مصر .. البابا تواضروس: ثورة 30 يونيو عدلت الموازين وخلقت حياة جديدة للمصريين
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ” إنه في عام 2011 حدثت فوضى ومتاعب وصراعات في مصر وعدم استقرار، منوها في الوقت نفسه إلى أن ثورة 30 يونيو عام 2013 عدلت الموازين وخلقت حياة جديدة للمصريين؛ في إشارة إلى دستور جديد وبرلمان جديد ورئيس جديد، وفترة انتقالية التي ترأسها المستشار عدلي منصور وعقب ذلك انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف البابا تواضروس الثاني -في حوار خاص مع القناة “الأولي” المصرية اليوم السبت ” أن مصر شهدت أحداثا كبيرة منذ 2011 حتى 2013، واستقرت الأمور عقب ذلك.
ونوه إلى أن البابا شنودة خدم الكنيسة حتى آخر لحظة، حتى تنيح في مارس 2012، مضيفا “أنه تم اختيار رئيس للبلاد في يونيو عام 2012 ، وكان المصريون يعيشون في قلق جراء التغيرات للأسوأ وعدم الاستقرار، مبينا أنه تم اختياره للقداسة خلال شهر نوفمبر في عمق الأحداث الجارية “.
وتحدث البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أيضا عن الهجمات الإرهابية التي طالت الكنائس في عدة فترات ووصفها بأنها كانت شديدة الصعوبة، مؤكدا أن مثل هذه الهجمات لم تعتاد مصر عليها.
وأوضح البابا تواضروس – في حوار خاص مع القناة “الأولي” المصرية اليوم /السبت/- أن الهجمات التي شهدتها الكنائس في أغسطس عام 2013 كانت الأصعب وتوالت بعدها سلسلة الاستهدافات في عامي 2016 و 2017.
وأكد البابا تواضروس أنه في هذه الفترة كان الأهم وما شغل ذهنه هو أمن البلد، قائلا” الطوب اللي بيتهد ممكن يتبني تاني العنف اللي كان موجود مكنش طبيعة المصريين وكنت متأكد أنه خارج إطار المصريين”.
وعن الاحتفال بأعياد الميلاد، قال البابا تواضروس ” إحنا المصريين بنحب الأعياد وبنحب الفرحة وبنحب اللمة وده من أيام الفراعنة وعيد الميلاد له خصوصية عندنا لأن العالم بيحتفل بيه في تاريخ سابق عن التاريخ بتاعنا، وده اختلاف فلكي ليس أكثر، الحاجة المهمة أن الاحتفال دائما يبقى في بداية السنة”.
وتمنى البابا تواضروس أن يكون هذا العام ملئ بالأحداث الطيبة بعيدا عن الأزمات.
البابا تواضروس: الرئيس السيسي مصدر للطمأنينة لجميع المصريين
كان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، موضحًا أن حضور الرئيس السيسي لقداس عيد الميلاد بكاتدرائية “ميلاد المسيح” في العاصمة الإدارية يؤكد حرصه على تقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، كذلك فهو مصدر للطمأنينة ويبثها لجميع المصريين في كل الأزمات التي تواجه الوطن، لافتا إلى أنه عندما يكون القائد مطمئنًا يبعث برسائل الطمأنة للجميع، مقدمًا التهنئة بنجاح مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ، وأنه يأمل أن يكون للنظام العالمي قدرة على التعامل مع قضايا المناخ.
وقال البابا تواضروس -في كلمته خلال قداس عيد الميلاد المجيد من كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية- : “نرفع كل التهنئة بالعام الجديد وعيد الميلاد المجيد، ونهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حافظ على هذا التقليد الجميل الذي يفرح كل المصريين في كل العالم، ونصلي من أجل أن يعطيه الله الصحة والتوفيق والقيادة الحكيمة، ونصلي من أجل كل المسئولين في بلادنا العزيزة، ونصلي من أجل سلام العالم ومن أجل أن يعطي الله سلاما وهدوءًا لكل العالم”.
وقدم البابا تواضروس الثاني الشكر للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، حيث قدم التهنئة هاتفيا، كما شكر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الذي قدم التهنئة في المقر البابوي، وكذلك رئيسي مجلسي النواب والشيوخ، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، كما قدم الشكر لكافة الوزراء والمحافظين ورجال الدولة والسفراء الذين قدموا التهنئة بعيد الميلاد المجيد.
كما قدم البابا تواضروس التهنئة لجميع الأساقفة والكهنة وكل الشعب في مصر وكل مكان في العالم، في إفريقيا وأمريكا وأوروبا ومنطقة الخليج والدول الآسيوية.
وقال البابا تواضروس الثاني إنه لا يوجد شخص من البشر يختار توقيت أو مكان ميلاده، ولكن السيد المسيح في ملء الزمان رتب وخطط لذلك، فهو اختار قرية صغيرة تتبع اورشاليم، وكان وقت اكتتاب وإحصاء، فكانت المدن والقرى مزدحمة، لأن كان لابد لكل شخص أن يعود إلى بلاده، لافتا إلى أن اسم السيد المسيح “عمانوئيل” يعني أن الله معنا وهو أمر يعطينا السعادة والطمأنينة.
وأضاف أن أهم ما يميز حدث الميلاد أن المسيح يسوع جاء وصار معنا، وهو يعلمنا كذلك أن حياة الإنسان يجب أن يكون فيها ثمر، ففي قرية صغيرة تدعي “بيت لحم” قدم مزود صغير يولد فيه المسيح، والبشرية قدمت السيدة العذراء مريم، لذلك نقول أنها فخر جنسنا، وهنا لابد أن يكون لكل إنسان ثمر في حياته.
وأشار إلى أنه على الإنسان أن يكون له ثمر، فهناك 5 أنواع منها، من بينها الأولاد عندما نربيهم حسنا ويخدموا المجتمع بعد ذلك، والنوع الثاني من الثمر هو من يستطيع أن يقدم أبناء ليس عن طريق الجسد ولكن من خلال التلمذة والتسليم الإنساني، وهى تربية إنسانية يقدم فيها الشخص خبرته للآخرين حتي يستفيدوا منها، والنوع الآخر من الثمر هو من يستطيع أن يقدم اختراعات من أجل البشرية ومن أجل فائدتهم كلهم.
وتابع قائلًا: “النوع الرابع من البشر هؤلاء الذين يثمرون مواهب مختلفة في حياتهم، مثل الرياضة والأدب والموسيقي، ونتذكر الأديب العالمي نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل، والدكتور طه حسين، وفي كل مجال يوجد مواهب تثري حياة العالم كله، أما النوع الخامس فهؤلاء الذين يقدمون خدمات، مثل الذين يقدمون خدمات لذوي الهمم أو الأرامل أو الأيتام، أو الخدمات الطبية، ونذكر الدكتور البروفيسور مجدي يعقوب الذي قدم العلاج مجانا وأسس سلسلة تسمى “سلاسل الأمل” ووهب نفسه لخدمة البشرية”.
إقرأ أيضا :
مصر .. البابا تواضروس يجري فحوصات طبية إثر تعرضه لحالة إجهاد خلال قداس عيد الميلاد