أخبار عاجلةالرأي

 الدكتور مجدي الشيمي يكتب : التعليم الفني ومساهمته في تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا

بحلول منتصف هذا القرن، سوف تضم إفريقيا مليار طفل ومراهق دون سن 18 عاماً ” في سن التعليم ” أي ما يقرب من 40 % من اجمال الاطفال والمراهقين في الفئة العمرية ما بين 0 إلي 18 عاماً علي مستوي العالم، ويمكن للتركيبة السكانية الشابة أن تكون مصدرا ً قويا ً للنمو والتقدم في إفريقيا، وفي العالم كله أيضاً، إذا أتيحت للأطفال والمراهقين الفرص المناسبة للازدهار، وتطوير كامل إمكانياتهم.
وهناك إمكانيات رائعة لإستغلال البلدان الإفريقية لرأس مالها البشري، ولكن ينبغي أن تبذل الجهود الأن، في الوقت الحاضر، للالستثمار في تعليم الأطفال والشباب وتدريبهم. حينئذ ٍ فقط، يمكن للبلدان الإفريقية أن تضع
نفسها في موضع يمكنها من الاستفادة من فوائد “العائد الديمغرافي لزيادة الإنتاجية الاقتصادية – والذي يحدث عند وجود عدد كبير من السكان العاملين بالنسبة لعدد المُعالين .

التعليم الفني ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

يشهد التعليم الفني في أفريقيا تحولاً كبيراً، حيث يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة , تلعب المهارات التي يكتسبها الطلاب في المعاهد الفنية دوراً حيوياً في سد الفجوة بين العرض والطلب في سوق العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتطوير المجتمعات.
فالتعليم هو إحدى الوسائل الحاسمة التي يمكن من خلالها تطوير رأس المال البشري في إفريقيا. يمكن أن يساعد الاستثمار في التعليم في كسر حلقات الفقر بين الأجيال وفي التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويمكن الاستثمار في التعليم أن يؤدي إلى وجود قوى عاملة مؤهلة وقابلة للتوظيف تفي بمتطلبات أسواق العمالة من المهارات والكفاءات.
لاتزال حكومات إفريقية كثيرة ملتزمة بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، ولكن القطاع يظل قاصراً، حيث بلغ عدد الملتحقين بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني لكل 100000 شخص في افريقيا 762 شخصاً بالمقارنة بعدد 801 شخصاً علي المستوي العالمي، وفي المتوسط بلغت النسبة المئوية للشباب ما بين سن 15 إلي 24 عاماً المسجلين في التعليم المهني 3 %.

أهمية التعليم الفني في افريقيا:

• تلبية احتياجات سوق العمل: يساهم التعليم الفني في سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، من خلال تزويد الطلاب بالمهارات العملية اللازمة.
• التنمية الاقتصادية: يعزز التعليم الفني النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية وتطوير المنتجات والخدمات.
• مكافحة البطالة: يوفر التعليم الفني فرص عمل للشباب، مما يساهم في خفض معدلات البطالة.
• التحول الرقمي: يدعم التعليم الفني عملية التحول الرقمي في القارة من خلال تزويد الطلاب بالمهارات الرقمية اللازمة.
• تعزيز الإنتاجية: يساهم التعليم الفني في رفع مستوى الإنتاجية في مختلف القطاعات، مما يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي.
• الابتكار والريادة: يشجع التعليم الفني على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، مما يعزز روح الابتكار والريادة لدى الشباب.
• التنمية المستدامة: يساهم التعليم الفني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير الطاقة المتجددة، وحماية البيئة، وتطوير الزراعة المستدامة.
التحديات التي تواجه التعليم الفني في أفريقيا:
• نقص التمويل: يعاني التعليم الفني في أفريقيا من نقص التمويل، مما يؤثر على جودة التعليم والبنية التحتية.
• نقص المعلمين المؤهلين: هناك نقص في المعلمين المؤهلين في مجال التعليم الفني، مما يؤثر على جودة التدريس.
• النظرة الدونية للتعليم الفني: لا يزال هناك اعتقاد خاطئ بأن التعليم الأكاديمي هو الخيار الأفضل، مما يؤدي إلى عزوف الطلاب عن الالتحاق بالمعاهد الفنية.
• عدم تطابق المناهج مع احتياجات سوق العمل: في بعض الحالات، لا تتناسب المناهج الدراسية في المعاهد الفنية مع متطلبات سوق العمل الفعلية.
• ضعف الارتباط بسوق العمل: لا يوجد ارتباط كاف بين التعليم الفني واحتياجات سوق العمل، مما يقلل من فرص حصول الخريجين على عمل.

فرص تطوير التعليم الفني في أفريقيا

• الشراكة بين القطاع العام والخاص: يمكن للشراكة بين القطاع العام والخاص أن تساهم في تطوير التعليم الفني وتوفير التمويل اللازم.
• تطوير المناهج الدراسية: يجب تطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع متطلبات سوق العمل وتشمل المهارات الرقمية.
• تدريب المعلمين: يجب توفير برامج تدريبية للمعلمين لرفع كفاءتهم وتزويدهم بالمهارات الحديثة.
• تشجيع ريادة الأعمال: يجب تشجيع ريادة الأعمال بين خريجي التعليم الفني من خلال توفير الدعم المالي والفني.

دور الحكومات والمنظمات الدولية:

• زيادة الاستثمارات: يجب على الحكومات زيادة الاستثمارات في التعليم الفني وتوفير الموارد اللازمة لتطوير البنية التحتية والمعامل والمختبرات.
• تطوير المناهج الدراسية: يجب مراجعة المناهج الدراسية بانتظام لضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل المتغيرة.
• تشجيع الشراكات: يجب تعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتطوير التعليم الفني.
• تغيير النظرة المجتمعية: يجب العمل على تغيير النظرة المجتمعية للتعليم الفني وتسليط الضوء على أهميته في تحقيق التنمية المستدامة.

أمثلة على برامج التعليم الفني الناجحة في أفريقيا

• مراكز التدريب المهني: توجد العديد من مراكز التدريب المهني في أفريقيا تقدم برامج تدريبية في مختلف المجالات.
• الشراكات مع الشركات: تقوم العديد من الشركات بالشراكة مع المؤسسات التعليمية لتوفير برامج تدريب عملي للطلاب.
• المبادرات الحكومية: تبنت العديد من الحكومات الأفريقية مبادرات لتطوير التعليم الفني.
وختاماً يمكن القول: بأن التعليم الفني في أفريقيا يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. من خلال الاستثمار في التعليم الفني وتطويره، يمكن لأفريقيا أن تبني اقتصاداً قوياً ومستداماً، وتحسن مستوى معيشة مواطنيها.

  • الدكتور مجدي الشيمي : متخصص في الشئون الافريقية ومؤسس مبادرة حدوتة افريقية وأمين المعهد الفني الصناعي بالصحافة

إقرأ المزيد :

الدكتور مجدي الشيمي يكتب : الاقتصاد في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »