غضب إفريقي من تصريحات ” ماكرون ” .. ديبي : الرئيس الفرنسي أخطأ في الحقبة الزمنية .. والجزائر ترفض وتدين
أثارت نصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اتهم فيها الدول الإفريقية بالجحود وأنها لم تشكر بلاده علي الدعم الذي قدمته للقارة في محاربة الإرهاب خاصة في منطقة الساحل والصحراء , حالة من الغضب والاستنكار في عدد من الدول الإفريقية, حيث أعلنت تشاد والسنغال استنكارها بشدّة تصريحات ماكرون , مؤكده أن الرئيس الفرنسي أخطأ في الحقبة الزمنية .
ديبي : ماكرون أخطأ في الحقبة الزمنية
وأعرب الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو اليوم الثلاثاء عن استيائه من تصريحات ماكرون , معتبراً أن الرئيس الفرنسي “أخطأ في الحقبة الزمنية” , وقال الرئيس التشادي في كلمة ألقاها في القصر الرئاسي وبثتها الصفحة الرئاسية التشادية على “فيسبوك”، “أود أن أعرب عن استيائي من التصريحات التي أدلى بها أخيراً الرئيس ماكرون وتصل إلى حد الازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة، وأعتقد أنه أخطأ في الحقبة الزمنية”.
وشدد الرئيس محمد إدريس ديبي علي أن قرار نجامينا إنهاء اتفاق التعاون العسكري مع فرنسا هو قرار سيادي خالص لتشاد”.
وأعرب وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله عن قلق نجامينا عن العميق عقب تصريحات ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة” , مشددا في بيان تلاه التلفزيون الرسمي أنه “ليست لديه أي مشكلة مع فرنسا”، لكن بالمقابل “يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي” , مؤكدا على أنّ “الشعب التشادي يتطلّع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي وبناء دولة قوية ومستقلة”.
وشدّد وزير الخارجية التشادي على “الدور الحاسم” لأفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين وهو دور “لم تعترف به فرنسا أبدا”، فضلا عن “التضحيات التي قدّمها الجنود الأفارقة”.
وقال كلام الله “خلال 60 عاما من الوجود الفرنسي كانت مساهمة فرنسا في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الاستراتيجية الخاصة، من دون أيّ تأثير حقيقي دائم على تنمية الشعب التشادي”.
سونكو .. لولا الجنود الأفارقة لربما كانت فرنسا اليوم لا تزال المانية
وهاجم رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، ماكرون مؤكدا أنّه لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي “لربما كانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية”.
وقال سونكو في بيان إن “فرنسا لا تمتلك لا القدرة ولا الشرعية لضمان أمن أفريقيا وسيادتها. بل على العكس من ذلك، فقد ساهمت في كثير من الأحيان في زعزعة استقرار بعض الدول الأفريقية مثل ليبيا، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة لوحظت على استقرار وأمن منطقة الساحل”.
إدانه جزائرية
وأعربت الحكومة الجزائرية عن رفضها وإدانتها للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي, واصفة إياها ب”التدخل السافر وغير المقبول في شأن جزائري داخلي”, حسبما أفاد به اليوم الثلاثاء بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية.
وجاء في البيان: “لقد اطلعت الحكومة الجزائرية باستغراب شديد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر, والتي تهين, في المقام الأول, من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة”.
وأكد ذات المصدر أن هذه التصريحات “لا يمكن الا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة لما تمثله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي”.
وأضاف البيان أن “ما يقدمه الرئيس الفرنسي زورا وبهتانا كقضية متعلقة بحرية التعبير ليست كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة, بل يتعلق الأمر أساسا بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد, وهي جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري”.
ماكرون : لا نزال من دول الساحل الأفريقي أن تشكر باريس
كان الرئيس إيمانويل ماكرون قال في كلمة أمام سفراء بلاده بمؤتمر سنوي بشأن السياسة الخارجية الفرنسية لعام 2025، الإثنين ” إنه لا يزال ينتظر من دول منطقة الساحل الأفريقي أن تشكر باريس على منع وقوعها في أيدي المتشددين، ورفض التلميح بأن بلاده تم إجبارها على الخروج من المنطقة.
وأوضح الرئيس الفرنسي ماكرون إن فرنسا كانت على حق عند التدخل عام 2013 لمحاربة المتشددين الإسلاميين حتى لو نأت هذه الدول بنفسها الآن عن الدعم العسكري الفرنسي.
وبنوع من العتاب، قال ماكرون “أعتقد أنهم نسوا أن يشكرونا، ولكن لا بأس، سيأتي ذلك في الوقت المناسب”. وانسحبت القوات الفرنسية في السنوات القليلة الماضية من مالي والنيجر وبوركينا فاسو بعد انقلابات عسكرية متتالية، وهي في سبيلها الآن للانسحاب من تشاد والسنغال وساحل العاج.
وأضاف ماكرون “ما كان لأي منها أن تصبح دولة ذات سيادة لولا نشر الجيش الفرنسي في هذه المنطقة”. ونفى ماكرون مقولة إن باريس طردت من المنطقة، موضحا أن فرنسا قررت إعادة تنظيم استراتيجيتها. وقال “لا، فرنسا لا تتراجع في أفريقيا، بل تعمل على إعادة تنظيم نفسها فحسب”.
وبشأن قضية بوعلام صنصال، اعتبر الرئيس الفرنسي أن الجزائر “تسيء إلى سمعتها” بعدم إطلاق سراح الكاتب الفرنسي-الجزائري الذي أوقف منتصف نوفمبر.
وقال أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه: “الجزائر التي نحبها كثيرا والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج”.
وتابع “نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، أحث حكومته على إطلاق سراح بوعلام صنصال”، مضيفا أن هذا “المناضل من أجل الحرية… محتجز بطريقة تعسفية تماما من قبل المسؤولين الجزائريين”.
إقرأ المزيد
حليف أفريقي يوجه لطمة جديدة لـ ” فرنسا ” .. وخبراء : نكسة وضربة مؤلمة