النزاع في شرق الكونغو الديموقراطية أحد محاور زيارة ماكرون لكينشاسا
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب) : يعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ساحة دبلوماسية الحرب الشائكة السبت في جمهورية الكونغو الديموقراطية المحطة الأخيرة من جولته في إفريقيا حيث تواجه جهوده لإحلال السلام في شرق البلاد في مواجهة تمرد حركة 23 مارس، معارضة.
وبالتزامن مع هذه الزيارة، أعلن الاتحاد الأوروبي السبت إنشاء جسر جوي إنساني إلى جوما لدعم سكان شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الذين يواجهون حركة 23 مارس المتمردة، والإفراج عن مساعدات بقيمة 47 مليون يورو.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان إن الجسر الجوي الذي أنشئ “بدعم من فرنسا (…) سيسمح بإيصال مساعدة إنسانية بشكل منتجات طبية وغذائية بالإضافة إلى سلسلة من مواد الطوارئ الأخرى، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وغيرها من الشركاء في المجال الإنساني”.
وبعد قمة حول الغابات الاستوائية في ليبرفيل واتفاق تعاون زراعي في لواندا وتكريم ل”فرنسا الحرة” في برازافيل، جاء دور الوضع الصعب في الكونغو الديموقراطية.
ووصل الرئيس الفرنسى مساء الجمعة إلى عاصمة أكبر دولة فرانكوفونية فى العالم، المدينة الهائلة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة والمعروفة ببزات الرجال الملونة وموسيقى ورقص “الرومبا” بقدر ما تشتهر باختناقاتها المرورية.
وقد التقى صباح السبت نظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في “قصر الأمة” في حي المباني الرسمية والسفارات، لعقد لقاء يليه مؤتمر صحافي مشترك.
وستتخلل الزيارة محطات رمزية مع تصميم ماكرون على تعزيز الشراكة مع هذا البلد الرائد الواقع في وسط إفريقيا في مجالات الصحة والثقافة. وسيلتقي بفنانين ورجال أعمال والبروفسور جان جاك مويمبي الذي اكتشف فيروس إيبولا.
لكن وقبل كل شيء ستكون كواليس الاجتماع مع فيليكس تشيسكيدي محط الاهتمام.
وحاول الرئيس الفرنسي القيام بمهمة مساع حميدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي لبدء خفض للتصعيد في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث تتقدم حركة 23 مارس المتمردة.
وكما هو الحال في الصراع في أوكرانيا الذي حاول عبثا تجنبه في بداية 2022 ، لعب دور الوسيط في اجتماع بين الرئيس الكونغولي ونظيره الرواندي بول كاغامي المتهم بدعم التمرد.
وشددت الرئاسة الفرنسية بعد ذلك على نجاح دبلوماسي في نزاع مستمر منذ نحو ثلاثين عاما، لكن حركة التمرد استأنفت تقدمها منذ ذلك الحين، على الرغم من وساطة قامت بها أنغولا وكينيا أيضا.
ويواجه ماكرون اتهامات بالانحياز لكجامي بعد السنوات السوداء التي أعقبت الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا في 1994 واتهامات لفرنسا بالتورط في حمام الدم هذا.
– “غير مرحب به” –
دانت باريس دعم رواندا لحركة 23 مارس، لكن شكوك كينشاسا بشأن موقف فرنسا لم تتبدد، ويطالب الكونغوليون باريس بمعاقبة كيجالي.
وقال المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا خلال الأسبوع الجاري إن “الرأي العام الكونغولي يتوقع التزاما واضحا من فرنسا بعودة السلام (…) ليس هناك مجال للغموض”.
وعشية زيارته، أكدت حركات مواطنين أن “إيمانويل ماكرون غير مرحب به في جمهورية الكونغو الديموقراطية”. وحاول شبان من دون أن ينجحوا، مهاجمة موكبه عند مغادرته مطار كينشاسا مساء الجمعة.
وتجمع عشرات الأشخاص الذين كانوا قد تظاهروا في كينشاسا الأربعاء احتجاجا على وصول الرئيس الفرنسي، رافعين اعلاما روسية مرة أخرى صباح السبت لمسيرة باتجاه أحد مواقع زيارته.
وذكر صحفيون من وكالة فرانس برس أن الشرطة فرقتهم بسرعة واعتقلت قادتهم.
وفي الطرف الآخر من البلاد، في الشرق، تظاهر نحو عشرين شخصًا من دون حوادث أمام المعهد الفرنسي في بوكافو عاصمة مقاطعة جنوب كيفو، احتجاجا على “نفاق” فرنسا.
واستولى متمردو حركة 23 مارس الذين حملوا السلاح مرة أخرى في نهاية 2021 على مساحات شاسعة من الأراضي في مقاطعة شمال كيفو المجاورة.
وتتهم كينشاسا رواندا بدعم التمرد فعليا وتنفي كيجالي ذلك. لكن خبراء الأمم المتحدة أكدوا هذا الدعم الذي دانته دول غربية عدة.
ويختتم الرئيس الفرنسي جولته التي شملت الجابون وأنجولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية بالرسالة نفسها ومفادها أن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة التي تواجه معارضة متزايدة في القارة، تريد تطوير علاقة جديدة مع إفريقيا قوامها “التواضع” وشراكات “مسؤولة ومتوازنة”.
إقرأ المزيد :
« ماكرون » يواصل جولته الأفريقية سعيا لإرساء “علاقة جديدة” بين فرنسا ودول القارة