الدكتور مجدي الشيمي يكتب : تداعيات الصراع في القرن الإفريقي علي الوطن العربي
تضم منطقة القرن الإفريقي سبع دول بعضها عربي مثل : السودان – جيبوتي – الصومال وبعضها الآخر إفريقي مثل : كينيا – أوغندا – إثيوبيا – إريتريا ، وتتمتع هذه المنطقة بأهمية استراتيجية ليس علي الصعيد الافريقي فقط وإنما علي الصعيد العربي ايضاً ؛ وذلك لأن هذه المنطقة تعد الخزان الأكبر لمياه النيل الذي يعد الشريان الأوحد لتلبية احتياجات مصر من المياه وكذلك السودان، كما أن منطقة القرن الأفريقي تضم المداخل الجنوبية للبحر الأحمر ( الممر الرئيس لناقلات النفط العربي العملاقة إلي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية)، وبحكم إطلالتها علي خليج عدن وبحر العرب والحافات الغربية للمحيط الهندي ، تمثل البوابة الرئيسية التي يدخل من خلالها الآخرون إلي العمق الافريقي عبر ميناء مومباسا الاستراتيجي.
فالأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة جعلت القوي الدولية النافذة( الولايات المتحدة – فرنسا – بريطانيا – المانيا- إيطاليا) وأيضا قوي اقليمية اخري مثل إسرائيل – إيران – الهند ، وهناك قوي دولية أخري تتطلع لإرساء نفوذها عبر مشاريع التنقيب عن النفط مثل الصين – اليابان – ماليزيا – النرويج – كندا.
في ضوء الأهمية الاستراتيجية للمنطقة ، وفي ضوء الاندفاع الدولي صوبها ، وبحكم تركبية بلدانها الإثنية ( العرقية – الثقافية) والتي تتسم بالتعددية القومية والدينية واللغوية فإنها شهدت حروباً أهلية ( الحرب الأهلية في الصومال 1991-2004) والنزاع في جنوبي السودان والتوتر في إقليم دارفور والحرب بين إثيوبيا وإريتريا 1998-2000 والحرب بين إثيوبيا والصومال 1962-1978 ، وهي حروب ونزاعات كان وراءها أصابع أجنبية تحركها وتغذيها من أجل خلق فرص مناسبة للتدخل في شئونها الخاصة ومن ثم السيطرة علي مقدراتها وثرواتها واتخاذها قاعدة للتحرك صوب دول الجوار العربي . وبالتالي فإن ما يجري في هذه المنطقة يؤثر بشكل مباشر في المصلحة العربية العليا والأمن القومي العربي لأن ما يجري هناك يمتد تأثيره الي بلدان عربية أخري مثل مصر ( المياه) واليمن والسعودية(حركة الأساطيل الأجنبية وتنامي دور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ، وازدياد تدفق اللاجئين الهاربين من الحروب الأهلية.
إن ما يحدث في اليمن ليس ببعيد عن مثل تأجيج الصراع الطائفي السني الشيعي وكذلك القبلي خاصة وأن هذه المنطقة تتحكم في التجارة بين الشرق والغرب عبر مضيق باب المندب.
يجب في هذا الإطار أن تقف الدول العربية موقف موحد مما يحدث في هذه المنطقة فالصراع الآن اصبح عربياً عربياً عبر تأجيج الصراعات الطائفية وبأيدي أمريكية إسرائيلية.
*الدكتور مجدي الشيمي : باحث متخصص في الشأن الأفريقي ومؤسس مبادرة حدوته إفريقية .
إقرأ المزيد :
الدكتور مجدي الشيمي يكتب : الصراع في منطقة القرن الأفريقي .. التدخل في اليمن علي غرار الصومال”