أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

النار تحت الرماد .. مخاوف من تجدد الصراع في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا

حالة من التوتر والاحتقان يشهدها إقليم تيجراي ” شمال إثيوبيا ” مع تفاقم الصراع بين فصائل تنتمي لجبهة تحرير شعب تيجراي الأمر الذي يثير المخاوف من إندلاع الصراع من جديد في الإقليم الذي شهد حربها أهليه راح ضحيتها آلاف الإثيوبيين في الفترة من 2020 – 2022 بين الجيش الاثيوبي الفيدرالي والمليشيات المتحالفة معه من جهة وجيش جبهة تحرير شعب تيجراي من جهة أخري , ومع تزايد حالة الاحتقال سارعت دول غربية علي رأسها فرنسا نصح مواطنيها بعد السفر إلي شمال إثيوبيا .

وتزاد الأمور تصعيدا حيث كشفت تقارير إعلامية محلية إثيوبية عن أن فصيلاً داخل جبهة تحرير شعب تيغراي سيطر على محطة ميكيلي إف إم 104.4 ومكتب رئيس بلدية المدينة.

و اتهم جيتاتشو رضا، رئيس الإدارة المؤقتة في تيجراي، أن “بعض مجموعات جبهة تحرير شعب تيجراي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة , مشيرا في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلي أن هناك العديد من الأطراف التي تعتقد أنها يمكن أن تستفيد من الاضطرابات التي ستنشأ في تيجراي .

ووفقا لصحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية ردد جيتاشو رضا مزاعم من  أن بعض فصائل جبهة تحرير تيجراي “التي فقدت شرعيتها، وتربطها مصالح مشتركة، طامحةً إلى الربح من الحرب”،و تُعرّض المنطقة للخطر , مؤكدا أن هذه الحركة “تدفع تيغراي إلى مرحلة جديدة من الاضطرابات“.

وجاءت تصريحات رضا في  المؤتمر الصحفي في أعقاب بيان أصدرته الإدارة المؤقتة في إقليم تيجراي  حثت فيه حكومة  رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الفيدرالية على “فهم” الأزمة المتفاقمة و”تقديم الدعم اللازم”، محذرة من أن فصيلاً داخل القوات العسكرية في تيغراي يعمل على “تفكيك” اتفاقية بريتوريا وزعزعة استقرار المنطقة.

ومع ذلك، أوضح جيتاتشو في المؤتمر الصحفي اليوم أن الإدارة المؤقتة “لم تطلب من الحكومة الفيدرالية التدخل عسكريًا” وأن “ليس هناك وضع يستلزم مثل هذا الطلب في هذه المرحلة“.

وبحسب جيتاتشو، فإن الأزمة الحالية في تيجراي “خلقتها مجموعة غير شرعية تابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي فقدت القبول القانوني من المجلس الانتخابي” وتحاول الاستيلاء على السلطة بالقوة.

وأكد أنه “لا ينبغي للمنطقة أن تدخل في حرب أخرى”، مشيرًا إلى أن “الإدارة المؤقتة تُشكل بإذن ومشاركة الحكومة الاتحادية”، وأن على السلطات الاتحادية “تحمل المسؤولية المناسبة”.

من جانبها رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي ما وصفته بـ “دعوات مباشرة وغير مباشرة لتدخل طرف ثالث” في الإقليم، وذلك عقب طلب الإدارة المؤقتة في تيجراي من الحكومة الفيدرالية تقديم “المساعدة اللازمة” , محذره من أن مثل هذه الإجراءات قد تُشكّل “تهديدًا خطيرًا” لاتفاقية بريتوريا.

و استنكرت الجبهة في بيان لها أمس الأربعاء إيقاف أربعة من كبار القادة العسكريين عن العمل، واصفًه القرار بأنه “غير شرعي”.

