ألغى المغرب رسميا عيد الأضحى المبارك، بسبب الصعوبات التي تواجه المواسم الزراعية في المغرب منذ ست سنوات متتالية.
وأعلن وزير الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق هذا الخبر في رسالة متلفزة، مؤكدا أن الإعلان يأتي انسجاما مع توجيهات الملك محمد السادس.
في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المغربي من أزمة جفاف مستمرة منذ ست سنوات، حث الملك محمد السادس المغاربة على عدم الاحتفال بعيد الأضحى هذا العام.
يواجه المغرب سلسلة من التحديات بسبب انخفاض معدلات الأمطار، مما يتطلب اتخاذ تدابير لمعالجة الاحتياجات المحلية.
اتجه المغرب إلى استيراد العديد من المنتجات، وخاصة القمح. وتشمل الواردات أيضًا الماشية واللحوم الحمراء.
من جانبه أكد البنك الدولي أن المغرب يكثف جهوده لتحويل النظام الزراعي الغذائي وتعزيز تطوير نموذج أكثر مرونة وشمولا واستدامة.
وأضاف الصندوق في تقرير خاص حول تأمين الإمدادات الغذائية أن المملكة “تنفذ حاليا برنامجا متعدد الأبعاد يهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة وتطوير الري على نطاق واسع في المناطق المعرضة للجفاف وزيادة جاذبية الزراعة بين الشباب”.
وأشار الصندوق الذي يقع مقره في واشنطن إلى أن عدة سنوات متتالية من الجفاف في المغرب أدت إلى خفض المحاصيل الزراعية، مما يعرض الأمن الغذائي وأرباح التصدير للخطر.
في هذا التقرير، يستعرض البنك الدولي شراكته مع المغرب لتعزيز القطاع الزراعي، من خلال برامج تهدف إلى توسيع سلاسل القيمة والوصول إلى الأسواق وتعزيز تشغيل الشباب في المناطق الريفية، والتقنيات الزراعية والزراعة الذكية مناخيا، فضلا عن تحديث أنظمة الري وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية في مناطق شتوكة وتادلة وسوس ماسة.
وفي هذا الإطار، يجري تنفيذ برنامج جديد واسع النطاق لتعزيز الزراعة العضوية والمحافظة على الموارد (بما في ذلك تقنيات الزراعة بدون حرث) على مساحة 1.4 مليون هكتار من الأراضي، بهدف حماية التربة وموارد المياه بشكل أفضل، وتوسيع نطاق استخدام التأمين المناخي بين 120 ألف مزارع، وتحسين التغذية وجودة وسلامة الغذاء لأكثر من مليون مستهلك.
وأطلق صندوق الشراكة بين كوريا والبنك الدولي برنامج Agritech4Morocco في عام 2022 ومسابقة AgriYoung Innovate في عام 2024، لمساعدة الشركات الناشئة في مجال “التكنولوجيا الزراعية” على إنشاء حلول رقمية للعملاء من القطاع الخاص والمنظمات العامة، حسبما ذكر المصدر نفسه.
ومن بين الحلول العديدة التي تمولها هذه المبادرات أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي مصممة لتقدير غلة المحاصيل وتوقع الأحداث المناخية مثل الجفاف، حسبما أوضحت مؤسسة بريتون وودز. تتيح هذه الأداة الجديدة للمزارعين تخفيف المخاطر وتقييم كمية المدخلات التي يحتاجون إليها بشكل أفضل.
حذر البنك الدولي من أن النظام الغذائي العالمي يتعرض لضغوط شديدة بسبب تغير المناخ الذي يجعل الحصاد غير قابل للتنبؤ بشكل متزايد في العديد من أنحاء العالم.
وتتعرض المحاصيل الزراعية أيضًا لضربة شديدة من جراء آثار تغير المناخ الواسع النطاق، حيث تقدر الأضرار الناجمة عنه بنحو 3.8 تريليون دولار على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
