زلزال إثيوبيا : انهيار عشرات المنازل في « عفار » .. وذعر في أديس أبابا
ضرب زلزالا بلغت شدته 5.8 درجة إثيوبيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت ، تسبب في انهيار ٣٠ منزلا في إقليم عفر وفرار آلاف الاثيوبيين من منازلهم .
ووفقا لتقارير إعلامية إثيوبية وقع الزلزال على بعد 142 كيلومترا شرقي أديس أبابا، وعلى عمق بلغ 10 كيلومترات ، يأتي الزلزال عقب سلسلة من الزلازل الأقل شدة التي هزت إثيوبيا في الأيام القليلة الماضية.
و تعرضت نفس المنطقة الجمعة إلى زلزال بقوة 5.5 درجة،، وسلسلة زلازل أقل قوة تجاوزت الثلاثين على مدى الأسبوع الماضي.
ونقلت صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية عن جامعة أديس أبابا قولها ” إن زلزالًا بقوة 5 درجات على مقياس ريختر هز منطقة أواش فنتالي الجبلية في إقليم عفر شرقي إثيوبيا مساء الجمعة، شعر بها سكان عدة مناطق في العاصمة أديس أبابا.
وأوضح رئيس معهد الجيوفيزياء وعلوم الفضاء بالجامعة، أتالاي أييلي، في حديثه لـ”فانا ديجيتال”، أن المنطقة شهدت سلسلة زلازل متكررة مؤخرًا، وكان الزلزال الذي وقع في الساعة 8:01 مساءً هو الأقوى، حيث بلغت شدته 5.3 درجة، وسبقه زلزال آخر بقوة 5.2 درجة وقع في الساعة 5:27 عصرا.
وأكد أييلي أن سلسلة الزلازل التي حدثت الجمعة وصباح السبت تُعد الأقوى في الفترة الأخيرة، مشددا على ضرورة توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب أي تأثيرات سلبية على السكان المحليين.
وأشارت الصحيفة الإثيوبية إلي أن منطقة أواش فنتالي تقع على بُعد حوالي 229 كيلومترًا من العاصمة أديس أبابا، وتُعد جزءًا من الصدع الأفريقي العظيم، وهو أحد أكبر التصدعات الجيولوجية في القارة، ويشتهر بالنشاط التكتوني والبركاني، بالإضافة إلى وجود الينابيع الحارة.
وأفاد سكان منطقة أواش فنتالي في منطقة عفار بانهيار أكثر من 30 منزلاً بسبب الزلازل المتكررة، مما أجبر الكثيرين على الفرار من منازلهم والبحث عن ملجأ في المناطق المجاورة.
وقال أحد السكان لصحيفة أديس ستاندارد إن الزلازل المتكررة في منطقتي أواش فنتالي ودوليشا تسببت في أضرار واسعة النطاق في الممتلكات، وخاصة في منطقة سيجينتو كيبيلي في منطقة دوليشا، حيث يقع مصنع سكر كيسيم وسد كيسيم، بسعة 500 مليون لتر مكعب.
وأضاف أن “المنطقة الأكثر تضررا بالزلزال هي قرية سيجينتو كيبيلي في مقاطعة دوليتشا، حيث كانت الأضرار واسعة النطاق، والمنطقة الثانية الأكثر تضررا هي مقاطعة أواش فنتالي، حيث تنهار المنازل يوما بعد يوم”.
وبالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمنازل السكنية، كشف شهود عيان عن تضرر العديد من المدارس في المنطقة بشدة.
وأضاف شاهد العيان ” أن زلازل مماثلة حدثت منذ أواخر سبتمبر 2024، وأن المنازل التي تضررت سابقًا انهارت الآن بالكامل بسبب الهزات الأخيرة الأكثر شدة.
وذكرت أديس ستاندرد في تقريرها أن الأزمة المستمرة أجبرت العديد من الأشخاص على الفرار إلى أماكن قريبة أكثر أمانًا.
وأوضحت أديس ستاندرد أنه بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ، تم تسجيل 50 زلزالًا ضربت إثيوبيا منذ سبتمبر 2024، تتراوح قوتها بين 4.3 إلى 5.2 درجة، ويشمل هذا الإجمالي خمسة زلازل مسجلة في سبتمبر، والتي زادت إلى ثمانية في أكتوبر.
وبينما كان النشاط الزلزالي في نوفمبر خفيفًا نسبيًا، مع تسجيل ثلاث هزات أرضية، فقد اشتد في ديسمبر، ليصل إلى 36 هزة أرضية.
وفي مقابلة مع صحيفة أديس ستاندارد ، وصف أحد سكان أواش سيبا، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الوضع الحالي بأنه “خطير للغاية”.
كان الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والعلوم المائية بجامعة القاهرة ذكر أنه بدأ صباح الجمعة 3 يناير 2025 نشاط بركان دوفن (منطقة عفار) الذى يقع في منطقة الزلازل المستمرة حاليا والتى بدأت فى 21 ديسمبر الماضى وبلغت أكثر من 120 زلزال بين 4.3 – 5.2، حيث انبعاث الأبخرة والغازات والغبار وبعض الحبيبات الصخرية، النشاط الزلزالى مستمر حيث وقع اليوم حوالى 8 زلازل (حتى الساعة 3 مساء) بقوة تتراوح بين 4.5 – 5 درجة على مقياس ريختر وعمق 10 كم.
وقال شراقي في تدوينه علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ” تعمل الزلازل على مزيد من التشققات والفوالق مما يسمح للماجما أو المحاليل الساخنة من الاندفاع نحو سطح الأرض نتيجة الضغط الشديد وزيادة الأبخرة والغازات فى باطن الأرض، تتميز منطقة شرق أفريقيا بما فيه الهضبة الإثيوبية بقرب الماجما من سطح الأرض (40 كم) أكثر من أى مكان فى القارة الأفريقية (100 كم)، مما كون الجبال البركانية الاثيوبية وارتفاع بحيرة فيكتوريا إلى 1136 م فوق سطح البحر.
وأشار إلي أن بركان دوفن من النوع الطبقي (متعدد النشاط) يبلغ ارتفاعه 1151 م فوق سطح البحر، 450 م أعلى المناطق المجاورة، ولم يسجل نشاطا كبيرًا من قبل سوى تدفقات حمم بركانية صغيرة من خلال التشققات، قد يزداد النشاط البركانى إلى مزيد من الحمم البركانية، وقد يمتد أيضا إلى بعض البراكين المجاورة أهمها بركان فنتالي Fentale إلى الجنوب، والذي سجل آخر نشاط كبير له منذ أكثر من 200 سنة (1820) ويبلغ ارتفاعه 2007 مترًا ويتميز بفوهة بركانية كبيرة بقطر 4 كم وعمق 350 م.
وذكر أنه يوجد فى منطقة الأخدود الإثيوبية حوالى 59 بركان تكونوا فى العصر الجيولوجى الحديث منذ حوالى 12 ألف سنة، معظمها خامد عدا بركان “إرتا أليه” الذى بدأ نشاطه الحديث منذ عام 1967 ويزداد نشاطه بين الحين والآخر ففى عام 2005 حدث انفجار كبير أدى إلى موت 250 رأس من الماشية وأجبر آلاف السكان على الفرار.
اقرأ المزيد