أخبار عاجلةالرأي

السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب : بين مرافئ ” تلاهون ” وأبى أحمد

 

المرافئ عند فنان إثيوبيا الأسطورة ” تلاهون ” هى عيون الحبيبة ….. أما إفتتان رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد بالمرافئ والموانئ فهى اعتبار آخر.

 ليس بخاف أن أطماع و سعى إثيوبيا للتوسع عبر الأراضي الصومالية وإنشاء قاعدة بحرية وميناء في تلك الامتدادات الساحلية بجمهورية أرض الصومال لا يوقظ فى الذاكرة الصومالية ذكريات ” الأوقادين ” وابتلاع إثيوبيا لأراضي في ذلك القطر فحسب بل يدخل منطقة القرن الإفريقي برمتها والمحتشدة بالنزاعات فى آتون توتر جديد. فاذا كانت هذه المنطقة ب ” ايقادها ” وإعلان مبادئها قد شهدت اللبنات الأولى لامشاج وتخلق وإعلان جنوب السودان دولة جديدة فإنه يخشي أن يكون الإعتراف الإثيوبي المتوقع والوارد فى إتفاقية أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا وموسي عبدى رئيس صوماليلاند بأديس أبابا نذيرا بإعلان دولة قائمة تنتظر اعترافات الدول وقدوم سفرائها إلى ” هارقيسا ” .

بدأ التحشيد الإقليمى بزيارة الرئيس الصومالى لإريتريا وتحرك الدبلوماسية المصرية وغضب القيادة الجيبوتية التى رتبت سلفا لاستئناف الحوار بين الحكومة الصومالية وجمهوريتها المنفصلة وقيام الحكومة الصومالية بخطوات لتمتين الجبهة الداخلية ومن بينها السماح بخروج قيادات حركة الشباب لمخاطبة الشعب الصومالى وحثه على الوحدة والتوافق.

إريتريا غاضبة وكان الإجراء الإثيوبي سببا إضافيا لتراكم شواغل إريترية ضد ممارسات إثيوبية تنبئ بأن الحرب الجديدة بين إثيوبيا وإريتريا مسألة وقت فإريتريا كانت حاضرة فى خطاب أبى أحمد فى أكتوبر الماضى والذى قال فيه ” إن إثيوبيا لن تقبل بأن تسجنها الجغرافيا وأنها ستنال موانئ على البحر حربا أو سلما ” ، وهو الخطاب الذى عرض فيه لمن يمنحه إطلالة البحر حصة في المؤسسات الإثيوبية الناجحة كالخطوط الاثيوبية وسد النهضة ومؤسسة الاتصالات وقد نالت صوماليلاند حصة في الخطوط الإثيوبية ووعد بالاعتراف.

أما دول الإقليم الأخرى فإنها تتابع تطورات الصومال بمشاعر مزدوجة فكينيا يسعدها أى اضعاف للصومال وبينهما الخلافات الحدودية وتاريخ من تسمم علاقاتهما إلا أن كينيا ترى فى تمدد إثيوبيا وتطويرها للموانئ إضعافا للموانئ الكينية خاصة وأن خبرات وتمويلات وشراكات موانئ دبى من شأنها تعلية أهمية ميناء بربرة والإطلالة الاثيوبية ، يوغندا ” موسفينى ” التى تسوق نفسها بيتا للحكمة الأفريقية غارقة مع رواندا فى دعم حركة ٢٣ مارس التوتسية المناهضة لحكومة الكونغو الديمقراطية والتى تحتل مناطق شاسعة فى شرق الكونغو.

لا يتوقع أن يكون إجتماع قمة ” الايقاد ” بعنتبى ساحة لفضح المخططات التوسعية الإثيوبية ورفع الكارت الأحمر لها فقادة الإقليم مثلهم مثل حكام كرة القدم في المنطقة لهم أجندتهم التى ليس بوسع تقنية ‘الفار’ كشفها ويبدو أن إثيوبيا قد استصحبت فى تمددها الصومالى بعض رضا واشنطن فلا يمكن أن تكون قد اعتزمت بناء قاعدة بحرية دون تفاهم مع الولايات المتحدة التى تمتلك أكبر قاعدة بحرية لها بجيبوتى ، وقد تمت إضافة بحث الوضع فى السودان to overshadow بند الإجراء الإثيوبي و ليطغى عليه إعلاميا. ستكون ” الإيقاد ” رحيمة بإثيوبيا وعلى أبى حنيفة أن يمدد رجليه.

 

إقرأ المزيد : 

السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب .. تصحيح كراسة أفريقيا فى عام ٢٠٢٣: نوستالجيا البحر والموانئ                           

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »