الدكتور راشد عبد الله المدير التنفيذي للجنة الأفريقية للطاقة في حوار مع ” أفرو نيوز 24 ” : 600 مليون أفريقي محرومون من الكهرباء
»» راشد عبد الله : 900 مليون أفريقي يعتمدون علي الحطب والفحم والكيروسين في الطهي
»» التمويل أكبر معوق للتنمية في قارة أفريقيا .. وتقييمات مؤسسات التمويل الدولية لاقتصاديات القارة غير عادلة
»» الضغوط علي أفريقيا بعدم استخدام الوقود الاحفوري غير عادلة ولن تحل مشكلة الطاقة في القارة
كشف المدير التنفيذي للجنة الأفريقية للطاقة (AFREC) راشد علي عبد الله ، عن أن أكثر من نصف سكان القارة أو 600 مليون أفريقي ليس لديهم نفاذية للطاقة الكهربائية .
وقال الدكتور راشد عبد الله في حوار مع ” أفرو نيوز 24 ” : ” إن هناك حوالي 900 مليون مواطن أفريقي ليس لديهم نفاذية لطاقة الطهي النظيفة ، و يعتمدون علي الحطب والفحم والكيروسين في الطهي .
وتطرق المدير التنفيذي للجنة الأفريقية للطاقة إلي العقبات التي تواجه تطوير قطاع الطاقة في أفريقيا علي رأسها قضية التمويل .
وفيما يلي نص الحوار :
»» بداية نود في البداية أن نتعرف علي اللجنة الأفريقية للطاقة ومجال عملها وما هي المعوقات التي تواجه هذا القطاع الحيوي؟
اللجنة الأفريقية للطاقة هي هيئة متخصصة تابعة للاتحاد الأفريقي مهمتها الأساسية تخطيط المشروعات التي تهدف إلي تطوير قطاع الطاقة في قارة أفريقيا.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه تطوير قطاع الطاقة في قارة أفريقيا ، فهناك تحديات كبيرة تواجهه علي رأسها ” فقر الطاقة ” وهذا التحدي نضعه كلجنة كأولوية بالنسبة لنا ، فيكفي أن نشير هنا إلي أن أكثر من نصف سكان القارة أو 600 مليون أفريقي ليس لديهم نفاذية للطاقة الكهربائية ، كما أن هناك حوالي 900 مليون مواطن أفريقي ليس لديهم نفاذية لطاقة الطهي النظيفة ، و يعتمدون علي الحطب والفحم والكيروسين في الطهي ، وبالتالي هذا الأمر يخلق ضغوطا كبيرة علي دول القارة الأفريقية ، فعدم وجود طاقة يعرقل محاولات التنمية وعدم وجود تنمية اقتصادية وتوفير لفرص العمل .
ولهذا فإن كل برامج اللجنة منصبة في هذا الإطار وهو كيف نقوم بما يطلق عليه تحويل لقطاع الطاقة حتي يصل لجميع القطاعات خاصة قطاعي الإنتاج والأعمال والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات الأخري .
العمل على مسارين
ونحن نعمل حاليا كلجنة علي مسارين الأول هو كيفية قيام أفريقيا بتحول الطاقة والمسار الثاني هو كيفية تقليل الفجوة التي تعاني منها أفريقيا في الطاقة.
وفي رأيي فإن مسألة تحول الطاقة في أفريقيا تختلف اختلافا كليا عن تحول الطاقة في العالم ، وذلك نظرا لاختلاف الظروف وايضا اختلاف الهياكل الاقتصادية.
فحتي نستطيع القول إن أفريقيا تستطيع القيام بتحول الطاقة عليها استخدام كافة الإمكانيات المتاحة لديها سواء كانت طاقة متجددة أو غير متجددة ، وأؤكد هنا أن التوسع في استخدام البترول والغاز الطبيعي جزء من اي تحول للطاقة في أفريقيا ، وأشير هنا إلي أن اللجنة لديها برنامج مهم جدا في هذا الإطار ” الغاز الطبيعي والبترول “.
فالطاقة هي عماد أي اقتصاد و لا يمكن ان تظل القارة الأفريقية يعاني أكثر من نصف سكانها من النفاذ للكهرباء .
واللجنة لديها برنامج آخر وهو ” بناء القدرات ” حيث نعمل علي بناء القدرات سواء فيما يتعلق بالأفراد أو المؤسسات ، وقد قمنا بعملية مسح وحددنا ١٥٠ نقطة في القارة سنقوم بتنفيذ هذا البرنامج فيها وهو ما نعمل عليه حاليا .
كفاءه الطاقة
ومن ضمن البرامج التي تعمل عليها اللجنة موضوع كفاءة الطاقة ، فالتحول الذي يحدث في العالم ألهمنا أنه ليس من الضروري أن تستثمر في توليد مزيد من الطاقة لكن أيضا كيفية استخدام وتطوير الموارد المتاحة.
