يدخل سلمان الغرفة ويخرج والسكين عليها دماء.
يتخلص سلمان من الجثة بدفنها في احدي الغرف، يخلد للنوم بدمٍ بارد؛
يستيقظ سلمان صباحا يرتدي أفخر الثياب، ويكتحل بكحلة السحري،
وينزل الي السوق فيجد الجميع في انتظاره لقد حضر الشيخ سلمان، ويقدمون له ما لذ وطاب فهذا يقدم الطعام وذاك يقدم الشراب وهذا يتمسح به.الناس يتهامسون الشيخ ده بركة! وهو مندهش من كلمة الشيخ ويأتي موعد الصلاة فيحاول ان يذهب الي بيته ولكنهم يمسكون به ويصرون ان يأُمهم في الصلاة،
ولكنه يرفض وهم يُصرون؛ وفجاءة يجد الرجل الذي يعرفه أمام المسجد ويسلم عليه ويقول اذهب وصلي معهم ولكن إياك أن تتوضأ! فأنت طاهر دائما!
ويدخل ويصلي بهم إمام وبعد انتهاء الصلاة وبينما وهو في طريقة الي بيته تتبعه امرأة، ويحدث مثلما يحدث كل مرة من اتباعه وفعل الفاحشة.
وتتوالي الايام ولكن لاحظ شيئا عجيبا
ان الرجل يأتيه بعد ان يجامع النساء وأحيانا يقول له اقتل هذه واحيانا يقول له اتركها؛ وهو لا يعرف السر
وحاول ان يسأل ولكن الرجل رفض الإجابة.
وتوالت غيابات النساء اللاتي قتلن وأصبحن حديث الناس أين ذهبن؟
هل هربن مع عشاق لهن؟ ….أين ذهبن؟
كان هناك في تلك القرية شاب تقي ذو قدر من العلم، وكان لا يستلطف الشيخ سلمان وكان يعيب عليه بعد الأمور منها انه يرفض ان يصلي الصلاة الجهرية إماما،
وكذلك لا يراه يتوضأ حتي وان ظل طوال اليوم معهم.
وحدث البعض بهذا فلاموه وقالوا انه رجل مبروك وعددوا كراماته، كيف شفي فلان؛ ورد فلان الغائب؛ وكيف تنبأ لهم وكيف……وكيف!
ولكن الشاب ومجموعة معه راقبوا سلمان هذا وأرادوا التأكد من بعض الأمور.
فجلسوا معه في السوق وتجاذبوا الأحاديث وقدموا له لحم جمل واكل معهم وبينما يضحك معهم أخرج ريح
فضحكوا؛ وضحك سلمان وجاء وقت صلاة الظهر فدخلوا المسجد وذهبوا للوضوء ودخل سلمان الي الصلاة مباشرةً فقال الشاب: ألا تتوضاء ياشيخ؟ قال انا متوضأ من الصباح
قال له: انت أكلت معنا لحم جمل
والنبي صلي الله عليه وسلم قال(من أكل لحم جذور فليتوضأ) فقال سلمان: قال ذلك لِسبب وبعض المذاهب قال لا ينقض الوضوء، فقال الشاب وبالنسبة للريح هل لا ينقض الوضوء أيضا؟
فأحس سلمان بالخطر فأمره انكشف لا محالة فقرر الذهاب للوضوء فوجد صاحبه متخفيا وهمس في اذنه إياك والوضوء!
وهنا أحس سلمان بالخطر ورأي العيون تحدق نحوه فتظاهر بالإغماء
ونقلوه الي خارج المسجد وتظاهر انه آفاق وقال لهم اذهبوا لصلاتكم وانا سأصلي بالبيت.
وبينما هو ذاهب إذ رأي امرأة ولكنها لم تفتن به؛ ماذا حدث؟ اه انه الكحل لم أضع القدر الكافي منه.
ووضع كمية اخري وتبعته المرأة وفعل مثل كل مرة ووجد الرجل في الصحن فقال اقتلها …..فقتلها!
وقال له الرجل ان اهل القرية في طريقهم إليك فاهرب؛
فهرب سلمان ومعه حلي النساء وهجم اهل القرية علي بيته بعد ان نبههم الشباب الذين تبعوا سلمان وشاهدوا المرأة تدخل معه المنزل فدخلوا المنزل ووجدوا جثة المرأة ووجدوا جثث النساء الغائبات في غرفة داخل الدار.
هرب سلمان من صحراء الي صحراء ومن قرية الي اخري
ومرت سنين وهو يفعل كل ما يفعل وقبل ان ينكشف امره يهرب.
