أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

الكونغو الديمقراطية .. توقف صادرات الكوبالت يضرب سلاسل التوريد في العالم

كينشاسا  /أ ش أ/

شهدت أسعار الكوبالت ارتفاعًا حادًا، إذ يُؤجج حظر التصدير المفاجئ من الكونغو (أكبر دولة مُنتجة في العالم) حالة من عدم اليقين المتزايدة على طول سلسلة التوريد.
وقفزت أسعار هيدروكسيد الكوبالت – المنتج الرئيسي المصدر من جمهورية الكونغو الديمقراطية – بنسبة 84% منذ أن فرضت البلاد تعليقًا على الشحنات لمدة أربعة أشهر في فبراير الماضي لكبح جماح فائض المعروض.
وبلغ سعره 10.5 دولار للرطل أمس؛ وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2023، وفقًا لشبكة “بلومبرج” , وقفز سعر معدن الكوبالت بأكثر من 43%.
وتُمثل الكونغو حوالي ثلاثة أرباع إنتاج العالم من معدن البطاريات، ويُثير ارتفاع الأسعار مخاوف بشأن العرض، حيث يقيم السوق بحذر المعاملات الفورية ومستويات المخزون والإجراءات المحتملة التالية التي قد تلي هذا التعليق.
وقامت شركة تيلف إيه جي، وكيل تسويق الكوبالت الكونغولي الذي تنتجه مجموعة الموارد الأوروبية الآسيوية، بتفعيل ما يُسمى بنود القوة القاهرة في عقود التوريد، مما يسمح لها بتعليق عمليات التسليم بسبب أحداث خارجة عن إرادتها. وأبلغت تيلف عملاءها الشهر الماضي في رسالة اطلعت عليها “بلومبرج” أن التأثير الكامل للحظر لا يزال قيد التقييم، لكن الشركة قد لا تتمكن من الوفاء بجميع التزامات التسليم.
وقال متحدث باسم الشركة – في بيان – “أعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية عن حظر تصدير الكوبالت، ومثل العديد من الجهات الفاعلة الأخرى في الصناعة، نقوم حاليًا بتقييم خياراتنا استجابةً لهذه التطورات”.
وكان القرار المفاجئ الذي اتخذته جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبل أيام بتعليق تصدير معدن الكوبالت لمدة أربعة أشهر، أدي إلى صدمة شديدة في سوق الكوبالت العالمي.
وذكر تقرير لوكالة بلومبيرج نقلا عن متعاملين أن قرار الكونغو تسبب في صدمة للصناعة؛ حيث يمثل إنتاج الكوبالت في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا حوالي ثلاثة أرباع إجمالي إنتاج العالم؛ وهو المكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة.
وفي المقابل، قفزت أسهم شركة نانجينغ هانروي الصينية للكوبالت بنسبة 17% في شنتشن، و ارتفعت أسهم شركة تشجيانغ هوايو للكوبالت بنسبة 7.8% فيما تراجعت أسهم شركة سي إم أو سي جروب المحدودة، التي كانت تعمل على زيادة إنتاج منجميها العملاقين في الكونغو، بنسبة 2% في هونج كونج.
وكانت الكونغو،أكبر منتج للمواد الخام، قد علّقت صادرات الكوبالت لمدة أربعة أشهر في محاولة للسيطرة على العرض الزائد على مستوى الأسواق العالمية، حيث صرّحت الحكومة بأنها ستعد تدابير إضافية لتحقيق التوازن في السوق.
من جانبه، قال إيان ليو، مدير مشتريات الكوبالت في شركة سي إن جي آر أدفانسد ماتيريال، وهي شركة صينية لتصنيع مكونات البطاريات، “الجميع في حالة ذعر ولا نعرف كيف نؤمن المواد”.
وأضاف “ليو” – في مؤتمر فاست ماركتس في شنغهاي اليوم /الثلاثاء/ – “نحن بحاجة إلى آلية طويلة الأجل لدعم أسعار الكوبالت، وليس التوقف المفاجئ للصادرات، وهو ما من شأنه أن يسبب فوضى في المصب”.
وفي السنوات الأخير، زاد إنتاج الدولة الأفريقية في السنوات الأخيرة بفضل التوسع من قبل شركة CMOC الصينية، ولكن هذا أدى أيضًا إلى انخفاض الأسعار.
وبحسب شو أيدونج، المحلل في شركة بكين أنتايك للمعلومات، على هامش مؤتمر شنغهاي، فإن سياسة الكونغو قد تؤدي إلى خفض إمدادات الكوبالت العالمية بنحو 20 ألف طن شهريا.
ووفقًا لبيانات Fastmarkets، انخفض المعدن القياسي إلى أقل من 10 دولارات للرطل، وهو مستوى لم يتم اختراقه منذ 21 عامًا باستثناء انخفاض قصير أواخر عام 2015، كما انخفض هيدروكسيد الكوبالت، الشكل الرئيسي للمعدن المنتج في الكونغو، إلى أقل من 6 دولارات للرطل.
وبينما لا تزال هناك تساؤلات حول حالة عدم اليقين بشأن السياسة في الكونغو بعد أربعة أشهر، فإن الحظر، في الوقت الحالي، قد يكون فرصة كبيرة للشركات في إندونيسيا، ثاني أكبر دولة منتجة للكوبالت والتي تشهد حصة متزايدة في السوق العالمية.

إقرأ المزيد :

بوروندي ترسل تعزيزات عسكرية إلى شرق الكونغو .. ومالاوي تسحب قواتها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »