شرق الكونغو .. دعوات إقليمية لـ ” وقف فوري لإطلاق النار “
![شرق الكونغو .. دعوات إقليمية لـ " وقف فوري لإطلاق النار " 1 قوات حفظ السلام الدولية بشرق الكونغو شرق الكونغو .. دعوات إقليمية لـ " وقف فوري لإطلاق النار "](/wp-content/uploads/2023/02/قوات-حفظ-السلام-الدولية-بشرق-الكونغو.webp)
دعا قادة إفريقيا الجنوبية والشرقية المجتمعون السبت في قمة بتنزانيا إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في إقليم شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث يشتبك الجيش الكونغولي مع حركة “إم23” المسلّحة المدعومة من رواندا والتي تواصل زحفها في المنطقة.
وقال متحدث إنه تم تكليف قادة قوات الدفاع من الدول الثماني الأعضاء في مجموعة شرق إفريقيا (EAC) والدول الأعضاء الـ 16 في مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (SADC) “الاجتماع في غضون خمسة أيام وتقديم توجيهات فنية بشأن وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار”.
وجاء في البيان الختامي “أكدت القمة المشتركة مجددا التضامن والالتزام الثابت بمواصلة دعم جمهورية الكونغو الديموقراطية في جهودها لحماية استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها”.
وتهدف القمة التي حضرها الرئيس الرواندي بول كاجامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي عبر تقنية الفيديو إلى ايجاد حل للنزاع الذي تشهده شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ أكثر من ثلاث سنوات وتسارعت وتيرته في الأسابيع الأخيرة.
انعقدت القمة بعد الاستيلاء الخاطف على جوما عاصمة اقليم شمال كيفو، من قبل الجماعة المسلحة المناهضة للحكومة إم23 والقوات الرواندية.
وقال الرئيس الكيني وليام روتو الذي يتولّى راهنا رئاسة جماعة دول شرق إفريقيا “ندعو جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار، وندعو خصوصا حركة إم23 لوقف تقدّمها والقوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية لوقف جميع إجراءات الرد”.
ومنذ سقوط جوما الأسبوع الماضي إثر اشتباكات عنيفة وتدهور حادّ في الظروف الإنسانية الكارثية أصلا، انتقلت المعارك إلى إقليم جنوب كيفو المجاور.
وساد الذعر والهلع عاصمة الإقليم بوكافو , ووقعت معارك على بعد 70 كيلومترا منها الجمعة، وفق ما أفادت مصادر أمنية ومحلية. وأغلقت مصارف ومدارس وغادر سكان كثيرون.
– نحو ثلاثة آلاف قتيل –
تخشى بلدان كثيرة مجاورة اشتعال الوضع في المنطقة، في غياب حلّ دبلوماسي سريع للنزاع في الكونغو الديموقراطية , وكلّ جهود الوساطة باءت حتّى الساعة بالفشل، خصوصا تلك التي بذلتها أنغولا وكينيا.
وخلال القمة، دعا زعماء المنطقة إلى دمج عمليتي السلام اللتين أطلقهما البلدان بشكل منفصل باسم “عملية لواندا” و”عملية نيروبي”.
كما دعوا إلى فتح ممرات إنسانية لإجلاء الجرحى والقتلى. ووفقا للأمم المتحدة، قتل منذ 26 يناير نحو ثلاثة آلاف شخص في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وتم الإبلاغ عن العديد من الانتهاكات بما في ذلك حالات اغتصاب واستعباد جنسي، وأعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة فتح تحقيق.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة من أنه “إذا لم يتم اتخاذ اجراءات فالأسوأ ينتظر السكان في شرق البلاد وأيضا خارج جمهورية الكونغو الديموقراطية” محذرا من أن خطر التصعيد في المنطقة “لم يكن مرتفعا إلى هذا الحد من قبل”.
وتطالب كينشاسا المجتمع الدولي بفرض عقوبات على رواندا، لكن أي قرار لم يتخذ حتى الآن.
يشهد شرق الكونغو الديموقراطية الذي يكتسي ميزة استراتيجية بموقعه في منطقة البحيرات العظمى عند تخوم رواندا وأوغندا، أعمال عنف مسلّح منذ عقود فاقمتها الإبادة الجماعية التي وقعت سنة 1994 في رواندا.
وتتّهم كينشاسا كيجالي بالسعي إلى نهب مواردها الطبيعية الوافرة. وتدحض رواندا هذه الاتهامات، مؤكّدة أنها تريد القضاء على بعض الجماعات المسلّحة في المنطقة التي تهدّد أمنها باستمرار، لا سيّما “القوّات الديموقراطية لتحرير رواندا” التي أنشئت بمبادرة من زعماء من الهوتو مسؤولين عن إبادة التوتسي في رواندا سنة 1994.
ويرى خبراء كثيرون أن كيجالي مهتمّة خصوصا باستغلال خامات المعادن، وأبرزها التنتالم والقصدير المستخدمان في البطاريات والأجهزة الإلكترونية، فضلا عن الذهب.
ويطالب الرئيس الرواندي بول كاجامي بانسحاب بعثة السلام التابعة لمجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية من شرق الكونغو الديموقراطية باعتبار أنها “ليست بعثة حفظ سلام ولا محلّ لها في هذا الوضع… فهي تشارك في عمليات قتالية عدائية لمساعدة حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية على التصدّي لشعبها، من خلال التعاون مع الجماعات المسلّحة الساعية إلى ارتكاب أعمال إبادة”.
إقرأ المزيد :