أخبار عاجلةاخبار افريقياوسط افريقيا

أنجولا تسحب وساطتها في أزمة شرق الكونغو .. هل لواندا غاضبة من دخول الدوحة علي الخط ؟

علي نحو مفاجئ أعلنت أنجولا ” الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ” سحب وساطتها في الأزمة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا , لتثير الخطوة الأنجولية العديد من التساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار يعبر عن غضب أنجولي من دخول قطر علي خط الوساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا بجمع كلا من الرئيسين بول كاجامي وفيليكس تشيسيكيدي في الدوحة قبل أيام , خاصة وأن الحكومة الأنجولية أعربت في بيان عقب الكشف عن تفاصيل هذا اللقاء  عن دهشتها من عقد هذا الاجتماع بين تشيسكيدي و كاجامي، في الدوحة، والذي قالت ” إنه لم يكن جزءا من أجندة الوساطة المتفق عليها “.

وذكرت الرئاسة الأنجولية ، في بيان صحفي نشر أمس : “بعد شهرين من توليها الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي ، ترى أنجولا أن الوقت قد حان لتحرير نفسها من مسئولية وسيط الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الموكلة إليها من أجل تكريس جهودها بالكامل للأولويات العامة في الاتحاد الأفريقي والمتعلقة بالسلام والأمن في القارة ككل ومشروعات البنية التحتية ومنطقة التجارة الحرة القارية ومكافحة الأوبئة والأمراض المتوطنة إلى جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي”.

وتطرقت الرئاسة الأنجولية إلى الجهود التي بذلها بالفعل الرئيس الأنجولي، جواو لورينسو، الذي عهد إليه الاتحاد الأفريقي بمسئولية التوسط في الصراع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.

وأضاف البيان : “في نهاية الجولات المتتالية من المناقشات بين كينشاسا وكيجالي، جرى إحراز تقدم مهم على المستوى الوزاري في ديسمبر 2024، حيث التزمت جمهورية الكونغو الديمقراطية بتحييد عناصر القوات الديمقراطية لتحرير رواندا وكذلك شروع رواندا في سحب قواتها من الأراضي الكونغولية إلى خط الحدود بين البلدين”.

وأشارت الرئاسة الأنجولية إلى فشل قمة ديسمبر الماضي بين كينشاسا وكيجالي وأيضا اخفاق المفاوضات المباشرة التي كان من المفترض أن تبدأ في 18 مارس الجاري بين الحكومة الكونغولية وحركة “تحالف نهر الكونغو” المنضوية ضمنها “حركة 23 مارس”.

الاتحاد الأفريقي يتمسك بعمليتي لواندا ونيروبي

44554 CP 32A7522 cropped أنجولا تسحب وساطتها في أزمة شرق الكونغو .. هل لواندا غاضبة من دخول الدوحة علي الخط ؟وبعد ساعات من صدور القرار الأنجولي بسحب الوساطة من الأزمة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا سارع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف بإصدار بيان أشاد فيه بالدور المهم الذي تلعبه عملية لواندا، التي تم تيسيرها تحت قيادة جواو مانويل جونسالفيس لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا، ورئيس الاتحاد الأفريقي.

وأشاد يوسف في البيان بالرئيس لورينسو على مشاركته المستمرة والتزامه بتعزيز الحوار وتهدئة التصعيد وبناء الثقة بين الأطراف , وقال ” إن قيادته باعتباره بطل الاتحاد الأفريقي من أجل السلام والمصالحة، تعكس روح رجل الدولة المثالي والتزام الاتحاد بالحلول التي تقودها أفريقيا للمشاكل الأفريقية.

وأضاف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في بيانه ” لقد ساهمت عملية لواندا بشكل كبير في تهيئة الظروف للحوار والمشاركة الإقليمية والدولية، حيث قدمت منصة قيمة لتعزيز التفاهم المتبادل في السعي لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما أشاد الرئيس بالحكمة السياسية التي يتحلى بها زعماء جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا لالتزامهم بالحوار والحل السلمي للأزمة، مما يعكس اعترافاً مشتركاً بأن السلام والاستقرار الدائمين ضروريان لازدهار بلديهما ومنطقة البحيرات العظمى.

وأكد الاتحاد الأفريقي على أهمية استمرار التنسيق بين الاتحاد الأفريقي والمجتمعات الاقتصادية الإقليمية والشركاء الدوليين لتعزيز التقدم ودعم الجهود الجارية نحو حل سلمي للأزمة.

وفي الوقت أكد فيه رئيس المفوضية على أولوية المبادرات التي تقودها أفريقيا، شدد على التزام الاتحاد الأفريقي الثابت بدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار المستدامين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال يوسف ”  إنه تماشيا مع مهمته المتمثلة في تعزيز السلام والأمن والوحدة في جميع أنحاء القارة، فإن الاتحاد الأفريقي على استعداد لمرافقة وتسهيل المشاركات الشاملة والمنسقة , وفي هذا الصدد، ينبغي تصميم جميع المبادرات بحيث تكمل وتعزز الآليات القائمة التي تقودها أفريقيا، بما يضمن التماسك والملكية والفعالية في معالجة التحديات السائدة.

