أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

بعد غياب 54 عاما .. الصومال يعود لعضوية مجلس الأمن الدولي

عاد الصومال إلى عضوية مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، وذلك للمرة الأولى منذ 54 عامًا. وجاء الإعلان الرسمي في الثاني من يناير 2025، في خطوة اعتبرها كثير من المحلليين تعكس تحولًا كبيرًا لبلد عانى عقودًا من الصراعات المسلحة والجفاف والانقسامات , فيما أشاد قادة الصومال بهذا الحدث، واعتبروه دليلاً على صمود الشعب الصومالي ووحدته، فضلاً عن التزام البلاد بالتعاون مع المجتمع الدولي في تعزيز السلام والاستقرار.

ليست مجرد شرف بل مسؤولية كبيرة

أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن عضوية الصومال في مجلس الأمن ليست مجرد شرف، بل مسؤولية كبيرة، مشددًا على التزام بلاده بتعزيز السلام والعدالة والحكم الرشيد على المستوى الإقليمي والدولي .
و قال في خطاب له بمناسبة عودة الصومال كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي وذلك للمرة الأولى منذ 54 عامًا، وفقا لوكالة الأنباء الصومالية صونا”،إن اليوم حقق الصومال إنجازًا تاريخيًا بعودته إلى عضوية مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، وجاء الإعلان الرسمي في الثاني من يناير 2025، في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا لبلد عانى عقودًا من الصراعات المسلحة والجفاف والانقسامات.
و أضاف في خطابه أنه “بعد 54 عامًا، يعود الصومال إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم هذا الإنجاز يعكس قوتنا وصمودنا ووحدتنا، رغم التحديات التي واجهناها على مدى العقود الماضية، مشيرا إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق دون الجهود المشتركة للصوماليين داخل الوطن وفي الشتات،موجها الشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، من العاملين في الداخل إلى أفراد جاليتنا بالخارج. إن صمودكم وتضحياتكم ساهمت في كتابة هذا الفصل الجديد من تاريخ الصومال”.

صوتا لشعوب المنطقة

و أوضح الرئيس الصومالي أن بلاده ستعمل خلال فترة عضويتها على أن تكون صوتًا يعبر عن تطلعات شعبنا وشعوب المنطقة، سنبذل قصارى جهدنا لتعزيز الحوار والسلام والحوكمة الجيدة، داعيا الصوماليين إلى اغتنام هذه الفرصة كحافز لتحقيق مزيد من التقدم، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة،وعلينا أن نواصل العمل معًا لتعزيز مكانة بلدنا وتحقيق التنمية والازدهار للأجيال القادمة”.
و أعلن أن الصومال قد سدد كافة المتأخرات المالية المستحقة للأمم المتحدة عن السنوات الـ34 الماضية، موضحا أن هذا الإجراء يُظهر التزام الصومال بمسؤولياته الدولية واستعداده للانخراط الفعّال مع المجتمع الدولي .
وقد أعرب الشعب الصومالي عن فخره بهذا الإنجاز من خلال احتفالات واسعة في مختلف المدن والمناطق الريفية، حيث يعتبر الكثيرون هذه الخطوة فرصة جديدة لترسيخ مكانة الصومال على الساحة الدولية وتعزيز دوره في القضايا الإقليمية والعالمية.
يُذكر أن عضوية الصومال في مجلس الأمن الدولي تأتي في وقت تسعى فيه البلاد لتعزيز دورها كلاعب أساسي في تحقيق الأمن والسلام في منطقة القرن الأفريقي والعالم.

بعثة الاتحاد الأفريقي

جدير بالذكر أن بعثة دعم واستقرار الاتحاد الإفريقي في الصومال (AUSSOM) بدأت عملها رسميًا في الأول من يناير؛ لتستكمل مهمة ضمان الحفاظ على الامن والسلام فى البلاد.
وأكد رئيس البعثة، محمد الأمين، أن البعثة الجديدة ستبني على الإنجازات التي تحققت في إطار عملية بعثة الانتقال التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال (ATMIS) السابقة، بهدف ضمان تحقيق الصومال للسلام والأمن على المدى الطويل.
وأشار إلى أنه خلال عام 2024، أحرزت بعثة ATMIS تقدمًا كبيرًا من خلال تسليم القواعد التشغيلية الأمامية إلى قوات الأمن الصومالية (SSF)، وذلك تماشيًا مع خطة الانتقال الصومالية.. وقال: “هذا يظهر أن قوات الأمن الصومالية اكتسبت الخبرة اللازمة لتولي مسؤوليات الأمن في البلاد بشكل مستقل”.
وأضاف: “نثمن دعم وتضحيات الشركاء الدوليين والدول المساهمة بالقوات والشرطة في بعثة ATMIS في رحلتهم لتمكين قوات الأمن الصومالية من خلال مبادرات تركز على تعزيز القوة وبناء القدرات”.
وبالتعاون مع شركاء التنمية؛ أطلقت بعثة ATMIS مجموعة من المشاريع السريعة الأثر، بما في ذلك بناء الآبار والفصول الدراسية ومراكز الشرطة وإعادة تأهيل المراكز الصحية، لتحسين حياة السكان في المناطق المحررة.
وقال الأمين: “أصبحت بعثة AUSSOM أخيرًا قيد التنفيذ اعتبارًا من الأول من يناير 2025، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2767 (2024). وستواصل البناء على الإنجازات التي تحققت في إطار ATMIS لضمان تحقيق الصومال للسلام والأمن على المدى الطويل”.
وأضاف أن الاتحاد الإفريقي سيواصل التزاماته تحت مظلة AUSSOM، مسترشدًا ببيانات مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن الصومال سينضم إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم في يناير 2025، بعد انتخابه بنجاح، واصفًا ذلك بأنه “إنجاز تاريخي” يمنح الصومال فرصة للمساهمة في السلام والأمن العالميين، لافتا إلى أن الصومال يواصل مساره نحو إنعاش الاقتصاد.
يشار إلى أنه خلال مارس 2024، أصبح الصومال عضوًا كاملاً في مجموعة شرق إفريقيا (EAC)، وهي كتلة تجارية إقليمية تضم سوقًا يزيد عدد سكانه عن 170 مليون نسمة؛ مما يعزز مسيرة الصومال نحو تحقيق الاستقرار والتقدم وانهاء صراع طويل الامد.

إقرأ المزيد 

الصومال .. بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة تبدأ مهام عملها رسميا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »