السفيرة نميرة نجم تحاضر في جامعة “ليستر” لأول مرة بعد منعها من دخول بريطانبا منذ ٢٠١٨
تستضيف جامعة “ليستر” بمملكة المتحدة البريطانية السفيرة د.نميرة نجم المحام وخبير القانون الدولي ومدير المرصد الافريقي للاتحاد الافريقي في سلسلة محاضرات تمتد ثلاثة لايام لطلاب جامعة ليستر و القانونيين والأكاديميين تبدأ اليوم بجمعية القانون بجامعة ليستر في برنامج حوار المائدة المستديرة ، في محاضرة تحت عنوان “الأهمية الحاسمة للقانون والمحامين على المستوى الدولي والدبلوماسية” .
وغدا بمحاضرة للسفيرة نميرة نجم عن كتابها معاهدات الاتحاد الأفريقي البيئية الصادر باللغة الإنجليزية ، وبعد غد محاضرتين الأولي حول “مرصد الهجرة الأفريقي: أداة أساسية للهجرة في أفريقيا”. والثانية والأخيرة في كيفية اعداد و تقديم إستشارات قانونية في مجال القانون الدولي .
وتعتبر هذه هي الزيارة الاولي للسفيرة نميرة نجم لانجلترا منذ عام ٢٠١٨ بعد منعها ضمنيا من دخول بريطانيا لدورها في مرافعة دفاع الفريق القانوني الذي ترأسته باسم الاتحاد الأفريقي لاسترداد موريشيوس جزر أرخبيل تشاجوس من الاستعمار البريطاني أمام محكمة العدل الدولية ، وهي أول مصرية وعربية و أفريقية وقفت وترافعت أمام محكمة العدل الدولية بإسم منظمة الإتحاد الأفريقي في قضية تشاجوس ضد المستعمر البريطاني الأمر الذي دفع جريدة الجارديان البريطانية الشهيرة و العريقة والأكثر إنتشارا دوليا للتعليق علي مرافعة السفيرة نجم أمام المحكمة العدل الدولية بلاهاي حينذاك ،وخصتها و قالت ” أن مرافعتها كان له دورا حاسما ورئيسيا في انتزاع الإنتصار القانوني لموريشيوس في هذه القضية طلب الرأي الاستشاري من محكمة العدل وسط كبار ألمع وأبرز محاميين القانون الدولي في العالم المتبارين والمترافعين في ذات القاعة وفي ذات القضية و من ضمنهم أستاذ نميرة نجم نفسه الذي منحها شهادة الدكتورة من جامعة لندن للقانون البروفسير فيليب ساندز ، علاوة علي شكر قادة الدول الأفريقية علي جهود المكتب القانوني للإتحاد برئاسة نجم في قمتين أفريقتين متتالتين قبل وبعد الحكم في قضية تشاجوس ، وفي نفس الوقت كانت هناك عواقب تلت مرافعة السفيرة ونتائجها في قضية تشاجوس أمام محكمة العدل الدولية ،حيثً إمتنعت وعطلت الحكومة البريطانية منح السفيرة د.نميرة نجم تأشيرة دبلوماسية للدخول إلي بريطانيا لحضور أي مؤتمرات و أنشطة سياسية وقانونية دولية تم دعوتها لها في لندن منذ صدور الحكم لدورها القانوني في حسم النزاع لصالح موريشيوس .
و قد اختارت الدولة الفلسطينية السفي نميرة نجم الشهر الماضي للترافع ضمن فريق الدفاع القانوني للفلسطين أمام محكمة العدل الدولة الدولية في طلب الرأي الإستشاري من المحكمة بعدم شرعبة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين و كانت هي المحام الدولي المسلم و العربي والأفريفي الوحيد بالفريق ، ورفضت قبول أجر عن ذلك بإعتباره واجب وطني وإسلامي وعربي و أخلاقي تجاه القضية الفلسطينية .
و أثناء جلسات المحكمة الأخيرة كان الاستعانة المحاميين المترافعين بحكم المحكمة التاريخي في القانون الدولي في قضية تشاجوس الأكثر حضورا طوال ايام الجلسات القضية الفلسطينية التي امتدت ستة ايام أمام المحكمة بسبب انه كان متعلقا بمبدأ حق تقرير المصير في القانون الدولي والذي تسعي فلسطين علي تأكيده في طلبها الاستشاري امام المحكمة .
وكانت نجم قد علقت علي أهمية حكم محكمة العدل الدولية في إعادة جزر تشاجوس لوطنها الأم انه اسس قاعدة قانونية جديدة في فقه القانون الدولي المبني علي الأعراف الدولية و السوابق والأحكام القانونية الدولية بأن المحتل لايستطيع فصل إقليم في أي دولة يحتلها عن وطنه الأم تحت أي مزاعم أو مسميات أو دفوع بالإضافة الي ترسيخ مبدأ حق تقرير المصير .