الدوحة تؤكد دعمها لمساري لواندا ونيروبي

IMG ٢٠٢٥٠٣١٩ ١٥٤٢٥٣ 1 أنجولا تسحب وساطتها في أزمة شرق الكونغو .. هل لواندا غاضبة من دخول الدوحة علي الخط ؟
Oplus_131072

الخارجية القطرية من جانبها أصدرت الإثنين بيانا جددت فيه تأكيد دعم دولة قطر لمساري نيروبي ولواندا، اللذين تم دمجهما في إطار العمل لمجموعة دول شرق أفريقيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (EAC-SADC)، وموقفها الثابت الداعي إلى حل النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية، واحترام مبادئ القانون الدولي، بما يعزز الاستقرار ويوطد الأمن والسلم الدوليين.

ورحبت دولة قطر في البيان بالتصريحات الصادرة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية رواندا، بشأن التزامهما بتهدئة الأوضاع وخفض التصعيد في منطقة شرق الكونغو، والمتعلقة ببيان M23 بالانسحاب من منطقة واليكالي، وعدتها خطوة إيجابية ومهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأعربت وزارة الخارجية القطرية في البيان عن تقدير دولة قطر الكامل للكونغو ورواندا على التزامهما بالحوار لتهدئة الأوضاع في شرق الكونغو، مثنية على التعاطي الإيجابي والسعي لحل الأزمة من خلال المبادرات السلمية، كما عبرت عن أملها في مواصلة النهج البناء والروح الإيجابية لضمان حماية المدنيين وتحقيق الأمن والتنمية.

كانت الدوحة استضافت الثلاثاء اجتماعا ثلاثيا ، بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، و الرئيس بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، والرئيس فيليكس تشيسيكيدي، رئيس الكونغو الديمقراطية.

ووفقا لبيان صدر في ختام الاجتماع رحب قادة الدول بالتقدم المحرز في عمليتي لواندا ونيروبي، وكذلك القمة المشتركة لمجموعة دول شرق أفريقيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية التي انعقدت في دار السلام بتنزانيا، في 8 فبراير 2025.

وأكد قادة الدول التزام جميع الأطراف بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار كما هو متفق عليه في القمة المذكورة ، واتفقوا على الحاجة لاستمرار المناقشات التي بدأت في الدوحة لبناء أسس متينة من أجل تحقيق السلام المستدام كما هو موضح في عمليتي لواندا ونيروبي، اللتين تم دمجهما.

وأعرب الرئيس بول كاجامي، الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، عن شكرهما لدولة قطر و الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على كرم الضيافة وعلى تنظيم هذا الاجتماع المثمر، الذي ساهم في بناء الثقة بين الدولتين والالتزام المشترك بمستقبل آمن ومستقر لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة.

جدير بالذكر أن مؤتمر القمة المشترك بين “مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك)” و”مجموعة شرق أفريقيا” الذي عقد في فبراير الماضي في دار السلام، أوصى بدمج عمليتي “لواندا” و”نيروبي” للسلام في الكونغو الديمقراطية وعين ثلاثة ميسرين للسلام هم: الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، والرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق هيلي ماريام ديسالين.

ليست المرة الأولى 

IMG ٢٠٢٥٠٢١٧ ١٢٤٢٠٤ أنجولا تسحب وساطتها في أزمة شرق الكونغو .. هل لواندا غاضبة من دخول الدوحة علي الخط ؟
Oplus_131072

ويؤكد الدكتور محمد تورشين الباحث والكاتب السوداني المتخصص في الشؤون المحلية و القضايا الأفريقية أنها ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها أنجولا من الوساطة في أزمة شرق الكونغو الديمقراطية حيث سبق أن انسحبت من الوساطة في ديسمبر الماضي.

وقال الدكتور محمد تورشين ل ” أفرو نيوز 24″ : أعتقد أن سحب انجولا لوساطتها في الأزمة التي يشهدها إقليم شرق الكونغو الديمقراطية ليس بسبب الوساطة القطرية ، مشيرا إلي أن لواندا تعتقد أن أطراف الأزمة خاصة الحكومة الكونغولية وحركة إم 23 غير جادة في التوصل لتفاهمات لحل الأزمة .

واعتبر تورشين أن الوساطة القطرية ربما تحقق بعض النجاحات ، وقال ” قطر ربما يكون لديها تأثير ونفوذ وربما أيضا تكون مدفوعة من أطراف أخرى لهذا أعتقد أنها قد تحقق بعض النجاحات في طريق حل تلك الأزمة .

وفيما يتعلق بمسارات حل الأزمة في شرق الكونغو ، أوضح الباحث والكاتب السوداني المتخصص في الشؤون الداخلية والأفريقية أن مسار الحل ينبغي أن يكون مزدوجا ، مسار كونغولي – رواندي ، ومسار كونغولي – كونغولي ، مع حركة إم 23 التي ربما يكون لديها حسابات ينبغي مناقشتها بشكل داخلي .

إقرأ المزيد :

قطر تدخل علي خط الوساطة بين رواندا والكونغو الديمقراطية .. والاتحاد الأفريقي يرحب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »