رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي : الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة ليس لها مثيل في التاريخ
انطلقت صباح اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فعاليات الدورة العادية الرابعة والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي والتي تستمر علي مدي يومي الأربعاء والخميس للتحضير لقمة الاتحاد الأفريقي التي تنطلق يوم السبت المقبل.
وسيطرت الأزمات التي يشهدها العالم والقارة الأفريقية في الوقت الراهن علي الاجتماع ، حيث أكد موسي فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في كلمته علي أن لا الوضع الأفريقي والدولي، يزيد من همومنا وقلقنا ومرارتنا، متسائلا “هل أصبح العنف بأشكاله الأكثر همجية راسخًا بشكل نهائي باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات؟.
واستطرد قائلا ” وفي عصر لم يتوقف قط عن المطالبة بما يسمى بالقيم والمبادئ الديمقراطية، فمن المفارقة والصدمة العميقة أن يكون استخدام العنف الأعمى مقبولاً في صمت وفقدان الذاكرة من جانب جميع القوى العظمى في العالم تقريباً.
وتطرق فقي في هذا الصدد إلى معاناة الشعب الفلسطيني، المحروم من حقوقه الأساسية في الحرية وفي دستور دولة قابلة للحياة وذات سيادة،مؤكدا أن معاناة الشعب الفلسطيني تتفاقم أمام أعيننا بسبب حرب إبادة ليس لها مثيل في التاريخ.
وقال ذر لقد طالبنا، في الساعات الأولى من هذه الحرب والفظائع التي رافقتها والتي لا توصف، بوقف الأعمال العدائية، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى والالتزام الحازم بالحل السياسي على أساس مبدأ حل الدولتين تعيشان جنبا إلى في سلام ، وفي احترام القانون الدولي، لتحقيق الأمن الشامل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولجميع شعوب المنطقة.
وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي علي أنه لا يمكن تحقيق السلام والأمن إلا بالعدالة والاعتراف بالحقوق الأساسية للجميع ، مرحبا في هذا الصدد بقرار محكمة العدل الدولية ، كما أشاد بدور جنوب أفريقيا في هذا الصدد.
ونوه موسي في إلي أن البؤرة المشتعلة في الشرق الأوسط تتزامن مع مراكز أخرى للتوتر الخطير في أوكرانيا، في البحر الأحمر والمحيط الهادئ، على سبيل المثال لا الحصر. وقال ” إن مثل هذه الصراعات القاتلة والمهددة للسلام العالمي، بالإضافة إلى الآثار المدمرة لكوفيد-19 والظلم الذي لا يطاق في النظام الدولي الحالي، تلقي بظلالها على المناخ الاقتصادي والأمني الدولي .
وأكد موسي فقي أن تداعيات هذه الأزمات الجيوسياسية العالمية تصل إلى القارة الأفريقية التي،، تواجه أيضًا حالات خطيرة من الصراع المسلح، سواء كان السودان الذي يحترق ويشهد دمارًا لا يصدق، أو الصومال لا تزال عرضة للتهديد الجهادي ، كما أن في الوضع في القرن الأفريقي الذي لا يزال يبعث على القلق، و ال ضع البحيرات الكبرى مع التوتر المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وليبيا المقسمة والمعرضة باستمرار لعدم الاستقرار، كما لا تزال منطقة الساحل معرضة لخطر الإرهاب ، وسيتفاقم هذا الخطر بسبب الفراغ الناجم عن انسحاب الأمم المتحدة وإنهيار اتفاقية الجزائر بين الحكومة المالية والحركات المسلحة.
كما تطرق رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الي عودة ظاهر الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل الانتخابات وبعدها، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب و/أو آثار تغير المناخ، معتبرا أنه كلها امور خطيرة للغاية وتثير القلق، وتهدد عمليات التنمية في قارة أفريقيا.
وقال ” وفي الوقت الذي تسبب فيه كل هذه المآسي في أعداداً كبيرة من الضحايا وتدفع الآلاف من الناس إلى حالة من عدم الاستقرار والبؤس، تحدث ظاهرة جديدة أخرى تتمثل في إضعاف مؤسسات الحكم الإقليمية والقارية لدينا، وهي ظاهرة تؤثر على جميع المجتمعات الاقتصادية الإقليمية تقريباً.
جدير بالذكر أنه من المقرر أن يناقش المجلس التنفيذي، الذي يضم وزراء الخارجية وممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، والتي تستمر يومين، مختلف القضايا التي تشهدها القارة في الوقت الراهن .
ومن المتوقع أيضًا عقد الدورة العادية السابعة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي التي تركز على التعليم في الفترة من 17 إلى 18 فبراير 2024.
حيث من المقرر في عام 2024، أن يولي الاتحاد الأفريقي اهتمامًا خاصًا بالتعليم والتدريب مع التركيز على موضوع العام على “تعليم مناسب لأفريقيا للقرن الحادي والعشرين: وبناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل والنوعي، من أجل أفريقيا”
حيث يؤمن الاتحاد الأفريقي أن النجاح في قطاع التعليم سيكون له تأثيرات كبيرة على قطاعات مثل الأمن، والسيطرة على النمو السكاني، وتمكين النساء والفتيات، والزراعة، والتحول الرقمي، والهجرة، من بين أمور أخرى.
لذلك تم تخصيص موضوع القمة لعام 2024 للتفكير في إصلاح متعمق للتعليم في أفريقيا، مع إمكانية تدريب الشباب الذين يتمتعون بقدرات فكرية وعلمية وأخلاقية لخدمة تحول القارة .
إقرأ المزيد :
قبل انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة الأفريقية: تعرف علي الاتحاد الأفريقي .. نشأته ومؤسساته وأهدافه
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.