العاشر من رمضان” .. ذكرى لا تنسى لأكبر انتصار عسكري للمصريين في العصر الحديث

القاهرة /أ ش أ/
تظل ذكرى انتصار يوم العاشر من رمضان يوما عظيما فى تاريخ مصر الوطني والعسكري، وخير دليل على أن رجال القوات المسلحة لا يعرفون إلا التمسك بالمبادئ والقيم والتقاليد العريقة للعسكرية المصرية التي حفظت للوطن عزته وكرامته وأعادت أرض سيناء الغالية.
ويعد يوم العاشر من رمضان عام 1973 ، شاهدا على قوة الإرداة والتحدي لمصر وشعبها ، حيث كان شاهدا على إطلاق شرارة حرب أكتوبر 1973 التي تعد واحدة من أهم المعارك العسكرية في العصر الحديث ، أعلى خلالها أبطال القوات المسلحة الإرادة الوطنية وحرروا الأرض بدمائهم واستردوا لمصر شرفها، وهو ما يؤكد أن القوات المسلحة دائما هي الدرع القوي لمصر يحمي أمنها القومى ويصون مقدساتها وسلامة أراضيها.
وتؤكد الأيام والتحديات مدى الارتباط الكبير للشعب المصري بأرضه والحفاظ على كل حبة رمل من أرضه وأن رجال القوات المسلحة أوفياء للأمانة المقدسة التي حملها لهم الشعب المصري.
وأكد عدد من الخبراء العسكريين – لوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن ذكرى نصر أكتوبر العاشر من رمضان 1973 تؤكد أن الحقوق المصرية على مدار التاريخ واضحة وأن المصري لن يفرط في أرضه وأن الوقت الحالي يتطلب استحضار روح أكتوبر والعاشر من رمضان لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية بشكل عام.
ومن جهته .. قال الفريق طيار مجدى شعراوي قائد القوات الجوية الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973 – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن ذكرى العاشر من رمضان مرتبط تمامًا بنصر أكتوبر 1973، ونصر أكتوبر علامة تاريخية فارقة في تاريخ مصر، لأنه أظهر المعدن الحقيقي للشعب المصري في معركة القتال للحصول على جميع الحقوق والأراضي المصرية بتضحيات وشجاعة وإصرار الشعب المصري.
وأضاف الفريق شعراوي : “أننا خلال هذا العام نلمس نفس التحديات التي كانت تواجه مصر والأمة العربية خلال حرب أكتوبر 1973 ، هناك دائما محاولات لتفتيت الأمة العربية، والجيوش العربية، وإضعاف الترابط بين الشعوب العربية فضلا عن أن إسقاط الدولة ، بحد ذاته ، هو هدف مستمر”.
وتابع : “إن مصر تجاوزت العديد من الأزمات ، وبإذن الله ستتجاوز التحديات القادمة ، سواء بثقتها في نفسها وفي جيشها وبمساعدة الأشقاء العرب الذين يدركون أن المحنة الآن شاملة على الجميع، ولا يمكن تجاوزها إلا بالترابط والاستمرار في صف واحد”.
وشدد على أن التكاتف الكبير من الشعب المصري خلف قيادته السياسية في الوقت الراهن، يؤكد أن الأرض لديه عرض وهذا هو عقيدته .. مؤكدا أن الجهود التي بذلت لاستعادة سيناء هي نفس الجهود تبذل حاليا في المحافظة على كل شبر من الأراضي المصرية، وهو ما يؤكد أن الاصطفاف الشعبي خلف القيادة السياسية طبيعي جدا، لأن الجيش هو جزء أصيل من الشعب، فالجيش المصري هو الشعب، والشعب هو الجيش.
وقال الفريق شعراوي : “إن المصريين وقت الأزمات يكونون على قلب رجل واحد، لا فرق بين رجل وامرأة، أو طفل وعجوز، سواء كانوا داخل الجيش أو خارجه، فعند الإحساس بالخطر، يتوحد الجميع، وهذا الشعب يدرك هذه اللحظة تماما، كما فعل في الماضي”..مطالبا الشعب المصري بمواصلة التكاتف والالتفاف حول القيادة السياسية فهو السبيل الوحيد للاستمرار في النجاحات التي جرى تحقيقها.
ويقول اللواء نصر سالم أستاذ العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن ذكرى العاشر من رمضان مهمة في تاريخ مصر وحرب أكتوبر..مؤكدا أن الاحتفال بتلك الذكرى هذا العام يأتي في ظل تحدٍّ بل تهديد كبير جداً لمصر بصفة خاصة وللأمة العربية كلها بصفة عامة..مشيرا إلى أن التهديد يتمثل في محاولة تهجير سكان غزة والقضاء على الشعب الفلسطيني بتهجيره خارج أرضه، وعدم السماح له بإقامة دولته.
وأضاف : “أن الجميع أمام تحد يتطلب استعادة روح أكتوبر أو بمعنى أدق روح العاشر من رمضان، فحرب العاشر من رمضان لم تخضها مصر وحدها بل كانت حرب أمة عربية متكاملة سواء بالجيوش التي حاربت على الأرض أو بالدعم العربي، فحتى الدول غير المشاركة عسكريا كان لها دور رمزي يعكس وحدة الأمة”.
وتابع : “أن القرار السياسي العربي أيضا لعب دورا مهما في حرب أكتوبر مثل موقف الإمارات والسعودية باستخدام سلاح البترول العربي حين قالوا: “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”، فهذا الموقف كان قوياً جداً، واليوم نحن بحاجة إلى استلهام هذه الروح، لاستشراف المستقبل ومعرفة ما أنجزناه في الماضي، ومدى نجاح إرادتنا حينها، وكيف استجاب العالم لمطالبنا ولم يستطع تجاهلها”.
وأردف اللواء نصر سالم قائلا : “إن الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسة الآن يشبه ما حدث في الماضي، لأننا ندرك أننا وسط هذه الأمواج، ويجب أن نصل بسفينتنا إلى بر الأمان، وهذا يتطلب دعم القيادة السياسية القوية التي تمتلك القدرة والكفاءة والإرادة، بالإضافة إلى الإرادة الشعبية، التي تمثل القدرة المعنوية للدولة”.
ومن جهته .. أكد اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن الاحتفال بذكرى العاشر من رمضان هذا العام يؤكد من جديد قدرة الدولة المصرية والأمة العربية على مواجهة التحديات .. مشيرا إلى أن مصر لديها قيادة سياسية قادرة على اقناع الجميع بخطورة الموقف وأسبابه، وهو ما ينعكس إيجابيا في الحصول على مواقف تأييد للقرار المصري.
وأشار إلى أن مصر تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي نجحت في اتخاذ قرارات قوية للحفاظ على مكتسبات الدولة وشؤونها وحقوقها، فبالتالي الشعب يدعم ذلك بدون تفكير، لأنه واثق من أن لديه قيادة سياسية قادرة على تحافظ على حقوقه.
وقال اللواء الغباري : “إن الحقوق المصرية على مدار التاريخ واضحة، وأرضها شرف، والمصري عمره ما يفرط في أرضه ، فبالتالي، أي حد هيحارب المصري، عارف إنه بيحارب شعب كامل، ومفيش دولة بتهزم شعب ، وده معناه إن خيار الحرب بالنسبة لمصر غير وارد، لكن الحفاظ على حقوقها ومكتسباتها أمر لا نقاش فيه”.
اقرأ المزيد
” اتفاق سلام هش واحتقان سياسي ” .. ماذا يحدث في جنوب السودان ؟