

و ذكر موقع UNILAD TECH فقد اكتشف العلماء بقايا هرم ظل مختفيا لآلاف السنين، وعند العثور عليه، تم إخطار وزارة السياحة والآثار المصرية، مما أدى إلى إطلاق عملية تنقيب واسعة النطاق للكشف عن أسرار هذا البناء العريق.

بعد الحصول على موافقة وزارة الآثار المصرية، تمكن فريق الباحثين من فتح الهرم المغلق منذ أكثر من 4000 عام، ووثقت الكاميرات اللحظة التاريخية التي كشفت عن أسراره للمرة الأولى.

وعندما أزيل الغطاء الحجري العلوي الذي يكشف ما بداخل الهرم وجدت الغرفة في حالة فوضى تامة ما يشير إلى أن الآثار التي بها قد تعرضت للنهب في وقت سابق.

وبعد إجراء فحوصات دقيقة باستخدام تقنيات المسح المتطورة، تمكن علماء الآثار من فك رموز الهيروغليفية التالفة على صندوق كانوبي موجود داخل الهرم، ليكتشفوا للمرة الأولى أن هذه المقبرة تعود إلى الأميرة حتشبسوت، وهي شخصية ملكية بارزة من الأسرة الثالثة عشرة في مصر القديمة.

ووفقا لموقع ” سكاي نيوز عربية ” فإن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول الملوك والملكات غير المعروفين في مصر القديمة، ويعيد كتابة جزء جديد من تاريخ الفراعنة.

اكتشاف يثير العديد من الأسئلة

تنزيل مصر .. مفاجآت و أسرار مثيرة يكشف عنها الهرم المفقود بدهشور
الدكتور حسين عبد البصير خبير الآثار المصري الشهير

ويقول عالم الآثار المصري الشهير الدكتور حسين عبد البصير لـ ” أفرو نيوز 24 ” : إن هذا الاكتشاف الأثري في دهشور يثير العديد من الأسئلة المهمة حول التاريخ المصري القديم، خاصة فيما يتعلق بالأسرة الثالثة عشرة، وهي فترة مليئة بالغموض بسبب قلة المصادر المكتوبة والبقايا الأثرية.

وفيما يتعلق بالتحليل العلمي للاكتشاف و تحديد الهوية الملكية , أوضح الدكتور حسين عبد البصير أن فك رموز الهيروغليفية على الصندوق الكانوبي يشير إلى أن الهرم يعود إلى الأميرة حتشبسوت من الأسرة الثالثة عشرة , واستطرد قائلا ” ومع ذلك، فإن هذا الاسم يطرح تساؤلات حول علاقتها بالملكة الشهيرة حتشبسوت من الأسرة الثامنة عشرة، مما يتطلب المزيد من الدراسة الأثرية والتاريخية.

ولفت عالم الآثار المصرية الشهير إلي أن الأسرة الثالثة عشرة عُرفت بملوكها الذين لم يحكموا لفترات طويلة، وكان العديد منهم غير معروفين نسبيًا، لذا فإن العثور على مقبرة ملكية في هذه الفترة يعد إنجازًا هامًا.

وفيما يتعلق بالغرفة المبعثرة وعملية النهب , أوضح الدكتور حسين عبد البصير أن العديد من الأهرامات المصرية تعرضت للنهب منذ العصور القديمة، خصوصًا خلال فترات الاضطراب السياسي، مثل نهاية الدولة الوسطى , لافتا إلي أن وجود الغرفة في حالة فوضى يشير إلى تعرضها لمحاولات سرقة قديمة، لكن بقاء بعض القطع الأثرية داخلها مثل الصندوق الكانوبي يعني أن اللصوص لم يتمكنوا من الاستيلاء على كل شيء.

وذكر أنه من المحتمل أن يكون النهب قد حدث في العصور الفرعونية المتأخرة أو حتى خلال الفترة الرومانية.

وحول أهمية موقع دهشور , قال الدكتور حسين عبد البصير أن دهشور كانت مقبرة ملكية هامة خلال عصر الدولة الوسطى، حيث بُني فيها الهرم المنحني والهرم الأحمر للملك سنفرو، بالإضافة إلى أهرامات حكام لاحقين , مؤكدا أن العثور على هرم غير معروف في دهشور يشير إلى أن المنطقة لا تزال تحتفظ بأسرار كثيرة لم يتم الكشف عنها بعد.

وبشأن التقنيات الحديثة في التحليل الأثري , أكد عالم الآثار المصرية الشهير أن استخدام تقنيات المسح المتطورة (مثل التصوير بالرادار والمسح ثلاثي الأبعاد) سمح بتحديد النقوش التالفة على الصندوق الكانوبي , وقال : ” قد تساهم التحليلات الكيميائية للمواد العضوية أو الفحوصات الجينية إذا تم العثور على بقايا بشرية في تحديد أصول الأميرة ودورها في الأسرة الحاكمة.

وردا علي سؤال حول تأثير الاكتشاف على دراسة تاريخ الفراعنة , اعتبر الدكتور حسين عبد البصير أن هذا الاكتشاف قد يساعد في إعادة بناء التسلسل الزمني لحكام الأسرة الثالثة عشرة، والتي كانت فترة انتقالية بين الدولة الوسطى وعصر الهكسوس , وقال ” ويفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت هناك مقابر ملكية أخرى مخفية في دهشور، مما يستدعي المزيد من الاستكشافات في المنطقة , وقد يساهم هذا الاكتشاف في توضيح دور النساء الملكيات خلال هذه الفترة، خاصة أن دور الملكات والأميرات في الأسرة الثالثة عشرة لا يزال غير مفهوم بشكل كامل.

وفي ختام تصريحاته أكد الدكتور حسين عبد البصير أن هذا الاكتشاف لا يكشف فقط عن مقبرة ملكية جديدة، ولكنه يسلط الضوء على فترة غامضة من تاريخ مصر القديمة. كما أن حالة الغرفة ونهبها السابق تطرح المزيد من الأسئلة حول الاستقرار السياسي في تلك الحقبة. مع استمرار الدراسات، قد يؤدي هذا الهرم إلى اكتشافات أخرى تعيد رسم خريطة الملوك غير المعروفين في التاريخ المصري.

 جدير بالذكر أن دهشور تقع في الجزء الجنوبي من جبانة منف والتي كانت عاصمة مصر القديمة. أقيمت أهرامات ملوك الدولة القديمة والوسطى على هذا التل. اختار أول ملوك الأسرة الرابعة الملك سنفرو هضبة دهشور الصخرية ليؤسس أول هرم له،  لكنه لم ينجح في استكماله، حيث أصبح أول هرم له شبه منكسر، لكنه بنى هرمًا كاملًا على مسافة كيلو متر شمال الهرم الأول، أطلق عليه الهرم الأحمر. بالقرب منه توجد أهرامات ترجع إلى عصر الدولة الوسطى، مثل هرم الملك أمنمحات الثاني، وهو بحالة سيئة , كما يوجد هرم الملك سنوسرت الثالث ويحيط به مقابر الأميرات ست حتحور- ومنت.

أما عن الهرم الأسود الخاص بالملك أمنمحات الثالث، فهو أيضًا في حالة سيئة. وهو على مسافة من هرم الملك سنفرو الجنوبي ويوجد في مخازن المتحف المصري أحجار الهريم الذي كان يوضع على أعلى الهرم.

إقرأ المزيد :

شاهد بالصور .. الممثلة العالمية Jodi Turner – Smith في حضرة أبو الهول والأهرامات 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »