وكالات الأنباء
تشهد نيجيريا خلال الأيام الأخيرة موجة من حوادث الاختطاف الجماعي كان آخرها اليوم السبت، حيث تم اختطاف أكثر من عشرة طلاب وأربع نساء من مدرسة ف جادا بولاية سوكوتو , وقال النائب المحلي بشير عثمان جوراو لـ “بي بي سي ” : إن 15 طالبا تم اختطافهم في وقت مبكر من الصباح.
ويأتي هذا الاختطاف الجماعي الثالث هذا الأسبوع في الوقت الذي يكثف فيه الجيش النيجيري من جهوده للبحث عن مئات من أطفال المدارس اختطفوا في بلدة كوريجا الغربية يوم الخميس , وفي تطور في هذه القضية قال حاكم الولاية أوبا ساني لبي بي سي ” إن 28 على الأقل من الأطفال المختطفين نجحوا في الفرار من خاطفيهم .
وقالت ادارة المدرسة وأولياء الأمور إن عصابات من الرجال المسلحين على دراجات نارية اختطفت أطفالاً في المدارس الابتدائية والثانوية تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً , وتعمل القوات النيجيرية مع الشرطة وفرق البحث المحلية لتمشيط الغابات داخل ولاية كادونا، وكذلك الولايات المجاورة.
وجاءت عمليات الاختطاف في أعقاب أسر نساء وأطفال من بلدة نائية في ولاية بورنو في اليوم السابق.
وقال السيد ساني ” إن نقص القوات على الأرض كان السبب الرئيسي لارتفاع عمليات الاختطاف في المنطقة.
وشكلت عائلات الأطفال المختطفين مجموعات أهلية وتطلب المساعدة من المجتمعات المجاورة لمعرفة مكان وجود الأطفال.
وقال الرئيس بولا تينوبو على وسائل التواصل الاجتماعي ” إنه واثق من أنه سيتم إنقاذ الضحايا.
وغرد قائلاً: “لا شيء آخر مقبول بالنسبة لي ولأفراد عائلات هؤلاء المواطنين المختطفين المنتظرين. سيتم تطبيق العدالة بشكل حاسم”.
أثار الاختطاف الجماعي في كادونا ذكريات اختطاف ما يقرب من 300 فتاة في بلدة شيبوك شمال شرق نيجيريا في عام 2014 , وفي أجزاء من شمال نيجيريا، يخشى الآباء على سلامة أطفالهم ويشعرون بالقلق من السماح لهم بالذهاب إلى المدرسة. ونتيجة لذلك، لا يذهب آلاف الأطفال إلى المدارس.
وكانت آخر عملية اختطاف كبيرة للأطفال في كادونا في يوليو 2021 عندما اختطف مسلحون أكثر من 150 طالبًا , وتم اطلاق سراحهم بعد أشهر بعد أن دفعت عائلاتهم الفدية.
وفي عام 2022، أقرت نيجيريا قانونا يحظر دفع الفدية للخاطفين وفرضت عقوبة السجن لمدة 15 عاما على من ارتكب هذه الفدية , كما جعلت عقوبة الاعدام عقوبة من يثبت قيامهم بالاختطاف خاصة في الحالات التي يموت فيها الضحايا.
وفي تقرير لـ ” بي بي سي ” حول أسباب عودة ظاهرة الاختطاف الجماعي في نيجيريا قال ويليام ليندر، وهو ضابط متقاعد في وكالة المخابرات المركزية ورئيس منظمة 14 نورث، وهي منظمة استشارية تركز على المخاطر في أفريقيا، ” إن “اقتصاد نيجيريا الضعيف يخلق الظروف الملائمة للاختطاف , مضيفا “لقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، خاصة خلال الأشهر الستة الماضية.
ويوافقه الرأي أليكس فاينز، مدير برنامج أفريقيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس , حيث قال ” إن الهجمات الأخيرة يمكن ربطها بضعف أداء الاقتصاد النيجيري وعدم قدرة القوات الأمنية على تعطيل أنشطة عصابات الاختطاف.
وقال بولاما بوكارتي، أحد كبار محللي الصراعات في معهد توني بلير للتغير العالمي: “نيجيريا بحاجة إلى العمل مع جيرانها” , مضيفا “وبدون التعاون العابر للحدود الوطنية، وخاصة مع النيجر والكاميرون وتشاد، بما في ذلك الجزء الشمالي الغربي من حدود نيجيريا، فإن هذه الحوادث سوف تستمر وتتكرر “.