وحذّرت جبهة تحرير تيجراي من أن هذه الخطوة تهدف إلى “تفكيك” جيش تيجراي، مما يُعرّض شعب تيجراي “لخطرٍ داهم” , مؤكده أن الجيش وقيادته” لا يُمكن “إيقافهم أو إقالتهم بإرادة أحد”، وأصرّت على أن جيش تيجراي يبقى “ضامنًا للسلام والوجود والأمن” في المنطقة.

كما اتهمت جبهة تحرير شعب تيجراي بعض المسؤولين في الإدارة المؤقتة بـ”خيانة المصالح الوطنية لشعبنا” من خلال العمل كـ”أدوات لقوى خارجية” وانتهاك دستور تيحراي, محذره من “خلق وضع لا يمكن السيطرة عليه” في المنطقة، وادّعى تكثيف الجهود الرامية إلى “تنفير الجيش وإضعاف معنوياته”.

ووفقا لصحيفة أديس ستاندرد يأتي هذا البيان عقب تحذيرات من الإدارة المؤقتة لتيجراي من أن عناصر داخل القوات العسكرية لتيجراي تعمل على “تفكيك” اتفاقية بريتوريا وزعزعة استقرار المنطقة. وزعمت الإدارة أنه منذ 23 يناير، يقوم بعض القادة رفيعي المستوى “بالتعبئة لتنفيذ “انقلاب صريح لخدمة مصالح قلة من الناس“.

وحثّت الحكومة الفيدرالية على “تفهّم” الأزمة المتفاقمة وتقديم “الدعم اللازم” لمنع تفاقم الوضع , كما ناشدت الإدارة المجتمع الدولي “ممارسة الضغط اللازم” على الأطراف المعنية، محذّرةً من أن عدم التحرك قد يؤدي إلى “جولة أخرى من المعاناة” لشعب تيجراي.

في غضون ذلك، صرّح جيتاتشو رضا، رئيس الإدارة المؤقتة، أمس، عبر حسابه على تويتر (X) بأنه أطلع سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على “التطورات الأخيرة في تيجراي” والتحديات التي تواجهها الإدارة , موضحا أن المناقشات ركزت على كيفية “احتواء الوضع المتدهور بشكل أفضل” وضمان عمل جميع أطراف اتفاقية بريتوريا على منع “العودة” إلى مزيد من عدم الاستقرار. كما حذّر من “تدخل جهات إقليمية متعددة” وأكد أن “شعب تيجراي يستحق السلام“.

وقال أحد الأهالي لوكلة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن “البلدة تشهد توترا متجددا، والسكان يخشون العودة إلى أيام الحرب”.

وأمر غيتاتشو بإيقاف ثلاثة جنرالات من “قوات دفاع تيغراي” متهما الفصيل الخصم بمحاولة “السيطرة على تيغراي بأكملها”، وذلك في مقابلة مع وكالة تيغراي للإعلام.

من جهتها حذرت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء من أنه “نظرا للاشتباكات الداخلية المستمرة في تيغراي وخصوصا في أديغرات والعاصمة الإقليمية ميكلي، يُنصح رسميا بعدم التنقل في كافة أنحاء منطقة تيغراي”.

ودعت الرعايا الفرنسيين في تيغراي إلى “تخزين مواد الطوارئ (الطعام والمياه والدواء وربما الوقود) وتوخي أقصى درجات الحذر”.

وإزاء التطورات التي يشهدها إقليم تيجراي لم يصدر أي تعليق بعد عن السلطات والحكومة الفدرالية برئاسة أبي أحمد  في العاصمة أديس أبابا.

وفي سياق آخر كشفت تقارير إعلامية إثيوبية أن معارك عنيفة اندلعت خارج مدينة ويلديا، عاصمة منطقة شمال وولو بإقليم أمهرة  , مشيره إلي أن قوات ميليشا فانو أمهرة المتمردة قتلت أكثر من 115 جنديًا وميليشيا من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية .

 إقرأ المزيد 

إثيوبيا تشتعل : حكومة أبي أحمد في مأزق .. حرب في أمهرة وصراع علي السلطة في تيجراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »