دراسة: الهجرة الأفريقية..وفاة 25 ألف إفريقي غرقاً في البحر بين أوروبا وإفريقيا
٤٠ مليون مهاجر أفريقي زيادة بنسبة ٣٠ % عن عام ٢٠١٠ و15% منهم بدون وثائق سفر
في دراسة عن الهجرة الأفريقية أصدرها مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أكد فيها أن حالات الهجرة تتجه معظمها نحو المراكز الاقتصادية في القارة الفريقية، وهو نمط يمكن توقع استمراره مع تزايد عمليات تكامل الاقتصادات الإقليمية.
وذكرت الدراسة أن الهجرة الأفريقية ظلت تتم على نحو ديناميكي في مسار تصاعدي ثابت على مدى العقدين الماضيين، ويمثل المستوى القياسي لأكثر من ٤٠ مليون مهاجر أفريقي زيادة بنسبة ٣٠ % عن عام ٢٠١٠. بالنظر إلى العوامل الدافعة القوية المستمرة، يمكن توقع استمرار هذا التوجه في عام ٢٠٢٣.
وأوضحت الدراسة ان معظم حالات الهجرة الأفريقية تحدث داخل القارة، حيث يبحث المهاجرون عن فرص عمل في المراكز الاقتصادية الإقليمية المجاورة، ولكن تكون غير معترف بها في كثير من الأحيان.
و في الواقع هناك ٨٠% من المهاجرين الأفارقة ليس لديهم مصلحة في مغادرة القارة وتمثل أفريقيا ١٤ % فقط من سكان العالم المهاجرين، مقارنة بنسبة ٤١ % من آسيا و ٢٤ % من أوروبا.
وتعد جنوب إفريقيا وكوت ديفوار ونيجيريا من بين أكبر خمس دول مقصودة في القارة، مما يكشف عن موقعها كمراكز اقتصادية بالنسبة لمناطقها الفرعية.
يشكل المهاجرون أقل من ٥ % من السكان في كل من بلدان المقصد الأولى، فيما عدا كوت ديفوار، تعد غالبية المهاجرين في كوت ديفوار من بوركينا فاسو المجاورة، حيث توجد سمات ثقافية مشتركة فيما بينهما.
توسيع المنافع الصافية من الهجرة
على عكس السرد التقليدي، فإن ما يقدر بنحو ٨٥ % من الهجرة الأفريقية تشمل عمليات التجارة الروتينية والسفر عبر الحدود، ويساهم هذا بشكل ملموس في الاستقرار الاقتصادي وسد فجوات العمالة والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لبلدان المقصد.
سيتم تحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية من الهجرة حيث تكتسب اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) وبروتوكول حرية تنقل الأشخاص زخمًا.
كما ستعمل الهجرة على إفادة البلدان الأصلية من خلال التحويلات التي ستساهم في استقرار دخل الأسر في الاقتصادات الهشة، وتحسين الأمن الغذائي، كما أنها ستكون بمثابة تعليم استثماري للجيل القادم.
تدفقات الموارد إلى جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، من ١٩٩٠ إلى ٢٠٢٣
المصدر: مبادرة شراكة المعارف العالمية للهجرة والتنمية (KNOMAD)
سيؤدي تغير المناخ إلى خلق أعداد أكثر من المهاجرين البيئيين
يؤدي الارتفاع المطرد في درجة الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ إلى جعل مناطق معينة في إفريقيا غير صالحة للسكن (نظرًا لندرة المياه وموجات الحر غير المحتملة وزيادة تفشي الأمراض، من بين عوامل أخرى)، الأمر الذي يتسبب في زيادة معدلات الهجرة.
يعمل تغير المناخ على تسريع نمط الهجرة من الريف إلى الحضر إلى المدن الكبرى في إفريقيا، من المتوقع في الفترة بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٣٠، أن تنمو أكبر سبع مدن ساحلية في إفريقيا – لاغوس ولواندا ودار السلام والإسكندرية وأبيدجان وكيب تاون والدار البيضاء – بنسبة ٤٠ %.
وسيعمل الضغط المزدوج للنمو السكاني وارتفاع مستوى البحار على البنية التحتية والزراعة والوصول إلى المياه للمواطنين الأفارقة في المدن الساحلية، على زيادة مخاطر أزمات الحكم والأمن.
كما ستساهم الكوارث الطبيعية – من فترات الجفاف الطويلة إلى العواصف والفيضانات القوية – في زيادة معدلات الهجرة، على مدار العقد الماضي، تعرضت نسبة ٢.٥ مليون أفريقي في المتوسط سنويًا للتشريد بسبب الكوارث الطبيعية، يؤثر الضرر المتكرر للبنية التحتية وسبل العيش في القدرة على الصمود، الأمر الذي يتسبب في نزوح المزيد على المدى الطويل، أو حتى بشكل دائم.
لا يزال بعض المهاجرين الأفارقة يواجهون مخاطر حادة
يواجه ما يقدر بنحو ١٥ % من المهاجرين الأفارقة، ومعظمهم ممن يسافرون بدون وثائق رسمية، مستويات عالية من مخاطر التعرض للاستغلال والاتجار، إما طوال مسار رحلتهم أو في بلد المقصد.
فليبيا، على سبيل المثال، لا تزال وجهة بالغة الخطورة بالنسبة للمهاجرين، مع ورود تقارير مستمرة حول عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب والاضطهاد واسترقاق المهاجرين من قبل القائمين بالاتجار والميليشيات، وحتى بعض السلطات داخل الدولة.
لا يزال سكان شمال إفريقيا في صدارة الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى أوروبا، ومن المرجح أن يؤدي التراجع المستمر للمؤسسات الديمقراطية مع الصعوبات الاقتصادية في دول شمال إفريقيا مثل تونس ومصر والجزائر وليبيا إلى توجه المزيد من الأشخاص نحو أوروبا.
فقد وثقت أفريقيا أكثر من ٩٠٠٠ حالة وفاة مرتبطة بالهجرة منذ عام ٢٠١٤. كما فقد ما يزيد على ٢٥ ألف شخص وهم يعبرون المياه بين أفريقيا وأوروبا.
لا تزال العديد من البلدان تتعامل مع الهجرة على أنها جريمة وليست مؤشرًا، وتحديدًا الفرص الاقتصادية المحدودة وصعوبة الوصول إلى مسارات آمنة ونظامية للمهاجرين.
إقرأ ايضا:-
ليبيا.. السفير الفرنسي يبحث ومديرة بعثة «يوبام» كيفية وقف الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
إيطاليا وفرنسا تدرسان إرسال بعثات مشتركة في إفريقيا حول الهجرة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.