جنوب إفريقيا : الحكومة تستجيب للضغوط السياسية وتتراجع عن زيادة ” القيمة المضافة ” .. والراند يرتفع مقابل الدولار

أعلنت وزارة المالية في جنوب إفريقيا، أنها لن ترفع ضريبة القيمة المضافة (VAT) اعتبارًا من الأول من مايو، بعد أن قوبل الاقتراح بمعارضة من الأحزاب السياسية وتسبب في توتر داخل الحكومة الائتلافية بجنوب إفريقيا .
وكان من المقرر رفع ضريبة القيمة المضافة تدريجيًا بنسبة نقطة مئوية واحدة موزعة على عامين، بدءًا من 0.5 نقطة في الأول من مايو 2025، و0.5 أخرى في العام التالي، ضمن تدابير لزيادة الإيرادات في موازنة 2025؛ بحسب ما نقلته شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية.
غير أن القرار أثار خلافًا بين الحزبين الأكبر في الائتلاف الحاكم، حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) والتحالف الديمقراطي (DA)، وهو ما أدى إلى تحديات قانونية وصلت إلى المحاكم، حيث حذر وزير المالية بجنوب أفريقيا إينوك جودونجوانا من أن عدم رفع الضريبة سيلحق ضررًا بالغًا بالمالية العامة.
وقدمت بعض الأحزاب السياسية الصغيرة مقترحات بديلة تشمل تخفيضات أكبر في الإنفاق بدلاً من زيادة الضريبة، إلا أن وزارة المالية قالت إن هذه المقترحات، رغم جدواها، لا توفر مصدرًا فوريًا للإيرادات في الأجل القصير.
وأكدت وزارة المالية بجنوب إفريقيا في بيان أن ضريبة القيمة المضافة ستظل عند مستواها الحالي البالغ 15%، وأن الوزير جودونجوانا سيقدم نسخة معدّلة من قانوني الاعتمادات وتقسيم الإيرادات خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف البيان أن قرار التراجع عن الزيادة جاء بعد مشاورات موسعة مع الأحزاب السياسية، وأخذ توصيات لجان البرلمان بعين الاعتبار.
وتتوقع حكومة جنوب إفريقيا أن يتسبب عدم رفع الضريبة بعجز إيرادات يبلغ نحو 75 مليار راند (4.02 مليار دولار) على المدى المتوسط، وأوضحت الوزارة أن البرلمان سيُطلب منه تعديل الإنفاق لضمان عدم الإضرار باستدامة المالية العامة للبلاد.
الراند يرتفع مقابل الدولار
وفي أول صدي للقرار ارتفع الراند الجنوب أفريقي في التعاملات المبكرة يوم وبحلول الساعة 0738 بتوقيت جرينتش، تم تداول الراند عند 18.60 مقابل الدولار، بارتفاع نحو 0.5% عن مستوى إغلاق الأربعاء.
وقد تسببت زيادة ضريبة القيمة المضافة في صراع سياسي على مدى أسابيع، وكشفت عن خلافات عميقة بين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والتحالف الديمقراطي في الحكومة الائتلافية الحاكمة.
لجأ الحزب الديمقراطي، وهو ثاني أكبر حزب في الائتلاف، إلى المحكمة للطعن في زيادة الضرائب، وصوّت ضد الإطار المالي في البرلمان بسبب ذلك.
كانت مخاوف الأسواق المالية من احتمال انسحاب التحالف الديمقراطي من الائتلاف أحد العوامل وراء انخفاض الراند إلى أدنى مستوى قياسي هذا الشهر، وكان العامل الآخر هو النفور من المخاطرة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في نهاية المطاف، واجهت عملية إعداد ميزانية ضعيفة بشكل محرج القيود الجديدة التي فرضها ضعف المؤتمر الوطني الأفريقي. لكن العلاقات بين المؤتمر الوطني الأفريقي والتحالف الديمقراطي متوترة الآن، إذ لا تزال خيارات التمويل الجديدة غير معروفة، وفقًا لدانيال سيلك، مدير شركة “بوليتيكال فيوتشرز كونسلتانسي”، في منشور على موقع “إكس”.
إقرأ المزيد :
اسيا العتروس تكتب : التهمة كره الرئيس ..ماذا وراء طرد واشنطن سفير جنوب إفريقيا