مصر .. إطلاق مبادرة “قلبك امانة” للاكتشاف المبكر لأمراض القلب بتكلفة 100 مليون جنيه بالتعاون”باير” الألمانية
40٪ من وفيات المصريين بسبب أمراض القلب الناتجة عن عدم ممارسة الرياضة.. والملح.. والتدخين المسخن والعادى
شهد قصر عابدين بالقاهرة في مصر الاحتفال مبادرة “قلبك أمانة” للإكتشاف المبكر لمرضى القلب تحت مظلة المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، وبرعاية شركة باير الألمانية، بحضور الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة العامة والوقاية والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان.
كما شارك في اطلاق المبادرة االدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، وديرك اوسنبرج أنجلز رئيس العمليات التجارية فى الشرق الأوسط وتركيا وافريقيا وباكستان – مدير التنمية المستدامة فى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بشركة باير والدكتور محمد جلال نائب رئيس صحة المستهلك بشركة باير الشرق الاوسط.
وأكد الدكتور وزير الصحة المصري، علي دور المواطن فى تغيير العادات الغذائية السيئة، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين بكل اشكاله العادية او الالكترونية، ومتابعة التاريخ المرضى العائلى للكشف عن الأمراض الوراثية قبل حدوثها.
وقال ان المجتمع ككل عليه واجب يجب القيام به وهو التنبيه على خطورة الأمراض، واهمية الوقاية منها قبل ان تحدث ويصبح العلاج مكلف وأثاره صعبة على المريض،
وأشار وزير الصحة الى توسع الدولة فى اجراء قساطر القلب على مستوى كل محافظات مصر، وعمليات القلب المفتوح وتغير الصمام الاورطى بالمنظار مؤكدا على الطفرة الطبية فى مصر، بحيث لم يعد هناك حاجة للسفر للخارج لاجراء تلك الجراحات المعقدة، الا ان التكلفة المالية لتركيب دعامة أصبحت مرتفعة جدا، وبالتالى التوعية والكشف المبكر يجنب اثار العمليات الجراحية وغيرها.
وقال ان المجتمع المصرى مازال شباب، ولا يمثل فيه كبار السن سوى ٧ مليون مواطن فوق ٦٥ عام، لافتا الى انه خلال ٣٠ عام القادمة حتى ٢٠٥٠ متوقع ان يصل معدل السكان فوق عمر ٦٥ عام الى ٢٢ مليون مواطن، وسوف يمثلوا ١٨,٥٪ الى ١٩٪ من عدد السكان المتوقع ان يصل الى ١٦٠ مليون، بما يعنى ضرورة تأهيل المنظومات الصحية للتعامل مع هذه المرحلة العمرية وتباعاتها.
ومن جانبه قال الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة العامة والوقاية، ان هناك طفرة كبيرة فى مجال الرعاية الصحية تشهدها مصر، وأن مبادرة قلبك امانة احدث مبادرة تنضم الى المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة.
واشار الى ان القلب وامراضه اذ تعد السبب الأول للوفاة، الا ان امراض الصدر المتمثلة فى الرئتين التين يحتضنوا القلب وهى من العشر الامراض الأوائل المتسببة فى الوفاة، ولذلك وزارة الصحة والدولة تسعى لتغطية كل أعضاء الجسم بالرعاية الصحية وتعتبر امانة للوصول بالإنسان لأقصى درجات الصحة والسلامة.
وأضاف بان تلك المبادرة هامة لدعم الصحة فى مصر والاكتشاف المبكر لأمراض القلب وعلاجها، كما انها فى نفس الوقت تحقق فائدة مشتركة لكل أطرافها، ووجه الشكر لشركات الدواء متعددة الجنسية، والمحلية لوقفتها الجيدة خلال الفترة الماضية وخلال ازمة كورونا من خلال توفير الادوية التى احتاجتها مصر للعلاج، وحتى الادوية الجديدة ضد الفيروسات تم انتاجها على ارض مصر.
وقال الدكتور عوض انه ليس بالضرورة ان تكون الادوية الجديدة مرتفعة الثمن فى بعض الأحيان اكثر تأثيرا من الادوية القديمة ولكن هناك الاولوية للأكثر فاعلية واكثر امانا واقل اثار الجانبية، مشيرا الى ان تكلفة العلاج مهمة جدا، واولويات يجب التركيز عليها، والدولة لا تبخل باستخدام الأدوية الحديثة وباهظة الثمن، ولكن قطاع الصحة فى مصر يجب ان يعتمد على الاستفادة المتبادلة وليس من ناحية واحدة، ونفس الشىء فى التشخيص، لافتا الى ضرورة ان تتفق وزارة الصحة والسكان، والجمعيات العلمية، وهيئة الدواء، والشراء والموحد، على المعايير الجيدة للتشخيص والعلاج.
من جانبه قال الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بالبرلمان المصري ووزير الصحة والسكان الأسبق على اطلاق وزارة الصحة والسكان أن الامراض غير السارية تحوز على الاهتمام الأكبر بعد ان كشفت دراسة ان ٧٠٪ من الوفيات في العالم تحدث بسبب الامراض غير السارية، واهمها امراض القلب، والصدر، فالصدر بين القلبين والقلب اليمين والقلب الشمال، والاثنين يتأثروا ببعض.
