إقالة وزير خارجية جنوب السودان: هل الخلاف مع واشنطن السبب الحقيقي؟

شهدت جنوب السودان تطورًا سياسيًا لافتًا، بعد قرار الرئيس سلفاكير بإقالة وزير الخارجية رمضان محمد بشكل مفاجئ، وتكليف نائبه موندي سيمايا كومبا بإدارة الوزارة. القرار أثار تساؤلات عديدة حول خلفياته، خاصة مع تزامنه مع توتر دبلوماسي مع الولايات المتحدة.
ووفقًا لوسائل إعلام محلية، لم تقدم الحكومة أي تفسير رسمي للإقالة. غير أن مصادر أشارت إلى ارتباط الخطوة بخلاف دبلوماسي نشب مؤخرًا بين جوبا وواشنطن، بعد رفض جنوب السودان استقبال رجل كونغولي مرحل من الولايات المتحدة، وهو ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتهديد بإلغاء تأشيرات دخول مواطني جنوب السودان.
وفي تطور لاحق، رضخت جوبا للضغوط الأمريكية وسمحت بدخول المرحل يوم الثلاثاء، ما يرجح ارتباط الإقالة بالأزمة ذاتها.
المعارضة تختار قيادة مؤقتة ورياك مشار قيد الإقامة الجبرية
بالتزامن مع تلك الأحداث، أعلنت “الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة” تعيين وزير جهود السلام، ستيفن بار كول، زعيمًا مؤقتًا للحزب، خلفًا لرياك مشار، النائب الأول للرئيس، والمحتجز حاليًا قيد الإقامة الجبرية في جوبا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمنح الرئيس كير فرصة لتعزيز سلطته بإقصاء مشار وتثبيت قيادة بديلة أكثر توافقًا مع توجهاته، في وقت تزداد فيه التوترات بين الطرفين.
ضغوط دولية ومخاوف من انهيار اتفاق السلام
دعت سفارات دولية عدة، منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إضافة إلى وفد الاتحاد الأوروبي، إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم رياك مشار، تمهيدًا لاستئناف الحوار السياسي.
وأعربت البعثات الأجنبية، في بيان صدر الخميس، عن قلقها من تصاعد العنف السياسي وانتهاكات وقف إطلاق النار، محذّرة من خطر تقويض اتفاق السلام الموقع عام 2018.
كما طالبت بإعادة جدولة انعقاد الدورة الأربعين لمفوضية المراقبة والتقييم المشتركة، محذرة من اتخاذ أي خطوات أحادية تهدد المسار السياسي الهش.
هل ينزلق جنوب السودان نحو حرب أهلية جديدة؟
تشير التقديرات الصادرة عن بعثة الأمم المتحدة ومراقبين دوليين إلى أن الأوضاع السياسية والأمنية في جنوب السودان تنذر باندلاع حرب أهلية، خاصة مع فشل جهود الوساطة التي قادها وفد من “حكماء الاتحاد الأفريقي”، والذي عاد دون تحقيق أي تقدم بعد منعه من لقاء مشار.
تستمر التحديات في جنوب السودان، مع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية لحماية مسار السلام، وسط صمت رسمي حول تداعيات الإقالات الأخيرة والخلافات الداخلية التي تهدد مستقبل الاستقرار في البلاد.
اقرأ المزيد
وزيرا خارجية مصر والإمارات يبحثان التنسيق المشترك للعمل على خفض التصعيد في المنطقة