إريتريا: 5 شباب يبتكرون أول منتج بديل للبلاستيك القابل للتحلل الحيوي من أعشاب البحر
في إريتريا فاز فريق مكون من 5 أعضاء 4 فتيات وشاب، في مسابقة تنظمها شركة توتال إنيرجييز الفرنسية، تلك المسابقة التي اقامتها الشركة بمناسبة الذكرى المئوية للشركة، وتم تكريم 100 رائد أعمال من مختلف أنحاء القارة الأفريقية ومنحهم جوائز في ثلاث فئات،وفازت كل من صوفيا هايلي، وروداس بيرهاني، وسينيت سولومون، وسامراويت فانويل، وسابر عبد العليم – كفريق واحد لهذا العام في فئة “Cycle ‘Up”.
برنامج توتال إنيرجيز الفائز في إريتريا
هو برنامج لشركة النفط العالمية توتال إنيرجيز، أقيم في إريتريا مرتين ويقام للمرة الثالثة هذا العام، والغرض من التحدي هو تعزيز الابتكار وريادة الأعمال ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول الأفريقية التي تعمل فيها الشركة، ويعزز التحدي المجتمعات المحلية من خلال مساعدة رواد الأعمال الأكثر ابتكارًا في القارة على العمل على مشاريعهم.
وتمنح شركة توتال إنيرجيز جوائز لثلاثة فائزين من الفئات الثلاث: “Innov’Up” لأفضل رائد أعمال، و”Cycle ‘Up” لأفضل مشروع متعلق بالاقتصاد الدائري، و”Power ‘Up” لأفضل مشروع متعلق بالطاقة المستدامة وبأسعار معقولة. وقد شارك في المسابقة هذا العام ستة وخمسون شخصًا، وقد تم اختيار مشروعنا كأفضل مشروع في فئة “Cycle ‘Up”.
مشروع رواد اعمال إريتريا الفائز:
هو مشروع “إنتاج البلاستيك القابل للتحلل البيولوجي من الأعشاب البحرية البنية”ففي الوقت الذي يعاني فيه الكوكب من النفايات البلاستيكية التي تستغرق وقتًا طويلاً حتى تتحلل، تولد الشعور لدي الفريق الفائز بضرورة القيام بشيء ما به حيال ذلك، والعمل على مشروع في السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية (كجزء من استيفاء متطلبات درجة البكالوريوس في الهندسة)،لذلك اختاروا العمل على البلاستيك، لفهم المشاكل الحالية المرتبطة بالبلاستيك وتأثيرها على الكوكب وحياة الناس، لذلك وجد بعض الفريق الحلول التي تعزز استخدام المنتجات الطبيعية مثل الأرز والذرة والأعشاب البحرية.
بدأ فريق إريتريا بالبحث عن منتجات طبيعية يمكن إيجادها بسهولة ولكنها لا تسبب نقصًا غذائيًا للإنسان أو الحيوان، وبالفعل اكتشف الفريق أنه يمكن استخدام الأعشاب البحرية البنية كبديل للبلاستيك، وأخضع الفريق هذه المنتجات لتحليل واختبار صارمين للتوصل إلى منتج مصنوع من الأعشاب البحرية عملي وآمن للاستخدام، وتمكن في النهاية من إنتاج منتج قابل للتحلل البيولوجي يمكنه منافسة البلاستيك في قوته وجودته.
بعد الفوز بالجائزة الأولى، حصل الفريق على الجائزة المالية التي كان بحاجة إليها لصنع نموذج أولي، وبفضل النموذج الأولي الذي تم صنعوه، أصبحوا في وضع أفضل لتأمين التمويل اللازم لتعزيز رؤية مشروعهم، يأتي هذا المشروع في الوقت الذي بُذلت فيه محاولات في العديد من دول العالم الأول وشركات تنتج منتجات صديقة للبيئة يمكن أن تحل محل البلاستيك ولكنها ليست في المتناول، غير أن هذا الفريق كان محظوظًا لأنه يتمتع بسهولة الوصول إلى الموارد الطبيعية مثل الأعشاب البحرية التي تمكنهم من جعل مشروعهم عمليًا.
