إفريقيا.. تحتفل بقدوم شهر رمضان المعظم بالعادات والتقاليد ذات المذاق الخاص
المسحراتي:يعني «التو» في نيجيريا و(ميتاداموتانيه) في النيجر و«الصوماليو» في الصومال
شهر رمضان المبارك له مذاق خاص لدى شعوب إفريقيا المسلمة وله طقوس وتقاليد وعادات تميزه عن أي بقعة في العالم، فشهر رمضان في حياة الافارقة له قيمته الخاصة .
وسنتعرف في هذا التقرير عن أهم العادات الروحية لشهر رمضان في 11 دول إفريقية
والبدياية ستكون من:
جزر القمر
تعتبر أقصر الدول الافريقية والعربية فى مدة الصيام إذ تبلغ عدد ساعات الصوم لمسلمى جزر القمر الذين يمثلون 98% من عدد السكان 12ساعة ونصف الساعة، هذه البلاد دخلها الإسلام فى وقت مبكر وكان السبب في انتشاره الرحالة السبب الأساسى لتسميتها بجزر القمر لأنهم وصلوا لها والقمر كان بدراً فأسموها جزر القمر والجزر تشبه القمر وتبلغ
وفي شهر رمضان يوجد الكثير من العادات والتقاليد الأصيلة بهذا الشهر الكريم منها الاحتفالات الدينية الإسلامية وتتحول الجزر أو الدولة إلى أسرة واحدة بعد أذان المغرب وشعبها يحتفل بالشهر الكريم مع نهاية شهر شعبان بزيادة الصلوات والعبادات والصيام تقربا لله، وفى شهر شعبان يزيد الزواج ليكون الزوجان على استعداد للصيام معا، ويتم تنظيم ما يسمى بالمجالس لإشهار الزواج يحضره كبار ووجهاء المدن والقرى بجانب حضور فرق موسيقية بدفوفها وتلقى القصائد الدينية.
وتنظم حفلات عديدة من بداية النصف الثانى من شهر شعبان وهى حفلات شبابية وينظمون حفلات فولكلورية لقدوم الشهر الكريم ويتم فى كثير من الأحيان تنظيمها على الشواطئ المشهورة برمالها البيضاء.
وعند ثبوت رؤية الهلال يذهب الكثيرون إلى الشواطئ ليلا فتعم الفرحة والسعادة ويشعلون المشاعل وتدق الطبول وتكون المساجد مجهزة لاستقبال الشهر الكريم ومن أول يوم بالشهر الكريم تقام الصلاة ويقرأ القرآن الكريم وتنتشر حلقات الذكر وتزيد الصدقات وتغلق الكازينوهات الليلية وترتدى النساء الأزياء الحشمة وتطبق القوانين الصارمة على المخالف كالذى يتم ضبطه وهو فاطر دون سبب.
التي تتميز بالاختلاف العرقي الكبير من هنود وماليزيين وأندونيسيين وأفارقة تتنوع مظاهر الاحتفال بهذا الشهر المبارك من حيث تباين الأطعمة حيث يكثر الهنود المسلمون من استعمال التوابل الحارة في إعداد الوجبات والمشروبات الهندية مثل الجانجوي والحريرة كنوع من العودة للجذور والحنين إلى الماضي.
ويشتهر مسلمو جنوب إفريقيا بالكرم الكبير مادياً وروحياً خلال أيام شهر رمضان، ويوجد في جنوب إفريقيا حوالى 500 مسجد و408 معاهد تعليمية للدراسات الإسلامية ومراكز التدريب الديني، وكليات العلوم الإسلامية يبرز دورها خلال شهر رمضان في تقديم تعاليم الدين الإسلامي للمسلمين ولغير المسلمين.
وقد ساهم الإعلام الإسلامي هناك في نشر رسالة رمضان، وكذا المحطات الإذاعية الخاصة تبث التراويح تقريبًا في كل محافظة ذات كثافة سكانية مسلمة، ومن الإذاعات الرائجة في هذا النشاط: إذاعة إسلام في جوهانسبورج، وإذاعة 786 في كيب تاون وإذاعة الأنصار في ديربان.
وكذلك الصحف الإسلامية لها دور كبير في تربية المجتمع المسلم في جنوب إفريقيا والمجتمعات الأخرى حول رمضان، وأكثر الجرائد ظهورًا جريدة القلم، وجريدة رؤى المسلمين، وجريدة الأمة، وجريدة المفتاح.. كما أن الملاهي كالسينما والمسرح مهجورة لدى المسلمين، وتلاوة القرآن تصبح النشاط الرئيس لكل مسلم خلال الشهر.