واستقر به الحال علي اطراف قرية في نواحي سوهاج وأنشأ بيتا صغيرا وجلس فيه يعمل السحر والشعوذة للناس!
وذات يوم مر عليه شاب فسلم عليه فدعاه الرجل فاقترب الشاب وعندما نظراليه سقط سلمان مغشيا عليه!
تفاجأ الشاب ورفع سلمان من الارض واحضر له بعض الماء، وأفاق سلمان وجد نفسه متكأ علي ذراع الشاب فدفع نفسه بعيدا عنه وقال: من انت؟
-انا سدود ؟
– من سدود ؟
-سدود بائع الحطب من هذه القرية التي بجوارك.
ماذا بك ياعم الشيخ ؟ نشفت دمنا يا رجل قلت اتفضل فرحنا قلنا نأخذ قسط من الراحة ونأكل لقمة وكوب شاي عندك نقوم نلاقي مصيبة ونلبس تهمة؟
يضحك سلمان ويقول له: لا تخاف مفيش مصيبة ولا حاجة، انا بس شبهت عليك علي واحد شيخ قابلته من سنين طويلة
– سنين طويلة وشيخ قابلته وجايلك هنا ده تلاقيه مات وشبع موت؛ وبعدين شبهي ازاي؟
دا انا امي لما خلفتني كانت بتخبيني من الناس، وكانت النساء الحوامل يشوفوني يخبوا وجوههم حتي لا يلدوا طفل شبهي عسل كدا،
ههههه اضحك كدا ياشيخ هو انت اسمك ايه؟
– اسمي سلمان
– يا مراحب ياشيخ سلمان من وين علي كده ياشيخ؟
– يووه انت بين عليك لأبوي يا عم سدود وبتاع كلام كتير وانا مش فاضي لك ؛تعالي اتغدي وأتكل ..
– علي رأيك اهم حاجة الغدا وبعدين انا اروح في داهية وانت تروح في ستين داهية ههههههه
– جتك نيلة في الفاظك وفى اسمك كمان.
….تتوطد العلاقة بين سدود وسلمان ويتردد سدود بشكل يومي علي سلمان ؛وفي يوم يدخل سدود الي غرفة سلمان الخاصة ليناوله الفوطة التي نسيها قبل دخوله الحمام، فيجد سدود زجاجتي الكحل المتشابهتين فيستغرب من وجود كحل عين وزجاجتين كمان ويسمع صوت سلمان: أنجز ناولني الفوطة
فيتبدل مكان الزجاجتين.
يلبس سليمان ملابسه ليخرج وقبل ان يخرج يكتحل من زجاجة الكحل السحري ولم ينتبه سلمان
واخطأ ووضع من كحل الشيخ بدل كحله السحري؛ وينقلب حال سلمان واخذ يبكي ويبكي ولكن جاءه صاحبه مسرعا، وقال: ما بك؟
قال :أصبحت اري الحقيقة واري هول ما فعلت .
– فلطم الرجل وقال كيف ذلك؟
– فقص عليه قصة زجاجة الشيخ
فقال: لما لم تخبرني؟
فقال سلمان وهو يبكي: هو من طلب ذلك قبل أن اقتله …ولكن ما يحيرني هو من أنت؟
قال طوال هذه السنين لم تعرفني؟
أنا ابليس الذي أخرجت ابيك من الجنة وواعدت الله بأن اغويكم جميعا …… الا المتقين
فقال : الان عرفتك انت اضعتني وضحك ابليس وهرب ……
ولكن سلمان قال له: انتظر انتظر هناك سؤال اجبني عليه قبل ان ترحل
وقف وقال له : سل
– لما كنت تأمرني بقتل بعض النساء وأترك الاخريات؟
ضحك وقال: كنت أمرك بقتل من تسحرها وهي طاهرة عفيفة
حتي لا تتوب وتكشف امرك؛
اما التي اعتادت الخطيئة فلا أبالي بها لأنها شيطانه أشد منا جميعا.
ظل سلمان يصرخ ويصرخ ماذا أفعل عُد الي ….
كل هذا وسدود واقف مندهش ورأي وسمع الحوار كاملا ولكن من طرف واحد لانه لم يري ابليس، لكن رأي اعترافات سلمان عن النساء والكحل السحري؛ وهو واقف مذهول فوق الاريكة التي بالمنزل فَرَقَ سدود لحال سلمان وقام يهدئه وبالفعل يسكت سلمان وله نحيب.
ويستفسر سدود عن ما رأي ويخبره سلمان بكل شيء.
