وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو في روسيا.. وموسكو إلي مزيد من تدعيم النفوذ في الساحل الأفريقي

يقوم وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي والنيجر ” كونفدرالية دول الساحل ” بزيارة حاليا إلي روسيا , حيث التقي الوزراء الثلاث في موسكو اليوم الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف , وهي الزيارة التي اعتبرها كثير من المراقبين تدفع نحو زيادة وتدعيم النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي .

وبحث وزير الخارجية الروسي  مع كلا من وزير خارجية بوركينا فاسو كاراموكو جان ماري تراوريه ووزير خارجية مالي عبد الله ديوب ووزير خارجية النيجر باكاري ياو سانغاري , تطور التعاون الأمني بين روسيا ودول منطقة الساحل , إلى جانب مسائل التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما فيها التجارة والاقتصاد والثقافة والمجال الإنساني .

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن موسكو ستكون مستعدة للمساعدة في بناء القوات المسلحة المشتركة لنيجر ومالي وبوركينا فاسو.

وقال لافروف عقب مباحثات مع وزراء خارجية الدول الثلاث، التي تدخل في تحالف دول الساحل: ” يجري إنشاء القوات المشتركة للاتحاد، وأكدت روسيا اليوم أنها ستكون مستعدة للتعاون في تعزيز القدرات الدفاعية للدول الثلاث من خلال القنوات الثنائية، وستكون روسيا مستعدة للمساعدة في بناء هذه القوات المسلحة المشتركة لتحالف دول الساحل بتقديم الخدمات الاستشارية”.

الاحترام المتبادل

وأكد الدكتور نزار بوش الخبير الروسي في العلاقات الدولية أن روسيا عندما كان هناك الاتحاد السوفيتي ساعدت وساهمت في استقلال دول إفريقيه كثيره من الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي , مضيفا ” لذلك تتميز علاقات روسيا مع دول أفريقيا بالاحترام المتبادل والمصالح المشتركه إضافه إلى أن روسيا تستطيع أن تقدم الكثير لدول الساحل وعلى رأسها النيجر ومالي وبوركينا فاسو حيث يقوم وزراء خارجية هذه الدول بزياره إلى روسيا للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وسياسيين روس آخرين .

وأوضح الخبير الروسي في الشؤون الدولية أن الوزراء الثلاث ناقشوا في موسكو التبادل التجاري إضافه إلى المساعدات التي يمكن أن تقدمها روسيا لهذه الدول من قمح واسمده ومواد زراعيه حيث لأن هذه الدول تعاني كثيرا مما خلفه الاستعمار الفرنسي .

وأكد الدكتور نزار بوش أن شعوب هذه الدول سئمت من التواجد الفرنسي فيها حيث ان هذا التواجد الفرنسي لم يأتي لهذه الدول إلا بالكوارث والفقر والنهب والسرقات وانتشار الإرهاب في هذه الدول وفي دول افريقيه كثيره .

وقال الخبير الروسي في الشؤون والعلاقات الدولية نزار بوش لـ ” أفرو نيوز 24 ” : ”  من وجهه نظري أن روسيا تستطيع مساعده هذه الدول خاصة اقتصاديا من خلال الاستثمارات الروسيه في هذه الدول في مجال النفط والغاز والثروات الباطنيه والاستثمار في التنقيب عن الذهب والمعادن الاخرى , مشيرا إلي أن روسيا والشركات الروسية تمتلك خبرات كبيرة في هذه المجالات التي يمكن أن تساعد دول الساحل في تحسين اقتصاداتها  .

ونوه الدكتور نزار بوش إلي وجود تعاون بين روسيا ودول الساحل ودول أفريقيا أخرى في مجال مكافحة ومحاربه الإرهاب , لافتا إلي أن روسيا لديها قوات ليست كبيره ولكن قوات لمحاربه الارهاب في بعض الدول الإفريقية .

وذكر أن هذه القوات حققت نجاحات حيث يتم القضاء على الجماعات الإرهابية المنتشره في هذه الدول , واستطرد قائلا ” لا شك أن التعاون الاقتصادي سوف يصب في مصلحه دول الساحل وإفريقيا و روسيا أيضا .. لأن هناك تبادل في المنفعه بين هذه الدول وروسيا .

وأعاد الدكتور نزار بوش التأكيد أن  لدى روسيا باع كبير في الاستثمار في الثروات الباطنيه ومحاربه الارهاب و انتاج المواد الزراعية والتقنيات العاليه في كثير من المجالات , وقال ” اعتقد تستطيع هذه الدول أن تطلب من روسيا المساعده في هذه المجالات بما يؤدي الى تقدم ونمو اقتصاداتها , والاستغناء عن التواجد الفرنسيين و الدول الغربية الأخرى على أراضيها حيث أن هذه الدول نهبت واستثمرت في الدول الساحل وبعض الدول الافريقيه الاخرى ولكن لم تأتي بنتيجه جيده لاقتصادات هذه الدول وشعوبها .

وذكر الخبير الروسي في الشؤون الدولية أن زيارة وزراء خارجية دول الساحل الثلاث لموسكو ربما تكون خطوه نحو تنميه العلاقات الاقتصادية والتجاريه والأمنيه بين روسيا ودول إفريقيا وربما تنضم دول أخرى الى ههذه الاتفاقات التي سوف يتم التوقيع عليها مع روسيا ودول الساحل الأفريقي في المستقبل .

جدير بالذكر أن ائتلاف دول الساحل الذي أسسته مالي والنيجر وبوركينا فاسو في سبتمبر عام 2023، أكد في بيان له إن هذا الاجتماع الذي عقد بدعوة من وزير الخارجية الروسي، يعتبر “خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين الائتلاف وروسيا” , مضيفا ” أنه يظهر “سعي قادة ائتلاف دول الساحل وروسيا إلى توسيع شراكتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية التقنية”.

وأشار البيان إلى أن هدف الاجتماع “إقامة التعاون الاستراتيجي البراغماتي والمتبادل المنفعة في المجالات التي تمثل اهتماما مشتركا للجانبين”.

 

إقرأ المزيد :

صحيفة جنوب إفريقية تطرج التساؤل: هل تمتد حرب روسيا ضد الغرب إلى أفريقيا ؟