أخبار عاجلةالرأي

الكاتبة اسيا العتروس تكتب : كولومينا يزور شركاء الناتو قبل قمة لاهاي .. ماذا في حقيبة  المبعوث الخاص للناتو إلي تونس و دول الجنوب ؟

ساعات بعد اختتام أشغال اجتماعات وزراء خارجية الحلف الأطلسي بمقره في بروكسل كان المبعوث الخاص لحلف الناتو الإسباني خافيير كولومينا يزور العاصمة التونسية تونس كما سبق و أعلن ذلك للصحفيين على هامش أشغال وزراء الخارجية واعتزامه لقاء كل من وزير الخارجية محمد علي النفطي ووزير الدفاع  خالد السهيلي و مستشار الرئاسة للأمن .. وهي زيارة تتنزل في إطار زيارات المبعوث الخاص لدول الجوار الجنوبي خافيير كولومينا إلى المنطقة و التي شملت  المغرب والجزائر و موريتانيا البلد الذي يعتبر الناتو  انه يكتسي أهمية كبيرة بالنظر إلى موقعه في المنطقة الشاسعة من الساحل على أن تشمل الجولة دول الخليج الاسبوع القادم ..وقال بيان للخارجية التونسية أن اللقاء مع الممثل الخاص للأمين العام للناتو خافيير كولومينا بحث واقع و آفاق الحوار بينهما و تعزيز دعم الأمن و الإستقرار في المنقطة .وتصاعدت مخاوف الحلف مع تمدد الحضور الروسي  والصيني في المنطقة الأمر الذي لا ينظر إليه الناتو بكثير من الإرتياح .

يقول مبعوث الأمين العام لدول الجنوب ” أن  العلاقات مع تونس مهمة و لها جذور قديمة و أن مجالات التعاون مع دول الجنوب والناتو  تشمل مكافحة الإرهاب تطوير القوات الخاصة و الأمن البحري و الاستخبارات و التدريب العسكري و بات الحلف يهتم في توسيع الشراكة لتشمل مجالات  الديبلوماسية العامة والاهتمام بالمرأة و المجتمع المدني ” .. فماذا وراء هذا الاهتمام بدول الجنوب ولماذا تتجه أنظار الناتو إلى جنوب المتوسط و ما هي آفاق هذه الشراكة و كيف يمكن لدول الجنوب أن تستفيد منها وهل أولويات دول الجنوب تتفق مع أولويات الناتو وهل أن القيم و المبادئ التي يقوم عليها حلف الناتو في الدفاع عن أمن و مصالح شعوبه تنسحب على دول الجنوب ؟ 

كثيرة هي الأسئلة التي تفرض نفسها على وقع مهمة المبعوث الخاص لحلف الناتو إلى الجنوب في أول مهمة له منذ استحداث هذا المنصب بعد عقدين على إطلاق مبادرة اسطمبول ..لا يخفي المبعوث الخاص للناتو لدول الجنوب انشغال الحلف من الحضور الروسي و الصيني في المنطقة و يقول ” أن قرار تعيين مبعوث خاص إلى الجنوب اتخذ في قمة واشنطن و أن العلاقات بين الجانبين طويلة الأمد و لا بد من تعزيز التعاون مع الشركاء في الجنوب الذي يشكل اهمية استراتيجية لمصالح الناتو الذي يسعى  للاستفادة من هذه  الشراكة مع دول الجنوب لتعزيز  الاستقرار في المتوسط ” , كما يعتبر أن تجربة الناتو في العراق مع وجود بعثة استشارية غير قتالية تجربة مهمة ,و يصف العلاقات مع تونس بالمتينة و المهمة وأنه تم منذ 2011 وضع حزمة من الأهداف لتعزيز القدرات الدفاعية و انه تم في قمة مدريد 2002 توسيع هذه الحزمة إلى عديد المجالات في مجال الأمن و مواجهة التهديدات البيولوجية و الكيمائية ويقول كولومينا ” أن الحلف راض عن مستوى التعاون مع تونس و يسعى للعمل مع السلطات التونسية لتعزيز قوات العمليات الخاصة”.

-انشغال بما يجري في غزة و لكن ..

