وزير خارجية الصين يبدأ زيارة لـ 5 دول إفريقية وتشمل مقر الاتحاد الافريقي والجامعة العربية
موسي فقي:عدم تمثيل دائم لأفريقيا في مجلس الأمن ليس عدلاً ولا يحق للآخرون تقرير مصائرنا
بدأ وزير خارجية الصين الجديد تشين جانغ، جولة خارجية إلى عدة دول إفريقية، هي الأولي له عقب توليه مهام عمله، وتأتي هذه الجولة كتقليد معتاد للصين منذ عام 1991، والذي يبدي إهتمام كبير بالقارة الافريقية بهدف تنمية العلاقات الصينية الإفريقية.
وخلال دعوة تلاقاها الوزير الصيني من الاتحاد الأفريقي تجنب التعليق علي دعوة لضرورة تمثيل دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأفريقيا.
وفي حديثه في افتتاح المقر الذي بنته الصين للمراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، أكد تشين على أهمية شراكة الصين مع إفريقيا في الأمن والتنمية الاقتصادية.
ومن جانبه قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في مؤتمر صحفي مشترك إن عدم وجود تمثيل دائم لأفريقيا في مجلس الأمن “قضية ساخنة” معتبرا أن معظم القضايا المطروحة على جدول أعمال المجلس تتعلق بالدول الأفريقية.
وقال “من غير المقبول أن يقرر الآخرون مكان الآخرين. هذا ليس عدلا. نحن بحاجة إلى نظام جديد على المستوى الدولي يحترم مصالح الآخرين”.
يذكر أنه ومنذ أكثر من ثلاثة عقود يبدأ وزراء خارجية الصين فترات عملهم بزيارة إفريقيا ، التي ينافس سكانها الصين كقار. استثمرت الصين بكثافة في البنية التحتية في البلدان الأفريقية ، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والمستشفيات.
ورفض تشين فكرة تنافس الصين في إفريقيا مع الولايات المتحدة ، التي سعت الشهر الماضي إلى إعادة تأكيد نفوذها من خلال قمة أمريكية أفريقية في واشنطن.
وقال تشين “ما تحتاجه أفريقيا هو التضامن والتعاون ، وليس منع المنافسة. لا أحد لديه الحق في إجبار الدول الأفريقية على الانحياز إلى جانب معين”.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي: “أفريقيا ترفض اعتبارها ساحة لتبادل النفوذ … نحن منفتحون على التعاون والشراكة مع الجميع ، لكن مبادئنا وأولوياتنا ومصالحنا يجب احترامها. الشراكة لدينا مع الصين يقوم على هذه المبادئ “.
واعتبر محللون سياسيون أن زيارة الوزير الصيني، التي تشمل إثيوبيا والغابون وأنغولا وبنين ومصر إضافة إلى مقري الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، رحلة استكشافية “ ضمن المساعي التي تبذلها الصين لتوسيع نفوذها الخارجي، في ضوء الحرب الباردة الجديدة مع الغرب، والقوي الكبري في العالم والتي تسعي للبحث عن موطئ قدم في هذه القارة، وسط نفوذ صيني يتسع ومحاولات أميركية وروسية لسحب البساط.
ويساور الولايات المتحدة قلق كبير من التوسع المتزايد للنشاط التجاري الصيني في إفريقيا، وتعتبر الإدارة الأميركية أن حضور بكين في القارة سيفضي إلى توسيع النفوذ الاقتصادي لها. وتعد الصين أكبر شريك تجاري رئيسي لقارة إفريقيا، ومستثمرا بارزا في مشروعات البنية التحتية والتعدين، حيث أظهرت بيانات الهيئة الوطنية العامة للجمارك أن التجارة بين الصين وإفريقيا وصلت إلى 254.3 مليار دولار في 2021، بزيادة 35.3 بالمئة على أساس سنوي.
