نيجيريا : تطورات جديدة في حوادث الخطف الجماعي .. والرئيس تينوبو يرفض دفع أي فدية
طلب الرئيس النيجيري بولا تينوبو من قوات الأمن في نيجيريا بعدم دفع أي فدية مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 300 طالب وموظف تم اختطافهم من مدرسة في ولاية كادونا شمال غرب نيجيريا الأسبوع الماضي.
ووفقا لتقرير لـ ” هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ” وجه الرئيس تينوبو الأجهزة الأمنية النيجيرية لضمان إطلاق سراح جميع الضحايا المختطفين دون دفع أي أموال للخاطفين، وذلك وفقا لما صرح به وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس للصحفيين يوم الأربعاء.
وقال وزير الإعلام النيجيري ” إن الرئيس طلب من القوات الأمنية المكلفة بعمليه بحث عن التلاميذ المخطوفين التأكد من “عدم دفع أي سنت”.
كان أقارب المختطفين كشفوا عن أن المسلحين طالبوا بمئات الآلاف من الدولارات مقابل إطلاق سراح الطلاب المختطفين من مدرستهم في قرية كوريجا بولاية كادونا .
وشهدت نيجيريا الأسبوع الماضي تفاقم جرائم الخطف جماعي ، كان آخرها اختطاف أكثر من 60 شخصًا ليل الثلاثاء الماضي من قرية في ولاية كادونا أيضًا , وذلك بعد أيام قليلة من اختطاف أكثر من 250 تلميذا من مدرسة تقع في المنطقة نفسها، حسب ما أفاد مسؤولان محليان ومصدر ثالث من الأمم المتحدة.
وقال المسؤول المحلي أبوبكر بودا في تصريحات لقناة “تشانلز تي في” النيجيرية، إن مسلحين اقتحموا قرية في منطقة كاجورو صباح الثلاثاء، وانتقلوا من منزل إلى آخر واختطفوا السكان وفتحوا النار في شكل متقطع، وفق وكالة فرانس برس , وبحسب المسؤول، فقد حال تدخل عسكري دون اختطاف مزيد من الأشخاص، وفق القناة.
من جهته قال النائب عن المنطقة عثمان دانلامي ستينغو إن 32 امرأة و29 رجلا قد خطِفوا و فيما أكد مصدر في الأمم المتحدة ليس مخولا بالتحدث إلى الإعلام ، أن مسلحين هاجموا القرية في وقت باكر الثلاثاء، مشيرا إلى أن “الحصيلة الأولية كانت 40 مختطفا لكن العدد ارتفع إلى نحو 60”.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تم اختطاف مئات الطلاب النيجيريين , وتم إطلاق سراح بعض الرهائن بعد مفاوضات مع السلطات، على الرغم من نفي المسؤولين دفع فدية , ويحظر قانون صدر عام 2022 دفع فدية للخاطفين , ويشكل تزايد عمليات الاختطاف على نطاق واسع تحديا لحكومة الرئيس النيجيري تينوبو، التي وعدت بمعالجة قضية انعدام الأمن.
وفي تقرير لـ وكالة أنباء “أسوشيتيد برس” الأمريكية، أكدت فيه أن زيادة عمليات الاختطاف الجماعية للطلاب في نيجيريا تركت أولياء أمورهم وشريحة كبيرة من الشعب النيجيري في حالة من الصدمة واليأس.
وقالت الوكالة – في سياق تقرير – “إن رشيدات حمزة، وهي مواطنة لديها ستة أطفال باتت في حالة من اليأس والحزن بعد أن تعرض جميع أطفالها، باستثناء واحد، للخطف مع ما يقرب من 300 طالب من مدرستهم في شمال غرب نيجيريا، الذي مزقته الصراعات.. وبعد مرور أكثر من يومين على ذهاب أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عاما، إلى المدرسة في بلدة كوريجا النائية، لتقتادهم مجموعة من المسلحين بعيدا، لاتزال رشيدات في حالة صدمة كبيرة”.