وقال: من هنا يأتى أهمية محاربة التدخين، والتبغ والسجاير الالكترونية، والتبغ المسخن، مطالباً الحكومة بوضع تحذيرات من التدخين واضراره على علب السجائر الإلكترونية او المسخنة، وضرورة أن تخضع لنفس الضرائب المرتفعة المطبقة على السجاير التقليدية، لان التبغ يؤثر على القلب والصدر فى نفس الوقت.
وفى نفس السياق قال الدكتور عادل عدوى رئيس الجمعية الطبية المصرية ووزير الصحة الأسبق بان امراض القلب هى أحد اهم الأسباب الرئيسية للوفاة، وان حالات امراض القلب فى ازدياد مطرد لأسباب متنوعة ومختلفة، وبالتالى فان امراض القلب ليست فقط باعث على القلق والمخاوف الصحية على المستوى الفردى وانما تشكل أيضا عبئا كبيرا على الصحة العامة فى المجتمع مما يستدعى بالضرورة دورا فاعلا ورئيسيا للدولة فى مكافحتها لاسيما فى الإقلال من خطورتها والتخلص من تبعاتها الخطيرة.
ويعد الاكتشاف المبكر لأمراض القلب أمرًا ضروريًا لنجاح رعاية المرضى وتحسين نتائج العلاج وبالغ الأهمية فى الوقاية من العواقب المدمرة المحتملة. ينطبق ذلك على مختلف الحالات المرضية الخاصة بالقلب والشرايين سواء كانت حادة أو مزمنة أو كانت تتعلق بشرايين القلب أو صماماته أو عضلته.
وقالت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر كلمتها خلال إطلاق وزارة الصحة والسكان حملة ” قلبك امانة ” تحت مظلة المبادرات الرئاسية ١٠٠ مليون صحة برعاية شركة باير الالمانية إن أمراض القلب تتسبب فى وفاة نحو 17.9 مليون شخص كل عام حول العالم، لافتة إلى أن ثلاثة أرباع تلك الوفيات تحدث فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأوضحت ممثل منظمة الصحة العالمية أن نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب فى مصر وصلت إلى 40% عام 2018، لافتة إلى أن تلك النسبة تدعو إلى القلق، خاصةً أن المجتمع المصرى يعتبر مجتمعًا فتيًا حيث يمثل الشباب من سن 15 إلى 29 عامًا نحو ربع السكان، كما أن ثلث السكان تقريبًا تقل أعمارهم عن 15 عامًا.
وأرجعت القصير تلك النسبة إلى اتباع المصريين نظام غذائى غير صحي، إذ يستهلكون تقريبا ضعف الكمية المسموح بها من الملح الموصى به، بجانب قلة ممارسة الرياضة واستخدام التبغ بكافة أشكاله بنسبة استهلاك 23% من السكان، وترتفع تلك النسبة بين الذكور إلى حوالى 44%، وكذلك الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطورة المضاعفات ويزيد من احتمالية الوفاة المبكرة.
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية تنظر إلى ملف أمراض القلب بمنهج الوقاية والعلاج، مشيرة إلى أن الدليل العلمى أثبت أن الإقلال من الملح والابتعاد عن الدهون والإكثار من تناول الفواكه والخضروات مع المواظبة على النشاط البدنى والإقلاع عن استهلاك التبغ كلها أساليب ناجحة فى تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب.
وحذرت الدكتورة نعيمة القصير من أن أمراض القلب المرتبطة باستهلاك التبغ مسؤولة عن وفاة 1.9 مليون شخص كل عام، أى ما يعادل واحد من كل خمسة من جميع الوفيات الناتجة عن أمراض القلب.
وأشارت إلى أن نحو 200 ألف حالة وفاة سنوية عالميًا مرتبطة باستخدام التبغ المُسخَّن، منوهة أيضًا إلى أن السجائر الإلكترونية ترفع من ضغط الدم مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن جانبه أعلن الدكتور محمد جلال نائب الرئيس ورئيس صحة المستهلك بشركة باير الألمانية فى الشرق الأوسط أنه سيتم تقديم الدعم المتخصص للاكتشاف المبكر للمرض، وذلك باستخدام أجهزة حديثة مخصصة للاكتشاف المبكر لأمراض القلب فيما يأتى ذلك ضمن بروتوكول متكامل يشمل تقديم خدمة غير منقوصة لتحقيق هذا الهدف من خلال بناء القدرات المستدامة واستخدام أحدث اساليب التدريب.
وأضاف ان تلك المبادرة تأتى استكمالا لدور شركة “باير” لدعم وتطوير منظومة الرعاية الصحية بمصر، لافتا الى إعلان الشركة منذ شهرين عن خطتها لتوطين صناعة الدواء للمساهمة فى دعم التنمية المستدامة فى مصر، معبرا عن سعادته بأن تصبح تلك المبادرة جزء ضمن المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة.
وأضح الدكتور جلال، ان المبادرات التى تقوم بها شركة باير تأتى فى إطار سياستها العالمية لدعم التنمية المستدامة فى العالم من خلال تخصيص ١٠٠ مليون يورو لدعم وتحسين الأحوال الصحية لأكثر من ١٠٠ مليون مواطن على مستوى العالم، مشيرا الى تلك السياسة صادفت توافقها مع سياسة الدولة المصرية،
اقرا ايضا:- مصر .. وزير الصحة يبحث مع وفد الاتحاد الإفريقي التعاون في مجال إنتاج اللقاحات والأمصال
مصر .. وزير الصحة يبحث التعاون مع إحدى الشركات العالمية لتوفير أحدث علاجات أورام الثدي