الرئيس السيسي يؤكد في مؤتمر صحفي مع ماكرون ضرورة العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة

القاهرة /أ ش أ/
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا – خلال مباحثاتهما اليوم – ضرورة العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ورفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين.
وأكد الرئيس السيسي – في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس ماكرون – أهمية إعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق مع فرنسا لعقد مؤتمر حول إعادة الإعمار عقب وقف إطلاق النار بغزة.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن توقيعه والرئيس ماكرون اليوم على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة تحقق مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الصديقين.. مشيدا بالعلاقات التاريحية التي تربط مصر وفرنسا.
وشدد على ضرورة تفعيل العلاقات في كافة المجالات، وأهمية تكثيف الاستثمارات وعمل الشركات الفرنسية في مصر على ضوء خبراتها المتراكمة.
ونوه الرئيس السيسي بأن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، تجسد بجلاء مسيرة طويلة من التعاون الثنائي المثمر بين البلدين بكافة المجالات التي تحقق مصالح البلدين الصديقين، وتوجت اليوم بالإعلان عن “ترفيع” العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وقال الرئيس السيسي – خلال المؤتمر الصحفي – “إن المباحثات تناولت استعراض العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، وسبل دفعها قدما في كافة المجالات ذات الأولوية، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية في مصر، وأكدنا أهمية توسيع انخراط الشركات الفرنسية في الأنشطة الاقتصادية المصرية خاصة مع الخبرات المتراكمة لتلك الشركات في مصر على مدار العقود الماضية”.
وأضاف “شددنا على ضرورة البناء على نتائج المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي الذي سيعقد اليوم لتعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، واتفقنا على أهمية تنفيذ كافة محاور الشراكة الاستراتيجية الجديدة، بما في ذلك الدعم المتبادل للترشيحات الدولية وتعزيز فرص التعاون في مجالات توطين صناعة السكك الحديدية والتدريب الفني والمهني والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنتاج الهيدروجين الأخضر”.
وتابع الرئيس السيسي “أكدنا خلال المباحثات أهمية التعاون بين البلدين بمجال الهجرة وضرورة دعم مصر في جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة في ظل استضافتها لأكثر من 9 ملايين لاجيء”.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي “أرحب بالدعم الفرنسي لمصر الذي أسهم في اعتماد البرلمان الأوروبي مؤخرًا، قرار إتاحة الشريحة الثانية، من حزمة الدعم المالي الكلي المقدمة من الاتحاد الأوروبي لمصر، بقيمة 4 مليارات يورو.. مما يعكس التقدير العميق، للشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، ويؤكد الدور الحيوي الذي تضطلع به مصر، كركيزة للاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وفي القارة الإفريقية”.
وأضاف الرئيس السيسي “نتطلع في هذا الإطار، إلى سرعة استكمال الإجراءات اللازمة، لصرف هذه الشريحة في أقرب وقت ممكن”، مشيرا إلى أنه بحث مع الرئيس ماكرون بشكل معمق، التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع المأساوي بقطاع غزة، وأكد الرئيسان ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإطلاق الرهائن.
وتابع “توافقنا على رفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستعرضنا الخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار غزة .. واتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة، بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذي تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع”.
وأكد الرئيس السيسي أنه من المقرر أن يطلع ماكرون – خلال زيارته – على الجهود المصرية المبذولة، لحشد الدعم الإنساني للفلسطينيين في قطاع غزة، وشكر الرئيس السيسي الجانب الفرنسي، على دعمه المتواصل للأشقاء الفلسطينيين.
وجدد الرئيس السيسي التأكيد وبشكل لا التباس فيه، أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في الشرق الأوسط، سيظل أمرًا بعيد المنال، طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة، وطالما ظل الشعب الفلسطيني يواجه ويلات حروب طاحنة، تدمر مقوماته، وتحرم أجياله القادمة من حقها.. حتى في الأمل في مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
وقال “بحثت مع الرئيس ماكرون، سبل تدشين أفق سياسي ذي مصداقية، لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ورحبت بمختلف الجهود في هذا الإطار”.
وتابع “تناولت مباحثاتنا كذلك، التطورات التي تشهدها سوريا ولبنان.. وتوافقنا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية، بالعمومية وبمشاركة كافة مكونات الشعب السوري.. وتم التشديد في هذا الصدد، على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية”.
وأضاف الرئيس السيسي – خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون – “أكدنا الدعم للرئيس اللبناني الجديد، والحكومة اللبنانية، في جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبناني الشقيق.. مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممى رقم “1701”، وتطبيقه دون انتقائية”.
وتابع “تباحثت مع الرئيس ماكرون، حول التطورات الخاصة بملف الأمن المائي، حيث أكدت موقف مصر الراسخ الذي يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخي جغرافي، يجمع دول الحوض..ومن ثم تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولي، وتحقيق المنفعة للجميع.. مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصري التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها”.
وأوضح “تطرقنا إلى الأوضاع في السودان الشقيق، إلى جانب التطورات الإقليمية بمنطقتي الساحل والقرن الإفريقي.. وقد اتفقنا في هذا السياق، على ضرورة تكثيف التعاون، لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق.. بما يحقق تطلعات دولها وشعوبها، نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا”.
وأردف “أكدنا حرص مصر وفرنسا، على استعادة المعدلات الطبيعية، لحركة مرور السفن في قناة السويس المصرية، وتفادي اضطرار السفن التجارية، إلى اتباع مسارات بحرية بديلة، أطول مسافة وأكثر كلفة، وذلك نتيجة الهجمات التي استهدفت بعضا منها في مضيق باب المندب، بسبب استمرار الحرب في غزة.. وهو الوضع الذي أسفر عن خسارة مصر، نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، من إيرادات قناة السويس، بجانب تأثيره السلبي المباشر، على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية”.
واختتم الرئيس السيسي كلمته موجها حديثه لماكرون قائلًا “سعدت بلقائكم اليوم، وأجدد ترحيبي بكم في مصر..وأثق أن زيارتكم، وما شهدناه من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بين بلدينا بمختلف القطاعات، سيمثل انطلاقة جديدة؛ لتعزيز التعاون الإستراتيجي بين مصر وفرنسا..إننا أمام مرحلة واعدة، نشهد فيها توطيد أواصر التعاون، بما يحقق المنفعة المتبادلة، وفي القلب منها، تعزيز روابط الصداقة التاريخية والمتجذرة بين الشعبين المصري والفرنسي”
إقرأ المزيد :
الرئيس السيسي يصطحب نظيره الفرنسي ماكرون في جولة بخان الخليلي