ويريه الكحل السحري وكحل الشيخ الذي يشبهه
سدود يقول في سره: يعني انا من بدل الزجاجتين؟
ينبهر سدود ويندهش مما سمع واخذ يسأل سلمان
-انت جامعت مئتي مرأة؟
-وأكثر
-يا راجل انا عندي عدي الثلاثون وعمري ما لمست واحدة؛ حتي ولا واحدة راضية تبصلي من فقري.
سلمان يقول له: مالك انبهرت ليه
احترس لتوقع؟
– أقع؟ ده انا ياريت أوقع، أنا لو وقعت سأفعل الأفاعيل وأخربها بلاد!
– لا تقل ذلك يا سدود اديني قدامك لعارف أتوب ولا قادر أكمل.
– تتوب؟ تتوب مين يا ابا أعطني بس ريشة ..ريشة واحدة من زجاجتك هذه وعلي الحرام ل أروح” للعايقة” في الحال
-مين العايقة دي؟
– العايقة مرت العمدة بروح اوصلها الحطب مخصوص لأراها.
– اوعي يا سدود تغلط غلطتي.
ويدخل ينام سلمان من التعب.
ويظل سدود يفكر ويفكر
وفجأة يأتي الرجل لسدود وهو بين اليقظة والمنام ،ويقول له: هل أعجبك كلام سلمان؟ أتريد ان تكون مثله؟
بل بديلا عنه؟
-نعم ….نعم ياريت بس كيف؟
-ادخل اقتل سلمان وخذ الكحل!
يخاف سدود ويظل يفكر ويفكر
وفى نفس اللحظة يأتي الشيخ الزاهد ل سلمان في المنام
ويقول له: استيقظ … استيقظ أيها الشقي
فيستيقظ سلمان في رؤياه
فيقول له أنت؟ أنت لسه عايش
– نعم انا عايش وانت ميت، هل أعجبك ما وصلت اليه؟
ألم أقل لك أن الآخرة خير لمن اتقى؟
عموما قُم…. فشبيهي قاتلك الآن….
ولكنه لن يمهلك لتصلي كما امهلتني!!
سلمان ينادي ولما لن يمهلني؟
والشيخ يختفي رويدا رويدا ….
– قل له يمهلني!
– إن الله لا يصلح عمل المفسدين
إن الله لا يصلح عمل المفسدين
إن الله لا يصلح عمل المفسدين
وسلمان ينادي ويقول: قل له ان يمهلني يا شيخ …
والشيخ يكرر: إن الله لا يصلح عمل المفسدين
سدود عزم أمره علي أن يكون البديل لسلمان ويزيحه من طريقة
ويفيق سلمان …ويجد سدود عند رأسه ممسكا فأس؛ يذعر سدود لما رأي سلمان استيقظ
فقال: ما بك تصرخ وانت نائم
ظننت إن هناك حرامي في البيت
خلعتنا الله يخرب بيت ابوك!
يضحك سلمان ضحكة سخرية
ويقول: يا سدود لا تفعل واهرب من الجحيم.
فيقول: سدود افعل ايه يا مخبول أنت؟
يضحك سلمان ويقول: انت قاتلي قاتلي
فيتفاجأ سدود ويقول: كيف عرفت اني قاتلك وانت لم تضع الكحل؟
يتنهد سلمان ….أخبرني من حذرني ونصحني قديما ولم اسمع له …
– اسمع يا عم سلمان المثل الشعبي يقول القعدة مع الرجل بمائة امراة لكن لو جَاءَتْهُ النساء يذهب الف راجل الي الجحيم!
يضحك سلمان ضحكة سخرية
– انظر يا سدود لا مفر منك فهذا أمر الله رجاء دعني اتوضأ وأصلي واقتلني.
– انا موافق.
يقوم سلمان ويحضر الماء للوضوء ويدخل الحمام ويدخل عليه سدود ويقتله ويقوله يعني انت زنيت بأكثر من مئتي امرأة وقتلت معظمهن وتريد ان تموت وأنت تصلي ؟
من مثلك لا يموت الا في الحمام.
يحمل سدود الكحل السحري والذهب والاموال ويهرب الي القرية ويكتحل ويذهب متخفيا ليقابل زوجة العمدة، وتقابله ستوتة خادمة زوجة العمدة، وتجري خلفه وهو يهرب منها ويختفي منها وهي تجري تبحث عنه، ويلف شاش علي وجهه ويذهب الي العايقة زوجة العمدة وتفتتن به ولكن يراه العمدة وهو داخل غرفتها فينادي عليه ايه الي جابك هنا فيهرب.
إقرأ أيضا:-
رئيس تحرير « الرواية الأولي » : ترحيب رسمي وشعبي سودانيل استضافة مصر قمة دول الجوار