ساو تومي وبرينسيب ثاني أصغر دولة إفريقية تعرف عليها؟
جمهورية ساو تومي وبرينسيب الديمقراطية هي ثاني أصغر دولة في إفريقيا )هي دولة جزرية ناطقة بالبرتغالية تقع في خليج غينيا على الساحل الغربي الاستوائي من منطقة وسط أفريقيا، وتعني بالبرتغالية «القديس توماس والأمير».
تتألف البلاد من أرخبيلين يقعان حول الجزيرتان الرئيسيتان: وهما جزيرة ساو تومي وجزيرة برينسيبي اللتان تفصلهما مسافة تبلغ حوالي 140 كيلومتر (87 ميل)، وتبعد جزيرة ساو تومي حوالي 250 كيلومتر (155 ميل) عن ساحل شمال غربي الجابون.
كانت الجزيرتين غير مأهولتين بالسكان حتى اكتشهما البرتغاليين لهما في القرن الخامس عشر. وأصبحتا مركزا حيويا لتجارة العبيد عبر الأطلنطي، تقع الدولة علي خط الأستواء مما جعلها موقعا ملائما لزراعة السكر وغيره من المحصولات التجارية مثل القهوة والكاكاو.
واعتمد هذا الاقتصاد الزراعي المربح اعتمادا كبيرا على استيراد العبيد الأفارقة. مرت البلاد بأدوار من الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار الاقتصادي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وتوجت بنيل البلاد لاستقلالها عام 1975. ومنذ ذاك الحين بقيت ساو تومي وبرينسيب أحد أكثر بلدان أفريقيا استقرارا وديمقراطيةً.
يبلغ عدد سكانها 199,910 نسمة (بحسب إحصاء عام 2016)، ما يجعلها أصغر بلد ناطق بالبرتغالية في العالم، وغالبية السكان من أصول أفريقية ومختلطة، ويدين معظمهم بالمسيحية الكاثوليكية.
التاريخ
الاستعمار والاستيطان
اكتشف الملاحون البرتغاليون جزيرتي ساو تومي وبرنسيب في حدود سنة 1471 وكانتا قبل هذا الاكتشاف غير مأهولتين بالسكان أول محاولة استيطانية ناجحة في ساو تومي بدأت في 1493 من جانب ألفارو كامينه، الذي حصل على الأرض منحة من ولي العهد، برينسيبي قد تمت استيطانها في 1500 في إطار ترتيب مماثل، وكان أول المستوطنين في الجزيرتين من اليهود السفارديم أرباب السوابق، حيث كان من الصعب استقدام البرتغاليون فتم إرسال العناصر غير المرغوب فيها من البرتغال إلى الجزيرتين أصبحت ساو تومي مستعمرة برتغالية تحت سلطة ولي عهد البرتغال في 1522 وتلتها برنسيب في 1573.
في سنة 1952 تكونت حركة من المنفيين خارج البلاد تطالب بالاستقلال عن البرتغال، ذلك بعد أن قام ملاك الأراضي من اليهود السفارديم وأرباب السوابق بإخماد الأضطرابات العمالية وقتلوا المئات من العمال الأفارقة.
في أبريل 1974 قام الجيش البرتغالي بثورة ناجحة في بلاده ضد الحكم الديكتاتوري. فقامت الحكومة البرتغالية الجديدة بانهاء المستعمرات البرتغالية بما فيها ساو تومي وبرينسيب.
تم نقل السلطة من المستعمر البرتغالي إلى حركة تحرير ساو تومي وبرينسيب (MLSTP) التي كانت تتخذ من الجابون مقرا لها، اعلنت الحركة عن اختيار زعيمها مانويل بينتو دا كوستا الذي تلقى تدريبه في ألمانيا الشرقية رئيسا للجمهورية وحصلت البلاد على استقلالها في 12 يوليو 1975.
في سنة 1987 أدخلت إصلاحات ديمقراطية في البلاد وفي سنة 1990 تم إجراء تعديلات على الدستور وإضفاء الصفة القانونية على الأحزاب السياسية المعارضة. أدت تلك الإصلاحات إلى انتخابات سنة 1991 التي كانت سلمية ونزيهة، وفاز فيها ميجيل تروفوادا، رئيس الوزراء السابق الذي كان في المنفى منذ سنة 1986، ثم عاد كمرشح مستقل وانتخب رئيسا للبلاد. وفي سنة 1995 وقع انقلاب عسكري عزل الرئيس عن الحكم لمدة أسبوع ولكنه عاد إلى الحكم بعد فشل الانقلاب ورده على أعقابه بوساطة أنجولا
في 30 يوليو 2006 أجريت الانتخابات الرئاسية، فراديك دو مينيزيس بسهولة فاز بولاية ثانية من خمس سنوات في منصبه حيث حصل على 60% من الأصوات، هزيمة اثنين من المرشحين الآخرين منهم باتريس تروفوادا (ابن الرئيس السابق ميغيل تروفوادا) الذي حصل على 38.5% من الأصوات.
