تحت شعار ” كويبوكا ” .. سفارة رواندا بالقاهرة تحيي الذكري الـ 31 للإبادة الجماعية

سفارة رواندا بالقاهرة مساء أمس الإثنين الذكري الـ ٣١ للإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994 وراح ضحيتها حوالي مليون رواندي في مائة يوم .
وشارك في الاحتفالية التي عقدت تحت شعار “كويبوكا ” والتي معناها “التذكر” السفير محمد صفوت، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول حوض النيل , ممثلا عن الحكومة المصرية , كما شارك الدكتور محمدو لابارانغ، عميد مجموعة السفراء الأفارقة وسفير الكاميرون، ورئيس البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، البروفيسور بنديكت أوراما، والشيخ الدكتور محمد الأمين، ممثل الأزهر الشريف، والقس موسى عبيد، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية , وعدد كبير من السفراء الأفارقة وأعضاء السلك الدبلوماسي من دول العالم المختلفة العاملين لدي مصر , والدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والدكتورة أماني عصفور رئيس مجلس الأعمال الأفريقي .
وفي كلمته أمام الاحتفالية السفير المفوض العام دان مونيوزا، مبعوث رواندا لدى مصر، وصف مونيوزا في كلمات مؤثرة مدي بشاعة الأحداث التي شهدتها بلاده والتي راح ضحيتها أكثر من مليون بريء زهقت أرواحهم في 100 يوم فقط , مؤكدا على أهمية إحياء الذكرى كواجب مقدس ونبراس للأجيال القادمة.
وأوضح سفير رواندا لدي مصر أن كلمة “كويبوكا ” التي تعقد الاحتفالية تحت شعارها معناها “التذكر” , مشيرا إلي أن التذكر هنا في تلك المأساة الإنسانية لا يقتصر على النظر إلى الماضي فحسب، بل يشمل مواجهة حقيقة ماضينا المؤلمة وحماية حياتنا للمستقبل“.
وقال ” لقد تعلمت رواندا درسًا قاسيًا، ألا يتدخل أحد لوقف المجازر.. واليوم، نقف شاهدًا على الصمود والوحدة والتقدم , مضيفا ” لم تكن الإبادة الجماعية ضد التوتسي عفوية، بل كانت حملةً مُدبَّرةً بعناية، غذَّتها الانقسامات والكراهية وفشل المجتمع الدولي“.
و سلط السفير الرواندي لدي القاهرة الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها رواندا للكشف عن رفات الضحايا، حيث تم اكتشاف 258 جثة مؤخرًا في منطقة هوي بمقاطعة جنوب رواندا – وهو تذكير صارخ بأن جروح عام 1994 لا تزال حية بالنسبة للناجين والأمة.
وأعرب السفير مونيوزا عن مخاوفه إزاء التهديد المستمر لأيديولوجية الإبادة الجماعية، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث لا تزال مجتمعات التوتسي تواجه الاضطهاد , مدينا أنشطة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي ميليشيا إبادة جماعية مرتبطة بفظائع عام ١٩٩٤، ودعا إلى تحرك دولي لتفكيك العنف المدفوع بالكراهية.
وأكد أنه حتي لا يتكرر هذا مرة أخري يجب أن يكون أكثر من مجرد شعار يجب أن يكون التزامًا مدعومًا بإجراءات ملموسة لحماية المعرضين للخطر.
وأشاد السفير الرواندي بشراكة مصر مع رواندا في جهود التنمية والسلام، بما في ذلك المناقشات التعاونية بشأن حل الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في كلمته أشاد السفير محمد صفوت، نائب مساعد وزير الخارجية ، بصمود رواندا، قائلاً: “لقد حوّل الشعب الرواندي الشجاع، بقيادة الرئيس بول كاجامي الثاقبة، بلاده إلى نموذج مُلهم للعالم”. وشدد على أهمية الاستقرار الإقليمي، داعياً إلى “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية من خلال الحوار والتكامل”، مؤكداً التزام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك افتتاح مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب في كيغالي قريباً.
وتطرق السفير محمد صفوت إلي الوضع المتفاقم في منطقة البحيرات العظمى، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وأكد قائلًا: “بينما نقف متحدين في ذكرى الضحايا، فإن تجدد عدم الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى يُثقل كاهل ضميرنا الجماعي“.
وأضاف أن “السلام والازدهار المستدامين لا يمكن أن يتجذرا إلا في الحوار والتكامل الإقليمي واحترام السيادة – وهي المبادئ التي يجب أن توجه التزامنا المشترك بـ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.” وأكد دعم مصر الكامل لجهود الوساطة الجارية.
وبدأت رواندا أمس /الإثنين/ فاعليات أسبوع الحداد الوطنى لاحياء الذكرى السنوية الـ31 للإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 800 ألف شخص، معظمهم من أقلية التوتسي، الذين قتلوا على يد ميليشيات الهوتو المتطرفة في أقل من مائة يوم فقط في واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في القرن العشرين.
ويقام هذا الإحياء سنويًا في الفترة من 7 إلى 13 أبريل، لتكريم الضحايا، واستذكار صمود الناجين، وتأكيد التزام الحكومة في كيجالي بمنع تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى في المستقبل.
وخلال أسبوع الحداد، يرفع العلم الوطني الرواندي نصف سارية، وستقام مراسم تذكارية في جميع أنحاء البلاد، في المقاطعات الثلاثين كافة، وكذلك داخل السفارات الرواندية حول العالم.
وبدأت فعاليات الذكرى الوطنية بقيام الرئيس الرواندي بول كاجامي بإشعال “شعلة الأمل” في النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيجالي بمنطقة غيسوزي، والتي ستظل مشتعلة طوال مدة الـ100 يوم، رمزًا للتذكر والصمود والوحدة.
كما وضع الرئيس الرواندي إكليلًا من الزهور تكريمًا لأكثر من 250 ألفا من ضحايا الإبادة الجماعية المدفونين في النصب، تلا ذلك دقيقة صمت على مستوى البلاد.
إقرأ المزيد :