Gn FzzXEAAZXY7 الكاتبة اسيا العتروس تكتب : كولومينا يزور شركاء الناتو قبل قمة لاهاي .. ماذا في حقيبة  المبعوث الخاص للناتو إلي تونس و دول الجنوب ؟

عن الشرق الأوسط وعن غزة و ما تعيش على وقعه من مآسي دامية بسبب الإحتلال يقول كولومينا “أن الحلف يتابع ما يجري بكثير من الانشغال و يعتبر أن حرب غزة تؤثر على الإستقرار في الشرق الاوسط و هي مصدر قلق أمني كبير كما يعتبر أن الحلف يدعم عودة المفاوضات للتوصل إلى هدنة كما يشيد بجهود الدول العربية التيابدت استعدادها للمساعدة على اعادة اعمار غزة و قال ان المنطقة تعاني من عدم الاستقرارعلى نطاق واسع و ان الحلف يدعوالى وقف الاعمال العدائية و ايجاد حل دائم للفلسطينيين .و لكنه يعتبر ان الحلف لا سياسة له في الشرق الاوسط و انه لا اجماع داخل الحلف في هذه المسألة و يعتبر ان الناتو له القدرةاذا قرر الحلفاء ذلك مستقبلا ان يكون له دور في دعم استقرار في المنقطة و لكن الامر غير ممكن في الوقت الراهن و لكن الاهم وقف اطلاق النار..   

ولعله من المهم الاشارة الى أن استحداث منصب مبعوث خاص للناتو قبل ثمانية أشهر  مع دول الجنوب  يسجل لاول مرة  في تاريخ الحلف الذي تاسس قبل ست و سبعين عاما .واعلن القرار خلال قمة واشنطن 2024 ما يؤشر إلى أن للحلف مصالح أمنية و استراتيجية تفرض اهتمامه بدول الجوار الجنوبي التي تشمل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل و دول الخليج والتي تشهد تطورات متلاحقة خلال الفترة الأخيرة مع تداعيات الحرب في غزة والتحديات في البحر الأحمر ولبنان وإيران .

و يراهن الحلف الأطلسي على تعزيز  الشراكة مع دول الجنوب لمواجهة التحديات و المخاطر الأمنية  العابرة للحدود و التوترات في مناطق الساحل و منطقة المتوسط .

يذكر أن المبعوث الخاص للناتو الى دول الجنوب  الاسباني خافيير كولومينا شغل منصب  نائب مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والسياسة الأمنية وشغل منصب الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي في القوقاز وآسيا الوسطى.

و قال الأمين العام السابق للناتو أنذاك “إن مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل مهمة لتحالف الناتو و أن خافيير كولومينا يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع شركاء الناتو و سيعزز تعيينه العمل المهم الذي يقوم به الناتو في الجنوب” مضيفا أن كولومينا سيكون الممثل الخاص للمنطقة الجنوبية، وسيعمل كنقطة محورية لحلف شمال الأطلسي في المنطقة و سيكون مسؤولا عن تنسيق وتعزيز رؤية جهود الناتو في الجنوب وسيعزز الشراكة  مع الشركاء .

-إقرار بالفشل في أفغانستان و ليبيا

 ولا يخفي كولومينا من خلال إجاباته عن أسئلة الصحفيين اهتمامه بما تواجهه صورة الحلف من شكوك و مخاوف لدى شعوب المنطقة بالنظر إلى تجربة الحلف و تدخله الكارثي في افغانستان طوال عشرين عاما قبل هروبه من هذا البلد و تسليمه لطالبان الى جانب تدخله في العراق و تدخله في ليبيا بدفع من الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ,و يقول كولومينا ” إن الناتو استوعب دروس التدخل في أفغانستان و أن الجميع واعون بأن ما حدث فشل ذريع ” ,  أما عن التدخل في ليبيا فيقول ” إنه كان استجابة لدعوة من المجتمع الدولي و الجامعة العربية ” .

 

إقرأ المزيد :

الكاتبة التونسية اسيا العتروس تكتب :  هل تبخر حلم زيلنسكي في الانضمام إلى الناتو ؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »