كأس أمم إفريقيا: لقبان كاميرونيان وتونس تبتسم على أرضها
لم يكن وارداً أن يلجأ الاتحاد الإفريقي إلى فكرة التنظيم المشترك، وفي الدورة الثانية والعشرين بالذات، لانه كان منح سابقاً شرف احتضان العرس الإفريقي إلى زيمبابوي، بيد أنه عاد وسحب منها الاستضافة في 8 فبراير 1999 بسبب تأخر بدء الأعمال في الملاعب.
استضافت غانا المباراة الافتتاحية ونيجيريا النهائي الذي أحرزته الكاميرون بعد عروض جيّدة، خصوصاً في الأدوار الاقصائية.
بدأت الكاميرون النهائيات بتعادل مع غانا 1-1، ثم سحقت ساحل العاج 3-0، قبل أن تتعرّض لخسارة مفاجئة أمام توجو 0-1.
تخطّت الجزائر بصعوبة في ربع النهائي 2-0، ثم لقّنت تونس درساً في نصف النهائي بثلاثية نظيفة، قبل أن تنتزع الكأس للمرة الثالثة في تاريخها بعد 1984 و1988 على حساب نيجيريا بفوزها عليها 4-3 بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 بهدفي صامويل إيتو وباتريك مبوما.
في المقابل، خيّبت غانا آمال جمهورها بسبب عروضها وخروجها من ربع النهائي، بخسارتها أمام جنوب إفريقيا 0-1.
ولم تسلم نيجيريا من انتقادات عشّاقها خصوصاً بعد عرضها السيّئ أمام السنغال في ربع النهائي، عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من توديع المسابقة، حيث تقدّمت السنغال 1-0 حتى الدقائق الأخيرة قبل أن تنتزع نيجيريا الفوز في الوقت الاضافي.
عربياً، تألق المنتخب التونسي في البطولة وبلغ نصف النهائي حيث خسر أمام الكاميرون 0-3، قبل أن يخسر أمام جنوب إفريقيا 3-4 بركلات الترجيح (الوقت الاصلي 2-2) ليحل رابعاً.
وتوقفت مسيرة المنتخبين المصري والجزائري في الدور ربع النهائي، بخسارة الأوّل أمام تونس 0-1، والثاني أمام الكاميرون 1-2. أما المغرب، فخرج من الدور الأوّل بحلوله ثالثا في مجموعة “الموت” خلف نيجيريا وتونس.
ركلات الترجيح أيضاً
احتفظت الكاميرون بلقبها عندما أحرزت نسخة 2002 في مالي، رافعة رصيدها إلى 4 ألقاب. وباتت ثالث منتخب يحقّق هذا الانجاز بعد غانا ومصر.
فرضت الكاميرون نفسها في الدورة بتحقيقها 3 انتصارات متتالية في الدور الأوّل، ثم تغلّبت على مصر 1-0 في ربع النهائي، ومالي المضيفة 3-0 في نصف النهائي، قبل أن تهزم السنغال في النهائي بركلات الترجيح 3-2 (الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر).
وكانت المرة الثانية توالياً تبتسم فيها ركلات الترجيح للكاميرون بعد دورة 2000 في نيجيريا وغانا، عندما تغلّبت على النيجيريين في عقر دارهم.
وكانت السنغال مفاجأة الدورة ببلوغها المباراة النهائية متسلحة بمعنوياتها العالية، بعد حجزها بطاقة التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخها.
عربياً، تباينت النتائج، فكانت مصر الوحيدة التي تخطت الدور الأوّل قبل أن تخسر أمام الكاميرون 0-1 في ربع النهائي، فيما خرج المغرب والجزائر وتونس من الدور الاول. وحلّت نيجيريا ثالثة بفوزها على مالي المضيفة 1-0.
النسور يحلّقون
استضافت تونس النهائيات للمرة الثالثة عام 2004، فكانت ثابتة لأنها أعلنتها بطلة لإفريقيا للمرّة الأولى في تاريخها. وكانت المباراة النهائية عربية وجمعت تونس والمغرب فانتهت لصالح الأولى 2-1.
أخرج منتخب “نسور قرطاج” السنغال القوية من ربع النهائي بهدف جوهر المناري، ونيجيريا من نصف النهائي بركلات الترجيح 5-3 (1-1)، قبل أن يهزم المغرب 2-1 في المباراة النهائية، ليحقّق مدرّبه الفرنسي روجيه لومير إنجازاً نادراً بجمع لقبين قاريين (كأس أوروبا مع فرنسا وإفريقيا مع تونس).
من جهته، أبهر المنتخب المغربي المتتبعين بقيادة مدرّبه المحلي حارس مرماه الدولي السابق بادو الزاكي وبلغ المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، بتشكيلة من الشباب الواعدين المحترفين في أوروبا.
والتقى المغرب مع جارته الجزائر في ربع النهائي في مباراة مجنونة تقدّم خلالها الجزائريون في الدقيقة 84، بيد أن المغرب حوّل تخلفه إلى فوز 3-1 بعد التمديد.
وسحق المغرب مالي في نصف النهائي برباعية نظيفة، قبل أن يسقط في الامتحان الأخير أمام تونس بهدف ليوسف المختاري (38) مقابل هدفين للبرازيلي الأصل فرانسيليدو دوس سانتوس (5) وزياد الجزيري (52).
استذكر الجزيري تلك البطولة “اتفقنا أن كل لاعبي المنتخب نجوماً كانوا أم الآخرين ومشاركين في المباريات أو على دكة البدلاء، يحصلون على نفس المبلغ من المنح والامتيازات فكنا جميعاً على نفس الدرجة من المساواة وهذا كان سر نجاحنا”.
أما المنتخب المصري، فخرج من الدور الأوّل بعدما حلّ ثالثا في مجموعته برصيد 4 نقاط بفوز على زيمبابوي 2-1 وخسارة أمام الجزائر 1-2، وتعادل مع الكاميرون 0-0.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.