الدكتور محمود أحمد فراج يكتب: البنية التحتية في مصر .. دعامة أساسية للتنمية المستدامة

تلتزم مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وقد أُحرزت تقدما في العديد من المؤشرات منذ عام 2015 ، وتسير مصر على الطريق نحو تحقيق أفضل النتائج الممكنة عبر أهداف التنمية المستدامة بنسبة تبلغ في المتوسط 68.6 في المائة، إذ تحتل المرتبة 82 من بين 165 دولةً ومن هنا أيقنت القيادة السياسية أن البنية التحتية هي العمود الفقري للتنمية المستدامة للمجتمعات، والاهتمام بها يساعد على جذب الاستثمارات، ومن هذا المنطلق كانت الانطلاقة، وكان اتجاه مصر نحو التحول لاستراتيجيات التنمية المستدامة من خلال الخطط الاستراتيجية التي ركزت عليها.
عشر سنوات من الدأب في كل المجالات كانت حركة التنمية التي شهدتها البلاد هي المحصلة التي لا تخطؤها العين، تحركات في كل اتجاه ومشروعات عملاقة، فلا تتوقف إعادة تأهيل ما كان قائمًا وإرساء دعائم الجمهورية الجديدة، الأمر الذى ترتب عليه إحداث نقلة نوعية تاريخية في كافة قطاعات الدولة بين الاقتصاد والعمران والتنمية والمرافق والصحة والطاقة والصناعة، وإنتاج آلاف المشروعات الجديدة .. تتوزع على كل شبر من أرض مصر .
حيث شهدت مصر منذ عام 2014 اهتمامًا ملحوظًا بالاستثمار في البنية التحتية، وذلك بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وقد كان لهذا الاستثمار آثار إيجابية ملموسة على مختلف جوانب الحياة في مصر، ويمكن تلخيص أبرز هذه الآثار فيما يلي:
الآثار الإيجابية للاستثمار في البنية التحتية على التنمية المستدامة في مصر:
النمو الاقتصادي:
ساهمت مشروعات البنية التحتية في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال توفير فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتسهيل حركة التجارة والنقل.
تطوير شبكات النقل والمواصلات، وإنشاء المدن الجديدة، ساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين بيئة الأعمال.
تحسين مستوى المعيشة:
أدت مشروعات البنية التحتية إلى تحسين مستوى المعيشة للمواطنين من خلال توفير خدمات أفضل في مجالات الإسكان، والصحة، والتعليم، والمياه، والصرف الصحي.
توفير بنية تحتية متطورة في المناطق الريفية ساهم في تقليل الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية.
تعزيز التنمية الاجتماعية:
ساهمت مشروعات البنية التحتية في تعزيز التنمية الاجتماعية من خلال توفير فرص متساوية للجميع في الحصول على الخدمات الأساسية، وتحسين جودة الحياة، وتقليل الفقر.
تطوير البنية التحتية التعليمية والصحية ساهم في تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية.
دعم الاستدامة البيئية:
تضمنت بعض مشروعات البنية التحتية جوانب الاستدامة البيئية، مثل مشروعات الطاقة المتجددة، وإدارة المخلفات الصلبة، وتحسين كفاءة استخدام المياه.
الاستثمار في وسائل النقل العام النظيفة ساهم في تقليل التلوث البيئي.
جذب الاستثمارات:
تطوير البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة والذكية، يعلم على تحفيز المستثمرين المحليين وجذب المستثمرين الأجانب، ويفتح مجالات وقطاعات اقتصادية جديدة.
أمثلة على مشروعات البنية التحتية التي تم تنفيذها في مصر:
شبكة الطرق والكباري: تم تنفيذ العديد من المشروعات لتطوير شبكة الطرق والكباري، مما ساهم في تسهيل حركة النقل وتقليل الازدحام المروري.
مشروعات الطاقة: تم تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة، مثل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما ساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
المدن الجديدة: تم إنشاء العديد من المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، مما ساهم في تخفيف الضغط على المدن القائمة وتوفير فرص جديدة للسكن والعمل.
مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي: تم تنفيذ العديد من المشروعات لتطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحي، مما ساهم في تحسين جودة المياه وتقليل التلوث.
التحديات التي تواجه الاستثمار في البنية التحتية في مصر:
الحاجة إلى المزيد من التمويل: تتطلب مشروعات البنية التحتية استثمارات ضخمة، وقد يكون من الصعب توفير التمويل اللازم من الموارد المحلية فقط.
الحاجة إلى تحسين إدارة المشروعات: يجب تحسين إدارة المشروعات لضمان تنفيذها بكفاءة وفعالية.
الحاجة إلى مشاركة القطاع الخاص: يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دورًا هامًا في تمويل وتنفيذ مشروعات البنية التحتية.
بشكل عام، يمكن القول أن الاستثمار في البنية التحتية كان له أثر إيجابي كبير على التنمية المستدامة في مصر، ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل كامل.
اقرأ المزيد