مصر ترحب باستئناف عضوية السودان في عملية الخرطوم

رحب وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي باستئناف عضوية السودان في عملية الخرطوم بعد غياب دام 4 سنوات، مؤكداً ثقته بأن السودان سيتجاوز محنته في القريب العاجل ، مشيرا إلي أن مصر لا تألو جهداً فيما يتعلق بتقديم الدعم اللوجيستي للسماح للسودانيين بالعودة إلى وطنهم بناء على رغبتهم، وخاصة في المعابر الحدودية.
وأكد د. بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، رفض مصر كافة اشكال التهجير التي تقوم بها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بكافة مسمياتها سواء القسرية أو ما تسميه إسرائيل بالطوعية، وقال إنه لا يمكن قبول ما يسمى بالتهجير الطوعي في ظل استمرار أعمال القتل اليومي وقطع المساعدات ومنع دخولها، مؤكداً أن هذا يجعل الحياة مستحيلة على أرض القطاع وأن إجبار الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي وهو أمر غير مقبول، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني له الحق المطلق في البقاء على أرضه، وعلينا أن نوفر الظروف لكي يعيش حياة كريمة.
وخلال مؤتمر صحفي في ختام مؤتمر “عملية الخرطوم” بشان سياسات الهجرة، أعاد عبد العاطي التأكيد على أنه لا يمكن نقل أو تهجير أو نزوح الفلسطينيين، مشدداً على رفض مصر أي مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين سواء بشكل دائم أو مؤقت.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تستضيف 10 ملايين ضيف من 133 دولة، الغالبية العظمى منهم من السودان ودول عربية وأفريقية، وهم يقيمون وسط الشعب المصري، مؤكداً أن الدولة المصرية توفر لهم كل أوجه الرعاية والتسهيلات، وقال “هم ضيوف هنا في مصر، رغم ما يقع علينا من الكثير من المسئوليات والضغوط الاقتصادية مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض عائدات قناة السويس”، مشيرا إلى أن مصر تخسر 600 مليون دولار شهرياً بسبب انخفاض عدد السفن العابرة في القناة، نتيجة للظروف الأمنية في جنوب البحر الأحمر، وأكد أن مصر بحاجة لمزيد من التعاون والدعم ومشاركة الأعباء مع دول الاتحاد الأوروبي، والبلدان الغربية الأخرى، فمصر تتحمل مسئوليات جسيمة وتحتاج لمزيد من الدعم، واستطر “لسنا راضون عن مستوى الدعم الحالي، فنحن بحاجة للمزيد فهو ليس فقط دعم لمصر وإنما للمجتمعات المستضيفة للمهاجرين”، مشيراً إلى أن هناك أشكالاً مختلفة من الدعم مثل دعم الميزانية العامة حيث يتم تقديم خدمات أساسية للمهاجرين وضيوف مصر، كما أن هناك حاجة لدعم المجتمعات المستضافة خاصة في التعليم والصحة، بالإضافة للحاجة لمزيد من الوظائف ل10 ملايين ضيف يبحثون عن فرص عمل، وإلا سيخاطرون بحياتهم من اجل الذهاب إلى أوروبا.
ونوه الوزير إلى الحاجة لمزيد من الاستثمارات من الدول الأوروبية لتوفير مزيد من فرص العمل للمهاجرين، مؤكداً أن مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي أوقفت وتحاول أن توقف الهجرة غير الشرعية، وقال إن مصر لا تقوم بابتزاز أوروبا، لكننا بحاجة للمزيد من الدعم.
وأشار إلى أن مصر تربطها بأوروبا علاقة شراكة استراتيجية، الهجرة أحد تعد المحاور الست في اتفاق الشراكة المصرية الأوروبية التي تم توقيعها العام الماضي، وأضاف “لا نطلب شيء لأنفسنا إنما نطلب دعم المجتمعات المستضيفة والاستثمارات لتوفير فرص عمل للمهاجرين”، مؤكداً أن مصر تقدم خدمات جليلة للمجتمع الدولي بمنع المهاجرين من المخاطرة بأرواحهم، مشدداً على أن مبدأ تقاسم الأعباء مهم للغاية، وقال إن مصر الآن لديها بيئة مواتية للاستثمار، ونريد تشجيع مزيد من الشركات الأوروبية للاستثمار في مصر، كما أكد أهمية سرعة تحويل الشريحة الثانية من الدعم الأوروبي لمصر، ولفت إلى وجود 1.8 مليار يورو ضمانات استثمار.
وأعرب عن اعتقاده أن هناك ارادة سياسية متوفرة لدى الجانبين المصري والأوروبي، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التعاون والمشاركة، وشدد على أنه لا يمكن السماح والقبول بأن تتحمل دولة واحدة بمفردها هذا العبء الكبير لاستضافة المهاجرين.
من جانبه، أشاد وزير الدولة بوزارة الداخلية الفرنسية فرنسوا نويل بوفيه، بنتائج الاجتماعات، مؤكداً أن إعلان القاهرة سيزيد من التعاون بين أوروبا وأفريقيا مستقبلاً لتنظيم وتقنين الهجرة، وضمان حقوق المهاجرين من خلال مسارات الهجرة.
وقال إن الإعلان سيعزز التعاون بين أوروبا وأفريقيا لكبح الهجرة غير النظامية بهدف إعادة المهاجرين طوعاً إلى بلادهم، مؤكداً أن فرنسا ستبني على جهود مصر خلال رئاستها لعملية الخرطوم، مؤكداً تقديم الدعم لمصر في مجال الهجرة.
وقالت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية، كاتيا كويل، إن مصر ليست فقط شريك مركزي لأوروبا لكنها تتحمل مسئولية كبيرة باستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين.
وأشارت إلى أن ألمانيا قدمت مساعدات بقيمة ٢٠٠ مليون دولار في غزة و ٣٠٠ مليون لدول جوار السودان، واشارت ان وقف المعونة الأمريكية لمنظمات الهجرة أدت إلى فجوة كبيرة من الصعب التعامل معها.
واضافت ان الاقتصاد الألماني والاوروبي يواجه ظروفاً صعبة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
وقالت إنه في جوار أوروبا هناك واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية التي تحتاج كل الجهود للتخفيف عن المواطنين في السودان، التي تؤثر على دول الجوار وعلى رأسها مصر التي استقبلت الكثير من النازحين، ووجهت الشكر لمصر على توفير الدعم الإنساني للاجئين.
اقرأ المزيد
وزيرا خارجية مصر والإمارات يبحثان التنسيق المشترك للعمل على خفض التصعيد في المنطقة