وعن التحدي الذي قابلها أثناء ترافعها أمام محكمة العدل الدولية في قضية تشاجوس ، شددت السفيرة ان التحدي الأساسي انك تواجه نفوذ تحالف دول عظمي استعمارية ودول تابعة لها توظف وتجمع أكبر تكتل لعدد من خلاصة أبرز المحاميين القانون الدولي في العالم للدفاع عن مصالحها وإستمرار بقاء الأستعمار و إكسابه الشرعية الدولية ، وعقبت السفيرة لاننسي ان هذه الدول هي من صنعت القانون الدولي نفسه ووظفتها لصالح أغراضها ومن ثم فأنك تلعب في ساحة صنعها وصاغ مفاهيمها الإستعمار نفسه ووظفها لخدمة أغراضه ، بل أنا شخصيا بجانب الخبرات الدبلوماسية والسياسية والتفاوضية التي أكتسابتها من خلال تشرفي بعملي في وزارة الخارجية المصرية ، فأن دراستي القانون التي بدأت في جامعة عين شمس و أثقلتها بدراسة القانون الدولي ماجستير ودكتوراه في بريطانيا و هي الدولة إستعمارية الأولي في العالم التي عرفت بأنها الأمبراطورية التي لاتغيب عن مستعمراتها الشمس ، والمحصلة أنك أصبحت كفأ وند بالدرجة المكافئة ومؤهل بالخبرة وبالعلم من مصادره أن تواجه وتستغل الثغرات القانونية وتوظف أدوات وأساليب القانون الدولي والسياسية لصالحك، وانت مصنف لديهم أنك تنتمي لمواطني العالم الثالث المقهور والمستنزف قدراته علي مدي قرون من الدول الإستعمارية والمستضعف أدواته وخبراته ، علاوة انه يهدر العناصر المميزة فيه ذاتيا و طواعيا مجانا تحت وطأة عناصر سرطانية ذاتية مدمرة تقوده عفويا الي مقاومة عنيفة وضارية و حروب خاصة ضد اي دعوة إصلاحية وإلي ترسيخ وتأكيد مناخ التخلف وضعف وعجز الادارة و ثقافة رابطة الشلل وأهل الثقة و السلطة التي تشيخ في مراكزها وسيادة وشيوع فساد التقرير الأمنية ورغبات و إنحرافات المستوي الإدراكي لبعض القائمين عليها في عديد من الدول .. وفي النهاية تقف و تنتصر لقارتك في معركة قانونية دولية أمام أهم محكمة قانون دولي في العالم ، أنها ليست معركة سهلة أو هينة أو حادث عارض لاقيمة له في لاهاي كما يتصورها البعض أو كما يحاول الإعلام الغربي تجاهله و السكوت عنه في ذلك الوقت و مدي تأثيره في العلاقات الدولية ، فالعاملين والدراسين و السياسيين و الدبلوماسيين والدراسين والباحثين و الخبراء والمتخصصين في القانون الدولي العام يدركون تماما ان الصراع القضائي الدولي أمام محكمة العدل الدولية منافسة بين عقول قانونية دولية شرسة و قوية بين أضداد وكيانات كبري وبمثابة كأس العالم للقانون الدولي ،ولذلك عندما تفوز تشعر بالفخر كأفريقي و مصري وعربي أنك كنت مشارك و فعال ولك دورا أساسيا في دائرة الصراع والنضال و كنت مساهما وترسا من تروس منظومة آلة التغيير ، وأداة قانونية للوصول لمكاسب سياسية وإستراتيجية كللت في النهاية لتحريك الوضع السياسي وإرغام الحكومة البريطانية علي التفاوض مع حكومة موريشيوس لإستعادة أخر أرض وجزيرة أفريقية من الاستعمار جريا الآن ، أنها تجربة وطنية أفريقية خالصة تولد شعورا لايستطيع أحد وصفه مدي زهو تأثيره علي المشاركين فيه إلا من عاش تفاصيله ومارس و قائعه وخرج وهو عضوا رئاسيا منتمي لفريق المنتصرين فيه ، لقد كانت أحداث في سجل الزمان والتاريخ والقانون الدولي رائعة تشرفت أن أساهم وأكون طرفا فيها ،خصوصا أنها وقائع قضية تشاجوس في المحافل الدولية أضافت رصيدا هائلا وسجلا من التأثير و الفعلية والقدرات والقوة السياسية والإحترام لمنظمًة الإتحاد الأفريقي علي المستوي الدولي و الإقليمي وأكدت مكاناتها ودورها وفاعليتها في الدفاع عن حقوق دول القارة السمراء ، لأنها موجودة ومؤثرة و تفرض رأيها علي الآخرين بالأدوات المشتركةً للسياسية والقانون وتحمي مصالح دولها أمام أقارنها في العالم .
الجدير بالذكر ان مدينة ليستر تعتبر اليوم من أهم المراكز التجارية والصناعية وكذلك التعليمية في وسط إنجلترا بشكل خاص والمملكة المتحدة بشكل عام. وتشتهر بصناعة المنتوجات الغذائية والملابس والأحذية والمصنوعات الإلكترونية والهندسية والمطبوعات والبلاستيك.
وفي العصر الحديث وإبّان الحرب العالمية الثانية سكن ليستر الكثير من الجاليات المهاجرة من أصول هندية وباكستانية ومن كينيا وأوغَندا وصارت الأقليات تشكل حوالي 40% من سكان المدينة في منتصف السبعينيات. و حديثًا أتى إليها الكثير من هم من أصل صومالي ومن شرق أوروبا ، و يوجد في ليستر العديد من المساجد ، وتعتبر من أكثر المدن تنوعًا في إنجلترا من حيث النسيج السكاني وهي أول مدينة في بريطانيا أغلب سكانها من الأقليات العرقية.
إقرأ المزيد
السفيرة نميرة نجم تبحث مع الخارجية الهولندية حماية المهاجرين الأفارقة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.