موزمبيق .. الاضطرابات تدفع ” توتال إنرجيز ” لتأجيل مشروع الغاز المسال بقيمة 20 مليار دولار
وذكرت صحيفة “موزمبيق كلوب” اليوم /الجمعة/ أن الأعمال التي كان من المقرر استئنافها بحلول ديسمبر 2024 تمهيدًا لبدء الإنتاج في 2029 لا تزال متوقفة.
وقد أدت أعمال العنف والاحتجاجات في منطقة كابو ديلغادو، حيث يقع المشروع، والاضطرابات السياسية في جميع أنحاء البلاد منذ الانتخابات المتنازع عليها في أكتوبر 2024، إلى دفع شركة توتال إنرجيز لتأجيل المشروع مرة أخرى , وتم تعليق البناء في أوائل عام 2021 بعد وقوع هجوم قريب من الموقع.
فبعد توقف العمل في استثمار بقيمة 13 مليون طن سنويًا، أعلنت شركة توتال إنرجيز أيضًا حالة “القوة القاهرة”، التي لا تزال سارية حتى الآن.
وقالت الصحيفة: “تأخرت الخطط لاستئناف المشروع بحلول نهاية 2024 بعد تصاعد العنف في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في أكتوبر؛ مما يهدد الهدف المتمثل في بدء الإنتاج في 2029”.
واندلعت الاحتجاجات في موزمبيق بعد رفض زعيم المعارضة فينانسيو موندلان، الذي خاض الانتخابات وجاء في المركز الثاني بنسبة 24% من الأصوات، النتائج وأعلن نفسه الفائز، ودعا أنصاره للتظاهر. وقد أسفر العنف الناتج عن ذلك عن مقتل حوالي 350 شخصًا.
وتولى الرئيس دانييل تشابو، ممثل حزب فريليمو، منصبه في 15 يناير. وخلال كلمته في حفل تنصيبه، قال إن تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلاد هو “الأولوية القصوى”.
وقام تشابو بتعيين بعض الوزراء في حكومته، لكن لا تزال سبع حقائب وزارية شاغرة.
ومع ذلك، قالت الصحيفة إن عاملاً آخر يعوق استئناف المشروع هو التأخير في تأمين توتال إنرجيز وشركائها للتمويل الكافي مرة أخرى. وقد تم تجميد قرض أمريكي بقيمة 4.7 مليار دولار في عام 2021 ولا يزال مجمدًا حتى الآن.
وذكرت منصة “سيمافور” المعنية بالشؤون الأفريقية ، أن اقتصاد موزمبيق يتعرض لمخاطر متصاعدة في الوقت الحالي، بأن تتعثر البلاد الواقعة شرق أفريقيا عن سداد ديونها بسبب تفاقم الأزمة السياسية التي اندلعت على مدار العام الماضي بسبب الانتخابات المتنازع عليها والمثيرة للجدل، ولاسيما بعد عودة زعيم المعارضة، فينانسيو موندلاني، إلى العاصمة مابوتو الخميس الماضي.
وأضافت المنصة أن اقتصاد البلاد تلقى ضربات موجعة بسبب الاحتجاجات المميتة التي استمرت شهوراً ونجم عنها إغلاق الصناعات الرئيسية في البلاد بما فيها منجم الجرافيت في شمالي موزمبيق، الذي تديره شركة “سيراه ريسورسيز” الأسترالية، التي تدرج شركة “تسلا”، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، ضمن عملائها.
وأوضح الخبير الاقتصادي لشؤون أفريقيا في مؤسسة “كابيتال إيكونوميك”، ديفيد اوموجومولو، أن هناك مخاطر متزايدة بأن تتعثر موزمبيق عن سداد الديون السيادية في ضوء نظرة المستثمرين السلبية حيال حالة عدم اليقين السياسي في البلاد.. متوقعا تباطؤ أو انكماش النمو الاقتصادي في الربع الأخير لعام 2024، وفي حال استمرار الأوضاع الراهنة، فإنه من المتوقع أن يحدث ركود أو انكماش بنسب أكبر خلال الأشهر المقبلة.
جدير بالذكر أن دانييل تشابولاأدى اليمين الدستورية،قبل أيام أمام رئيس المجلس الدستوري لوسيا ريبييرو، ليصبح خامس رئيس لجمهورية موزمبيق، وذلك خلال حفل أقيم في وسط العاصمة مابوتو ووسط إجراءات أمنية مشددة.
وأقيم الحفل في ساحة الاستقلال بوسط مابوتو وسط إجراءات أمنية مشددة داخل المكان وعند مداخله، في ظل الإعلان عن مظاهرات واحتجاجات دعا إليها المرشح الرئاسي فينانسيو موندلان، الذي لا يعترف بنتائج الانتخابات التي جرت في 9 أكتوبر 2024، والتي أسفرت، وفقًا لمنظمات ميدانية، عن 300 قتيل وأكثر من 600 مصاب.
وكان تشابو، الأمين العام الحالي لجبهة تحرير موزمبيق (فريليمو)، حاكمًا لمقاطعة إنهامباني عندما اختاره اللجنة المركزية للحزب الحاكم في مايو 2024 ليكون مرشح الحزب لخلافة فيليبي نيوسي، الذي شغل منصب الرئيس لفترتين.
وفي 23 ديسمبر، أُعلن دانييل تشابو (48 عاما) من قبل المجلس الدستوري كفائز في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 65.17% من الأصوات في الانتخابات العامة التي جرت في 9 أكتوبر، وشملت أيضا انتخابات تشريعية وانتخابات المجالس الإقليمية، التي فاز بها حزب فريليمو أيضًا.
وتخرج دانييل فرانسيسكو تشابو في القانون من كلية الحقوق بجامعة إدواردو موندلان في مابوتو عام 2000، وولد في إينهامينغا بمقاطعة سوفالا وسط موزمبيق عام 1977، ليصبح أول رئيس للجمهورية يولد بعد استقلال البلاد عام 1975.
وحضر مراسم التنصيب رؤساء جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وغينيا بيساو أومارو سيسوكو إمبالو، فقط من رؤساء الدول، بالاضافة إلى مشاركة حوالى 2500 ضيف.. وإلى جانب الرئيسين، حضر ثلاثة نواب رؤساء من تنزانيا ومالاوي وكينيا، بالإضافة إلى رؤساء وزراء إسواتيني ورواندا، وثمانية وزراء، من بينهم وزير الدولة للشؤون الخارجية البرتغالي باولو رانجيل.
وتُواجه انتخاب دانييل تشابو احتجاجات في الشوارع منذ أكتوبر، حيث يطالب مؤيدو المرشح فينانسيو موندلان، الذي حصل وفقًا للمجلس الدستوري، على 24% فقط من الأصوات، لكنه يدعي الفوز بـ”إعادة الحقيقة الانتخابية”.. وتضمنت الاحتجاجات حواجز ونهبًا واشتباكات مع الشرطة، التي لجأت إلى إطلاق النار في محاولة لتفريق المتظاهرين.
إقرأ المزيد :
موزمبيق: زعيم المعارضة فينانسيو موندلين يعلن عودته لبلاده يوم 9 يناير الجاري