من رحم الطبيعة الأم تنبعث ينابيع الصحة والعافية ممزوجة بعبير الأزهار وألوانها الزاهية، ومن أوراق الأعشاب نستخلص الشفاء، فمنذ فجر التاريخ اعتمد الإنسان على الأعشاب لعلاج العديد من الأمراض ، مستفيدا من مكوناتها الطبيعية وخصائصها العلاجية الفريدة.
وقامت موفدة ” وكالة أنباء الشرق الأوسط ” إلى تونس بجولة داخل قلب المدينة العتيقة بوسط العاصمة التونسية ، حيث يقع “سوق البلاط” المتخصص في تجارة الأعشاب ، قائلة : جئنا إلى السوق لنكتشف عالما سحريا من الأعشاب والنباتات التي تخفي في طياتها أسرارا شافية، فتونس غنية بالتنوع النباتي حيث تنمو فيها أنواع كثيرة ونادرة من الأعشاب ذات الفوائد الجمة ولعل أبرزها أعشاب “الترونجية ، أم الجلاجل ، والمورينجا والزعتر البري والاشواجاندا”.
وبسؤال أحد تجار الأعشاب ويدعى فوزي بن محمد عن أهم الأعشاب المشهورة في تونس ..قال “إن الشعب التونسي محب للأعشاب ومن أكثرها تداولا “ام الجلاجل” والمعروفة باسم “كف مريم” التي تستخدمها النساء لعلاج المشاكل المتعلقة بالحمل ، والمورينجا التي تساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم”.
وأضاف بن محمد : أن التونسيين يستخدمون الزعتر والإكليل ونبات السدر لما لهم من فوائد كثير لصحة الإنسان ، كما يستخدم الريحان لتهدئة الأمعاء ، وتساعد “الترونجية “على تهدئة الأعصاب فين حين تساعد “العطرشية” على تقوية الجهاز المناعي للجسم فضلا عن أنها تخفف من آلام الرشح والزكام كما “للاشواجاند” مفعول سحري في تهدئة الأعصاب.
ومن جانبه .. أكد أحد رواد متجر الاعشاب أن التونسيين يحرصون على استخدام الأعشاب بشكل يومي سواء في المأكل أو المشرب وذلك لما لها من فوائد جمة في تخفيف حدة الكثير من الأمراض مثل آلام المعدة أو السكر فضلا عن انها تساعد في تقوية مناعة الجسم من الأمراض.
وأشار إلى أن الكثير من الناس ليس في تونس فقط بل أيضا في شتى أنحاء العالم لجأوا إلى الأعشاب الطبيعية لأنها صحية وليست لها آثار جانبية خطيرة على صحة الإنسان.
وبدوره .. قال أحد العاملين في متجر بن موسى لبيع الأعشاب الطبية : إن هناك إقبالا كبيرا على عشبة المورينجا .. مشيرا إلى أنها لم تكن موجودة في تونس قبل عام 2015 ، وحين انتشرت في عدد من الدول العربية ومنها مصر ذاع صيتها في تونس وزاد الطلب عليها وأصبحت الآن من أكثر الأعشاب مبيعا في سوق البلاط.
وأضاف أن من أهم الأعشاب أيضا “الجينسينج” الكوري الأحمر الذي يساعد على تحسين الذاكرة ويمد الجسم بالطاقة ، كما أنه يقوي المناعة.
وستبقى تجارة الأعشاب في تونس من أهم المهن العريقة التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ ، وهي مهنة متوارثة جيلا بعد جيل، حيث يحرص التجار على تعليم أبنائهم وأحفادهم أسرارها ومعرفة خصائصها وفوائدها.
إقرأ المزيد :