واللجنة لديها برنامج آخر هام متعلق بالطاقة الحيوية ، حيث نحاول حل المشكلات الحقيقية التي تواجه القارة فيما يتعلق بهذا القطاع الحيوي ، فأفريقيا تستهلك نصف طاقتها من الفحم والوقود خاصة في الطهي ، وبالتالي يجيب أن نقوم بتحديث هذا القطاع وان يتم استبداله بوقود آخر نظيف ، أو حتي يتم استخدامه بصورة مسؤولة .
التمويل أكبر معوق للتنمية
»» دائما تصطدم أية محاولات لتطوير قطاع الطاقة في أفريقيا بمسألة التمويل .. كيف يمكن حل هذه المعضلة ؟
– بالفعل ، مسألة التمويل أكبر معوق للتنمية في قارة أفريقيا ، وهذا يعود بالأساس إلي التقييمات غير العادلة من بعض المؤسسات الدولية لاقتصاديات القارة التي تصنفها علي اساس أنها ” غير آمنة ” ، الأمر الذي يؤدي إلي ارتفاع سعر الفائدة المبالغ فيه علي القروض والتي تصل الي أكثر من 13% ، في نفس الوقت وفي مكان آخر من العالم نجد نفس المشروع يقام وبنفس القرض لكن بفائدة لا تزيد عن 1% أو 2% ، فمثل هذه الممارسات تؤدي إلي عزوف رأس المال عن المشاركة في المشروعات الافريقية ، وبالتالي هذا الأمر يضع عبء كبير جدا علي قطاع الطاقة في أفريقيا ويصعب من عملية تطوير هذا القطاع ، وبالتالي فإن هناك ضرورة لحل مشكلة أعباء التمويل بحيث تقدم مؤسسات التمويل الدولية تمويل مناسب بشروط مناسبة لأفريقيا .
فمن المعروف أن مشروعات الطاقة ذات تكلفة مرتفعة خاصة مشروعات الطاقة المتجددة مرتفعة التكلفة جدا بالنسبة لأفريقيا ، ونحن نعمل من جانبنا كلجنة أفريقية للطاقة أن تكون الخطط والقرارات متناسبة ، لكن الحل هنا عالمي ولا نتحكم فيه في أفريقيا ، لكن علينا كأفارقة أن نبحث عن تمويل داخلي مثل أموال المعاشات التي يمكن استخدامها في تمويل مشروعات الطاقة ، وأيضا تشجيع القطاع الخاص الأفريقي علي الدخول في مشروعات الطاقة وتقديم المحفزات الكافية له بحيث يستثمر في هذه المشروعات ، وأشير هنا إلي قيام رجل الأعمال النيجيري أليكو دانجوتي، ببناء أكبر مصفاة البترول في القارة والتي سوف تسهم في إحداث نقلة مهمة في نيجيريا، التي تستورد أغلب الوقود من الخارج، رغم أنها أكبر منتج للنفط في القارة ، وأيضا يجب أن يكون هناك دور لمؤسسات التمويل الأفريقية .
وقد شهدت السنوات الأخيرة تحرك كبير من قبل الاتحاد الأفريقي والرؤساء ومطالبات بأن تكون هناك عدالة في موضوع التمويل عالميا ، وأؤكد من جديد أنه علينا أن نسعي داخل علي القارة لجذب المستثمرين الأفارقة للعمل في قطاع الطاقة .
موقف أفريقي موحد
»» عند الحديث عن استخدام الوقود الاحفوري هناك ضغوط كبيرة تمارسها دول العالم المتقدم علي القارة الأفريقية لدفعها لعدم التوسع في استخدام الوقود الاحفوري فهل مثل هذه الضغوط تعرقل خطط تطوير قطاع الطاقة في أفريقيا ؟
– لدينا في الاتحاد الأفريقي موقف موحد بخصوص هذا الامر , فنحن نعتقد أن أفريقيا عليها أن تستخدم كل الإمكانيات والموارد المتاحة لها ، فليس هناك أي حل نستطيع من خلاله توصيل الكهرباء لأكثر من ٦٠٠ مليون أفريقي دون استخدام الوقود الاحفوري وتحديدا الهيدروكربون ، كما أنه ليس هناك حل حتي نستطيع توفير وقود طهي نظيف لأكثر من مليار أفريقي دون استخدام الوقود الاحفوري أيضا ، ولذلك فهذه الضغوط والمطالبات أمر غير عادل ،علما بأن القارة الإفريقية يصدر منها أقل إنبعاثات في العالم حوالي 3 % وفي حال تم استخدام كل الغاز الطبيعي المتاح في القارة وحققنا جميع الإحتياطات للطاقة أو طهي نظيف لن تزيد هذه النسبة عن 4 % , إذن توجيه أصابع الاتهام للقارة الإفريقية أو إملاء بعض الأمور علي القارة يشتت الإنتباه عن من قام بتلويث البيئة بالفعل ولا يريد الوفاء بالوعود وتحمل مسؤلية ما أحدثه من تدمير .
فهذه الضغوط غير عادلة ولن تحل مشكلة الطاقة في أفريقيا بل علي العكس ستؤزم قطاع الطاقة في القارة ، والموقف الأفريقي واضح وهو يجب علي القارة أن تستخدم كل المصادر التي تمتلكها لحل مشكلة الطاقة.
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.