جغرافيا
تقع الجزيرتان المكونتان للبلاد في خليج غينيا على بعد 240 كم من الساحل الغربي لوسط أفريقيا، وتتكون من جزيرة ساو تومي التي يبلغ مساحتها حوالي 859 كم وتغطيها جبال تنمو عليها أدغال كثيفة وأقتطع منها مزارع كبيرة، اما جزيرة برنسيب فتبلغ مساحتها 142 كم مربع وتتكون من جبال وعرة صخورها مشرشرة كما تضم الجمهورية جزيرتين أخريين.
التركيبة السكانية
أجري أول تعداد للسكان عام 2011 بمساعدة معهد الإحصاء الوطني التابع للرأس الأخضر، قدرت الوكالة الحكومية تعداد السكان بنحو 163,784 نسمة عام 2010. يعيش ما يقرب من 157,000 نسمة على جزيرة ساو تومي وحوالي 6,000 على جزيرة برينسيب.
تنحدر أصول جميع السكان من عدة بلدان؛ حيث بدأ البرتغاليون بنقل الأشخاص إلى الجزيرتين ابتداءا من عام 1470. وظهرت معالم تحركان بشريان خلال سبعينيات القرن العشرين حيث رحل معظم البرتغاليين البالغ عددهم حوالي 4,000 نسمة بالترافق مع دخول عدة مئات من لاجئي ساو تومي وبرينسيب الذين قدموا من أنجولا.
المجموعات الإثنية
من أبرز المجموعات الإثنية على جزيرتي ساو تومي وبرينسيب:
مختلطي الدم أو المستكيوز (Mestiços): تنحدر أصولهم من المستعمرين البرتغاليين والعبيد الأفارقة الذين جيء بهم من بنين والجابون وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنجولا إلى الجزيرتين خلال السنوات الأولى، ويطلق عليهم تسمية «أطفال الأرض» (بالبرتغالية: filhos da terra.
الأنجوليون (Angolares): ينحدرون وفقا للاعتقاد السائد من العبيد الأنجوليون الذين نجوا من غرق إحدى السفن عام 1540، ويكتسبون قوتهم من صيد السمك.
الفورو (Forros): ينحدرون من العبيد الذين تحرروا حين ألغيت العبودية.
سيرفيساي (Serviçais): عمال بالتعاقد من أنجولا وموزمبيق والرأس الأخضر يعيشون على الجزيريتين بصورة مؤقتة.
التونجا (Tongas): أولاد سيرفيساي ممن ولدوا على الجزيرة.
الأوروبيون: معظمهم برتغاليون.
آسيويون: معظمهم من الصين ومنهم الماكاويون ذو الأصول البرتغالية والصينية المختلطة.
اللغات
تعد البرتغالية اللغة الرسمية في ساو تومي وبرينسيب واللغة الوطنية بحكم الأمر الواقع، حيث يتحدثها حوالي 98.4% من سكان البلاد، وكانت البرتغالية منتشرة على الجزيرة منذ القرن الخامس عشر. كما تنتشر متغيرات لغوية (لغات كريولية) مشتقة عن البرتغالية: كريولية فورو (36.2%) وكريولية الرأس الأخضر (8.5%) وكريولية أنجولار (6.6%) وكريولية برينسيبية (1%). كما يجري تعليم اللغتين الفرنسية والإنجليزية في المدارس.
الدين
غالبية السكان من المسيحيين (97%) وتأتي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية (72%) كأكبر الطوائف المسيحية، وتوجد أقليات بروتستانتية للسبتيون وغيرهم من البروتستانت الإنجيليين. كما توجد أقلية من السكان المسلمين.
المناخ
استوائي وتبلغ درجة الحرارة 27 مئوية على الساحل وحوالي 20 درجة مئوية على الجبال وموسم الأمطار من أكتوبر إلى مايو.
الاقتصاد
يعد اقتصاد البلاد ضعيف وهش وقد أصبحت البلاد تعتمد بصورة متزايدة على محصول الكاكاو منذ استقلالها في سنة 1975، ولكن إنتاج الكاكاو انخفض بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف وسوء الإدارة. وتقوم ساو تومى باستيراد جميع احتياجاتها من الوقود ومعظم السلع المصنعة، والسلع الاستهلاكية، وكمية كبيرة من الأغذية. إلا أنها واجهت صعوبة في خدمة ديونها الخارجية،
نظام الحكم
النظام في ساو تومي جمهوري وينتخب الرئيس بالاقتراع المباشر لمدة خمس سنوات (و يمكن إعادة الانتخاب لفترة ولاية ثانية).
التقسيم الإداري
ساو تومي وبرينسيبي تنقسم إلى محافظتين هما محافظة ساو تومي ومحافظة برينسيبي. وتنقسم هاتان المحافظتان إلى 6 مقاطعات في ساو تومي وواحدة في برينسيبي (وهي بحكم ذاتي منذ 29 إبريل 1995).
إقرأ أيضا:-
خليج غينيا: الاتحاد الأوروبي يطلق مبادرة دفاعية وأمنية تضم 5 دول
قادة القوات البحرية في إيكواس يؤكدون أهمية الأمن في خليج غينيا
قراصنة يحتجزون عدد من طاقم ناقلة نفط دنماركية في خليج غينيا
قراصنة يختطفون ناقلة نفط ويقبضون على 16 من طاقمها في خليج غينيا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.