العائدون من الموت.. “الأفيال” الإيفوارية ونجمهم “هالر”.. بين توديع البطولة والعودة من السرطان
غلبت الدموع المهاجم الأول لمنتخب الأفيال الإيفوارية “كوت ديفوار” ونادي بوروسيا دورتموند الألماني، سيباستيان هالر، أثناء حديث مُتلفز فور انتهاء نهائي كأس أمم إفريقيا 2023 بفوز بلاده على نيجيريا بنتيجة 1/2 على ملعب الحسن واتارا، مساء الأحد، واصفاً ما حدث له بـ “الشيء الاستثنائي”.
العودة من مرض السرطان
وعاد سيباستيان هالر في شهر يناير 2023 إلى تدريبات ناديه بوروسيا دورتموند بعد خضوعه للعلاج من مرض سرطان الخصية لأكثر من 5 أشهر.
وبعد سنة واحدة من استئنافه لمشواره الكروي، سجل هالر الهدف الوحيد في فوز كوت ديفوار على الكونغو الديمقراطية في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2023، قبل أن يُحرز الهدف الثاني لكوت ديفوار أمام نيجيريا والذي حسم لقب البطولة الثالث في تاريخ المنتخب الملقب بـ “الأفيال”.
ولم يصدق سيباستيان هالر نفسه بعدما نجحت بلاده في انتزاع لقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم رغم البداية المتعثرة بالخسارة من نيجيريا وغينيا الاستوائية، ليحقق الفريق الصعود كرابع أفضل منتخب يحتل المركز الثالث خلال دور المجموعات بعد غينيا كوناكري وناميبيا وموريتانيا.
وقال “هالر” في مقابلة تلفزيونية “ما تحقق شيء استثنائي حقاً. بذلنا جهداً كبيراً وتحلينا بصبر كبير وتصببنا عرقاً وكل اللاعبين رائعون، والطاقم الفني أبلى بلاءً حسناً وهكذا جاءت مكافأة العمل الجماعي والثقة في النفس والإيمان بأنفسنا”.
لابد أن نؤمن بأنفسنا
وعن عودته من إصابة سرطان الخصية، وتعافيه ليصبح البطل الأول في بلاده بتسجيل هدفي الفوز في قبل النهائي والنهائي، قال هالر باكياً “شيء جميل أن نحصل على هكذا مكافأة، لا بد أن نؤمن بأنفسنا وهذا ما قلته من قبل”.
ساحل العاج ضمن عداد المودعين
وكانت ساحل العاج ضمن عداد المودعين للمسابقة بعد الهزيمة 4-صفر أمام غينيا الاستوائية في دور المجموعات، لكن كل النتائج الأخرى سارت في مصلحتها خلال الجولة الثالثة من دور المجموعات لا سيما فوز المغرب على زامبيا بهدف حكيم زياش، لتتأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث قبل أن تتحول إلى وحش كاسر في أدوار خروج المغلوب بتجاوز السنغال ومالي والكونغو الديمقراطية ثم المرشح الأول للتتويج “نيجيريا.
التتويج باللقب
تُوج المنتخب الإيفواري بكأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة في التاريخ بعد فوزه على نيجيريا بنتيجة 1/2 في المباراة النهائية التي أقيمت مساء اليوم الأحد 11 فبراير 2024، على ملعب الحسن واتارا في العاصمة الإيفوارية أبيدجان.
وهذا اللقب الثالث كوت ديفوار بعدما توجت بالكأس في 1992 و2015 عن طريق ركلات الترجيح في المناسبتين، لتتساوى مع نيجيريا التي فازت باللقب في 1980 و1994 و2013.
كادت كوت ديفوار تنجح في التسجيل بالفعل بعدما تلقى سيمون أدينجرا الكرة في الجانب الأيسر وسدد كرة قوية ردها الحارس ستانلي نوابالي دون أن تجد من يتابعها في الدقيقة 34.
تقدم المنتخب النيجيري في النتيجة بهدف سجله ويليام تروست إيكونج في الدقيقة 38 بضربة رأسية جميلة بعد تلقيه تمريرة عرضية من ركنية، لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة.
جاء الهدف على عكس سير اللعب، ومن التسديدة الوحيدة لنيجيريا على المرمى في المباراة بأكملها، ليرفع المدافع تروست-إيكونج رصيده لثلاثة أهداف في البطولة من ثلاث محاولات.
خلال الشوط الثاني، دفع المنتخب النيجيري ثم انكماشه في الخطوط الخلفية بتلقي هدف التعادل عند الدقيقة 62، والذي تكفل بتسجيله لاعب وسط نادي الأهلي السعودي “فرانك كيسي” برأسية قوية في زاوية صعبة بعدما استقبل تمريرة حاسمة من أحد نجوم المباراة “سيمون أدينغرا” من ركنية.
وتواصل الضغط الإيفواري على الدفاعات النيجيرية بفضل نزول ويلفريد سينجو وأومار دياكيتي في الدقيقة 70 بدلاً من سيرج أورييه وماكس جراديل، لتسفر محاولاته عن تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 81 عن طريق “سيباستيان هالر” بلمسة قاتلة لكرة عرضية أرسلها سيمون أدينغرا.
وهذه المباراة الثانية بين الفريقين في البطولة الجارية، بعدما فازت نيجيريا بالمباراة الأولى بينهما في دور المجموعات الشهر الماضي بهدف تروست-إيكونج.
العائدون من الموت
التصق وصف “العائدون من الموت” بمسيرة منتخب كوت ديفوار على مدار مباريات الأدوار الإقصائية للبطولة، بسبب جمعه لـ 3 نقاط فقط خلال مرحلة دور المجموعات، من فوز وحيد على غينيا بيساو.
وانتظرت كوت ديفوار هدية من المنتخب المغرب في الجولة الثالثة من دور المجموعات بهزيمة زامبيا، من أجل تأكد تأهلها ضمن أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث، وهو ما حدث بهدف دون رد سجله “حكيم زياش”، لينضم المنتخب الإيفواري إلى ناميبيا والكونغو الديمقراطية وموريتانيا في قائمة أفضل ثالث.
ورغم أن كوت ديفوار أقالت المدرب جان-لوي جاسيه بعد الدور الأول، فإنها أطاحت بالسنغال حاملة اللقب من دور الستة عشر، وقبل أن تتفوق على مالي والكونغو الديمقراطية في دور الثمانية والدور قبل النهائي على الترتيب.
وباتت كوت ديفوار أول دولة تحصد لقب كأس الأمم على أرضها منذ فعلتها مصر في 2006 بركلات الترجيح على حساب كوت ديفوار نفسها.
وتحمل مصر الرقم القياسي برصيد سبعة ألقاب، ثم تأتي الكاميرون بخمسة ألقاب، وتحتل غانا المركز الثالث برصيد أربعة ألقاب.
وفي النهائي الخامس في كأس الأمم لكوت ديفوار، كان المنتخب يبحث عن هدفه الأول، في ظل أن كل مبارياته السابقة انتهت بالتعادل دون أهداف، وفاز في مناسبتين بركلات الترجيح وخسر في مناسبتين بنفس الطريقة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.