خلفية فريق إريتريا الفائز في المسابقة:
يذكر أن هذا الفريق الفائز في تحدي “ابدأ الجزء العلوي” لهذا العام في فئة “Cycle’Up”. يتكون من مجموعة من خمسة أعضاء، أربع إناث ورجل واحد، ذهبوا جميعًا إلى ساوا كأعضاء في الدفعة 32 بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية ثم ذهبوا إلى كلية العلوم والتكنولوجيا في ماي نفحي، حيث حصلوا جميعهم على درجات البكالوريوس في الهندسة الكيميائية،ويعملون الآن كمدرسين في أجزاء مختلفة من إريتريا مثل – أسمرة، ومنطقة آدي تيكيليزان الفرعية، ومنطقة شامبيكو الفرعية، ومنطقة فورو الفرعية – كجزء من خدمتهم العامة لمدة عام واحد قبل التخرج.
وعن شعورهم بالفوز الذي حققوه في المسابقة قالوا:
لقد شعرنا بسعادة بالغة عندما سمعنا بفوزنا، كما تعلمون، لا يواصل الطلاب عادةً العمل على مشاريعهم بعد تخرجهم من الكلية بغض النظر عن مدى جودة مشاريعهم ولكننا كنا محظوظين لأن شركة توتال إنيرجيز خلقت لنا فرصة جعلتنا متحمسين لاختبار مشروعنا على أرض الواقع والمساعدة في حل بعض المشاكل البيئية، لقد حفزتنا المساعدة التي تلقيناها من المنظمات الحكومية على العمل في مشروعنا.
وعن سر نجاحهم أفادوا وتكريمهم في إريتريا قالوا:
كان العمل الجماعي هو الذي دفعنا إلى المضي قدمًا حتى النهاية، فإذا شعر أحدنا بالرغبة في الاستسلام، كان باقي أعضاء الفريق يقفون بجانبه ويشجعونه على الاستمرار، ونحن جميعًا عنيدون للغاية فيما نفعله ولم نترك مجالًا للاستسلام، لقد استخدمنا بعض التعليقات التي كانت تهدف إلى تثبيط عزيمتنا عن متابعة أحلامنا كحافز لإظهار للناس أننا قادرون على تحقيق ذلك على الرغم من التحديات التي قد تعترض طريقنا، وأن بلدنا إريتريا فخورة بما قدمناه وما سنقدمه.
وحول نصيحتهم لشباب إريتريا قالوا:
إن النصيحة التي نود أن نقدمها للشباب في إريتريا وغيرها هي أن يستمروا في متابعة أحلامهم، ولا ينبغي للناس أن يستسلموا، المشكلة تكمن في الموقف: وكشباب، لا ينبغي لنا أن نترك أي سلبية في أذهاننا، وخاصة عندما نحاول تحقيق شيء ما، يجب أن تكون إمكانية نجاح مشروعك هي نقطة تحفيزك، إذا فشلت في النهاية، فلا بأس لأنك تعلمت بالفعل الكثير من العملية التي مررت بها، اتخذ الخطوة الأولى وكل شيء آخر يسير لصالحك، وخاصة مع الموقف الصحيح، لذا فإن نصيحتنا للشباب هي أن يكون لديهم حلم ويعملوا على تحقيقه بالعقلية الصحيحة والانضباط والالتزام، في نهاية المطاف، ستحقق أحلامك أو تتعلم درسًا قيمًا لأن ثمار يديك مذهلة.
وبسؤالهم عن الخطوة التالية في مجال الهندسة؟
قالوا: في الواقع، لدينا خطة كفريق، وإذا نجحت هذه الخطة، فلن نتوقف عند هذا الحد، وسنواصل البحث عن الأشياء التي ستساعد في حل مشاكل المجتمع، وفي الوقت الحالي، نعمل جميعًا كمدرسين، ونشعر أن هذه طريقة جيدة لرد الجميل للمجتمع. ولكن خطتنا هي تطبيق ما تعلمناه عن الهندسة الكيميائية والتوصل إلى المزيد من المنتجات التي ستكون مفيدة لمجتمعنا. وباعتبارنا أمة شابة، يمكننا أن نتعلم من أخطاء العالم المتقدم ونشارك في البحث عن المنتجات الصديقة للبيئة وتطويرها، وقالوا نحن ممتنون لعائلاتنا التي دعمتنا طوال الطريق، ومستشارنا المهندس راميش أ. بابو، والأشخاص الذين ساعدونا طوال عملية مشروعنا، ونحن ممتنون للفرصة التي أتيحت لنا لعرض فكرتنا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.