وقالت رشيدات، لفريق “أسوشيتد برس” الذي وصل إلى بلدة ولاية كادونا للإبلاغ عن هجوم وقع يوم /الخميس/ الماضي، “لم نشهد قط هذا النوع من العنف، حيث يتم اختطاف أطفالنا من مدرستهم.. لا نعلم ماذا نفعل، ولكننا نؤمن بالله”.
وكانت عملية الاختطاف التي وقعت في كوريجا واحدة فقط من ثلاث عمليات اختطاف جماعي وقعت في شمال نيجيريا منذ أواخر الأسبوع الماضي، فيما اعتبرته الوكالة انعكاسًا للأزمة الأمنية التي تعاني منها أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان؛ حيث اختطفت مجموعة من المسلحين 15 طفلا من مدرسة في ولاية أخرى بشمال غرب البلاد، هي سوكوتو قبل فجر أمس /السبت/، وقبل ذلك بأيام اختطف 200 شخص في ولاية بورنو شمال شرق البلاد.
وقبل عقد من الزمان، تصدرت عمليات الاختطاف في المدارس في نيجيريا عناوين الأخبار في بلدة شيبوك في بورنو، مع اختطاف أكثر من 200 تلميذة في عام 2014 على يد متطرفين، مما صدم العالم.. ولم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن أي من عمليات الاختطاف الأخيرة. لكن يشتبه في أن متطرفين يشنون تمردا في شمال شرق البلاد نفذوا عملية الاختطاف في بورنو في حين يلقي السكان المحليون اللوم في عمليات الاختطاف في المدارس على الرعاة الذين يشتبكون في الصراعات مع المجتمعات المستقرة.
ومن بين الطلاب المختطفين ما لا يقل عن 100 طفل تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أقل.. وقالت نورا أحمد، وهي معلمة، “إنهم كانوا يستقرون للتو في فصولهم الدراسية في المدرسة الابتدائية والثانوية الحكومية عندما جاء مسلحون بالعشرات، يركبون دراجات ويطلقون النار بشكل متقطع”، مشيرة إلى أن المدرسة تقع على الطريق عند مدخل مدينة كوريجا، التي تقع وسط الغابات والسافانا.. وأضافت: “لقد حاصروا المدرسة وأغلقوا جميع الممرات والطرق، لمنع وصول المساعدة قبل إبعاد الأطفال في عملية استمرت أقل من خمس دقائق”.
وقال مراقبون: “مع حلول اليوم التالي، توجهت الشرطة والجنود النيجيريون إلى الغابات بحثًا عن الأطفال، لكن تمشيط المساحات الحرجة في شمال غرب نيجيريا قد يستغرق أسابيع”، بينما قال شيهو لاوال، والد صبي يبلغ من العمر 13 عاماً كان من بين المختطفين: “منذ حدوث ذلك، أصبح عقلي مشتتاً”.. وأضاف: “لم يتناول طفلي وجبة الإفطار قبل المغادرة، حتى والدته أغمي عليها.. كنا قلقين، واعتقدنا أنها ستموت”.
وقال بعض القرويين، مثل لاوان يارو، الذي كان أحفاده الخمسة من بين المختطفين، “آمالنا تلاشت بالفعل وتحولت إلى خوف.. والناس اعتادوا على انعدام الأمن في المنطقة، لكن الأمر لم يكن بهذه الطريقة من قبل”.. وأضاف: “نحن نبكي ونطلب المساعدة من الحكومة، لكن المسلحين هم من سيقررون إعادة الأطفال”.
وبحسب “أسوشيتيد برس”، تم اختطاف آلاف الأشخاص في جميع أنحاء نيجيريا في العام الماضي وحده، وفقًا لبيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها، بل إن الأزمة ضربت المنازل في العاصمة أبوجا، حيث تولى الرئيس بولا تينوبو منصبه بعد انتخابه العام الماضي في أعقاب حملة وعد فيها بحل عمليات الاختطاف.
إقرأ المزيد :
الأمم المتحدة : اختطاف 200 شخص معظمهم من النساء والأطفال في نيجيريا