لمن الغلبة في إفريقيا؟
وحول أهداف وتوقيت الجولة الصينية، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الصين تعمل على توسيع نفوذها في أنحاء العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا، موضحة أن “مثل هذه الزيارة، وهي الأولى لوزير الخارجية، تهدف إلى التأكيد على الصداقة بين هذه الدول والصين، ومع ذلك، في ضوء الانتقادات الموجهة لدبلوماسية فخ الديون يبدو أن هذه رحلة استطلاعية تعكس رؤية الصين لنفسها وعلاقتها بالعالم وموقعها التاريخي من إمبراطوريتها».
واعتبرت المتحدث أن الرحلة “ لا تتعلق بإعادة تأكيد العلاقات الودية والطريقة التي تؤثر بها بكين على شعوب الدول المعنية، بل تتعلق أكثر بالرسائل السياسية رفيعة المستوى، وتحديد التوقعات من المساهمات المالية التي ستساهم بها الصين في الحكومات ومستوى التأثير السياسي داخل البلدان التي يمكن أن تتوقعها في المقابل».
و”تتطلع الصين أيضا إلى تأكيد مكانتها كقوة عظمى في إفريقيا في ضوء الحرب الباردة الجديدة مع الغرب، لا سيما لتأكيد الوصول أو الاحتكار غير المقيد إلى معادن الأرض النادرة والموارد الطبيعية الأخرى في إفريقيا، التي لها أهمية خاصة لاقتصاد الصين والمصالح العسكرية”، وفق تسوكرمان. وتستطرد الخبيرة الأميركية: “يشمل الصراع على النفوذ والموارد الطبيعية في إفريقيا العديد من البلدان، الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيران وتركيا وغيرها، ورغم حقيقة أن الصين وروسيا وإيران وتركيا متحالفون إلى حد كبير ضد المصالح المؤيدة للغرب، فإن كلا المعسكرين ليسا موحدين بشأن إفريقيا، وكل دولة معنية تسعى لتحقيق مصالحها المستقلة».
وترى أن “الولايات المتحدة تعاونت مع فرنسا في عمليات محدودة لمكافحة الإرهاب ومستوى معين من جمع المعلومات العسكرية في إفريقيا، لكن بخلاف ذلك كانت لدى باريس رؤية قوية جدا لاستمرار النفوذ السياسي في غرب وشمال إفريقيا، في حين كانت الولايات المتحدة أكثر انفصالا».
وتقول تسوكرمان إن الولايات المتحدة تسعى حاليا إلى إقامة علاقات فردية مع بعض الدول الإفريقية التي تركز على مصالح محددة، بما في ذلك الأمن، لكن “ليس لديها استراتيجية أو رؤية كبرى لزيادة وجودها أو حتى لتحقيق أهدافها الاقتصادية والأمنية، وهذا هو السبب في أن الصين ستهيمن على الأرجح على إفريقيا في السنوات المقبلة، كونها لديها الموارد والإرادة السياسية في القمة لمتابعة أجندتها، وتركز على التأثير الاقتصادي الفعال، وترك النشاط العسكري ومعارك مكافحة الإرهاب للآخرين».
وترى أن الصين تعتمد على علاقات فعالة مع الحكومات الإفريقية، عبر دعم سخي لتشييد البنى التحتية التي تشتد الحاجة إليها في أنحاء القارة.
وختمت حديثها قائلة: “الغلبة في إفريقيا ستكون للصين، فالغرب، خاصة أميركا وفرنسا، ركزا حصريا على مكافحة الإرهاب والهيمنة السياسية المحدودة، من دون إحداث أي تأثير في مكافحة الإيديولوجيات المتطرفة ومحاربة الفساد، أو إنتاج تأثير اقتصادي إيجابي قابل للتطبيق، نتيجة لذلك طردت فرنسا إلى حد كبير من العديد من دول غرب إفريقيا، وحتى وقت قريب لم تأخذ الولايات المتحدة القضايا الإفريقية على محمل الجد على الإطلاق، لكن هناك لاعب جديد وهو اليابان التي تتطلع بشكل متزايد إلى العودة إلى وضع العالمية من خلال القوة الناعمة ومبادرات الأعمال».
اقرا ايضا:-
أفريقيا.. 50 زعيما افريقي تستضيفهم قمة أمريكية – أفريقية تركز على روسيا والصين
الرئيس الصيني يؤيد انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين