انطلاق قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا اليوم .. و” التعليم ” الموضوع الرئيسي وأزمات القارة تفرض نفسها
أديس أبابا – وكالات الأنباء :
تنطلق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم قمة الاتحاد الأفريقي التي تستمر علي مدي يومي السبت والأحد في حضور ومشاركة قادة ورؤساء وفود ٤٩ دولة أفريقية ، فيما تغيب عن القمة ٦ دول لسبب تجميد عضويتها في الاتحاد الأفريقي وهي ” السودان ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وغينيا والجابون “.
ورغم أن ” التعليم ” يعد الموضوع الرئيسي للقمة ، إلا أن الأزمات والصراعات التي تشهدها القارة مثل الحرب في السودان والوضع في ليبيا وأزمة شرق الكونغو والأزمة بين إثيوبيا والصومال والأوضاع الأمنية في جنوب البحر الأحمر والتغييرات غير الدستورية التي شهدتها عدد من دول غرب أفريقيا إضافة إلي الأزمات الإقليمية والدولية علي رأسها الحرب الإسرائيلية علي غزة تفرض نفسها علي القمة ، خاصة وأنها أزمات سياسية تهدد بعرقلة عمليات التنمية في القارة الأفريقية.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد إنّ “السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادي”، مشيراً كذلك إلى “الوضع في القرن الإفريقي الذي لا يزال يثير القلق… والتوترات الدائمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية”، وعدم الاستقرار في ليبيا و”الخطر الإرهابي” في منطقة الساحل.
وأضاف فقي الأربعاء خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، أنّ “تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب و/أو آثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا”.
وأشار إلى أنّ هذه العومل “تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض إفريقيا التي نعتزّ بها”.
وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الإفريقي الرئيس الأنجولي جواو لورينسو عدداً من رؤساء الدول الإفريقية في أديس أبابا لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في حضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي.
ويشهد شرق الكونغو الديموقراطية مجددا منذ نهاية العام 2021 نزاعا بين متمردي حركة “إم 23” المدعومة بحسب مصادر عديدة من الجيش الرواندي، والجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم “الوطنيون”.
وتنعقد قمة الاتحاد الإفريقي أيضاً في وقت انزلقت السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار وديموقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير، نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية.
غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت مساء الخميس هذا القرار، الأمر الذي ساهم في تعميق الشعور بعدم اليقين، بينما تعهّد ماكي سال الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في “أسرع وقت ممكن”.
“مقاومة الدول الأعضاء”
مثل العديد من المراقبين، أعربت نينا ويلين مديرة برنامج إفريقيا في معهد إيجمونت للعلاقات الدولية الذي يتخذ من بروكسل مقراً، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.
وقالت إنّ “مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضرّ بمصالحها الخاصة” لا تزال تمنع الاتحاد الإفريقي من “إسماع صوته”، مشيرة إلى أنّ المنظمّة لم يكن لها حتى الآن “أيّ تأثير يذكر على الدول التي شهدت تغييرات غير دستورية مؤخرا”.
ومن المؤشرات إلى هذه الانقسامات، الخلافات بين الجزائر والمغرب، القوتين من شمال إفريقيا، التي أخرت لفترة طويلة تعيين الرئيس المقبل للاتحاد الإفريقي، المنصب الدوري الذي يفترض أن يخصص للمنطقة.
وفي السياق، تمّ التوصل أخيراً إلى توافق على شخصية الرئيس الموريتاني محمد ولد غزواني الذي من المقرّر أن يُنتخب السبت، حسبما أكد رئيس جزر القمر والاتحاد الإفريقي أزالي أسوماني.
وسيناقش رؤساء الدول خلال هذه القمة “أساليب عمل جديدة… لتطوير موقف إفريقي” خلال اجتماعات مجموعة العشرين، بحسب بول سايمون هاندي المدير الإقليمي في معهد الدراسات الأمنية (IISS).
وأشار إلى أنّه يجب على الدول الأعضاء “أن تتمكن من بناء موقف إفريقي بين مؤتمرات القمة نصف السنوية” لرؤساء الدول.
وبالإضافة إلى الزعماء الأفارقة، سيتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال حفل الافتتاح صباح السبت.
ويقوم الرئيس البرازيلي المدعو إلى القمة بجولة على إفريقيا تتضمن محطتين في مصر وإثيوبيا التي تستضيف عاصمتها أديس أبابا مقرّ الاتحاد الإفريقي. وانضمّت الدولتان الإفريقيتان مؤخراً إلى مجموعة “بريكس” الدول الناشئة، والتي كانت تعد بالأساس البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
لجنة العشرة
وفي إطار التحضير للقمة اجتمعت الجمعة لجنة رؤساء الدول والحكومات العشرة (C10)، المكرسة للنهوض بالتعليم والعلوم والتكنولوجيا، قبل الافتتاح الرسمي والإطلاق المسبق لموضوع القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقيا لعام 2024 الذي يركز على التعليم.
وشارك في هذا الاجتماع المحوري القادة البارزون من السنغال وسيراليون وتشاد ومصر وتونس وملاوي وناميبيا وكينيا وموريشيوس.
خلال الجلسة، تداول أعضاء اللجنة حول موضوع العام للاتحاد الأفريقي لعام 2024، والدعوة إلى التعليم باعتباره استثمارًا حيويًا لتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء أفريقيا ، مؤكدين دعمهم لخارطة طريق التعليم، متعهدين بضمان تنفيذها الفعال داخل الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
وتلعب اللجنة التي أنشأها الاتحاد الأفريقي في عام 2016، دورًا حاسمًا في تعزيز التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار كعناصر أساسية في تحقيق رؤية “أفريقيا التي نريدها”، على النحو المبين في أجندة 2063. ويعكس تكوين اللجنة التزام الاتحاد الأفريقي بالتمثيل الإقليمي، مع وجود رئيسين من كل منطقة من مناطق الاتحاد الأفريقي الخمس. ويؤكد هذا التجمع التزام القارة بتعزيز النمو التعليمي والتكنولوجي باعتبارهما ركائز أساسية لمستقبل مزدهر ومستدام.
إقرأ المزيد :
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي : الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة ليس لها مثيل في التاريخ