وتبدأ كثير من المنظمات الإسلامية عملها الخيري قبل رمضان في سبيل رفع مقدراتهم التمويلية ليساعدوا بها فقراء المسلمين، وأحيانًا أفراد يعدون أنفسهم ويوزعون الطعام للمساكين، فيما تشهد المساجد في الشهر الفضيل تدافعًا من أعداد كبيرة من المسلمين، وتؤدي صلاة التراويح في كل مسجد تقريبًا. ويصلي النساء التراويح في المنازل لوحدهن مع وجود نسبة تحضرالمساجد.
نيجيريا
يشكل المسلمون في نيجيريا أكثر من 80 % من السكان، وقبل رمضان يقومون بتجديد كل شيء في المنازل وتقام الحفلات الجماعية لدى القبائل الكبرى مثل «الجوريا» و«الأمالا» و«الأيباما» الذين يتبعون المذهب المالكي… ولا يمتهن شخصية المسحراتي المتميزة فردا واحدا وإنما تتولى مجموعة «تسمى فرق الإيقاظ» بإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور التي تسمى «التو» وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار والعصيدة ثم اللبن والشاي.
بعد الإعلان عن ثبوت رؤية هلال رمضان، يجتمع المسلمون في نيجيريا بأعداد كبيرة للاحتفال في شوارع المدن الرئيسية حيث يطوفون ويقرعون الطبول ويرددون الأهازيج والأغاني للتعبير عن فرحهم وابتهاجهم بالشهر المبارك.
ويحافظ النيجيريون على عدد من العادات الشائعة التي ألفوها كميزات محبوبة في رمضان، ومن بينها تناول الجيران الذين يتكونون من نفس العائلة وجبة الإفطار بالقرب من المسجد بشكل جماعي بعد صلاة المغرب، حيث تخصص موائد أو حصائر للرجال وأخرى للنساء.
(98 % من سكانها مسلمون) يتميز شهر رمضان بتلاوة القرآن في المساجد بعد صلاة التراويح بالإضافة إلى الاستماع إلى التفسير والوعظ. وتتم صلاة التراويح في كل قرية صغيرة أو كبيرة وبعد ذلك يواصلون تلاوة القرآن والصلاة في البيوت إلى وقت السحور.
ومن العادات التي تميز شهر رمضان في النيجر إيقاظ الصائمين بالقرع على الطبول قبل وقت السحور والتي يقوم بها المسحراتي الذي يطلق عليه في النيجر (ميتاداموتانيه).
ويُعَظِّمُ التنزانيون شهر رمضان ويجلُّونه ويعاملونه بمهابة تتوافق مع جلال هذا الشهر الكريم، يستعد المسلمون لشهر رمضان منذ حلول نصف شهر شعبان من خلال تزيين الشوارع والمحال التجارية والمساجد بالأنوار وتزداد الزيارات العائلية من أجل التحضير لهذا الشهر الكريم ويهتم المسلمون التنزانيون بالصوم من خلال تعويد الأطفال على الصيام من سن 12 عاما ويعتبرون الجهر بالإفطار في نهار رمضان من أكبر الذنوب وتغلق المطاعم أبوابها في نهار رمضان ولا تفتح إلا مع صلاة المغرب.
عن الوجبات الرمضانية التي تتميز بها المائدة التنزانية في شهر رمضان الكريم «التمر هو الأساس في رمضان للصائم كسنة عن رسول الله، إضافة إلى الماء المحلى بالسكر، أما الوجبة الرئيسية فهي الأرز بجوز الهند مع الخضروات والأسماك، و لا يمكن الاستغناء عن الشاي والفواكة الاستوائية، وبعد تناول الإفطار تجتمع العائلة حتى صلاة العشاء والتراويح، ثم تعود إلى المنزل مرة أخرى لصلاة قيام الليل، وتناول السحور الذي يتبع فيه سنة الرسول الكريم».
يحرص المسلمون على عادات جميلة وهي عدم غلق أبواب البيوت طوال شهر رمضان المبارك… استعدادا لاستقبال أي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته ؛ فيدخل للافطار والتعارف على إخوانه من المسلمين الذين يمثلون نصف المجتمع على الأقل.
وشهر رمضان في الكاميرون يتشابه مع كثير من عادات الشعوب العربية والإسلامية ؛ حيث ان التمر طبق أساسي على المائدة الرمضانية، وإن كانوا يكثرون من تناول اللحوم في هذا الشهر الكريم ؛ أما من حيث العبادات فإنهم يحرصون على إقامة صلاة التراويح في المساجد الاثنى عشر الكبيرة في العاصمة ياوندي التي تضم 3 ملايين، ونصفهم على الأقل من المسلمين.
بالرغم من عدم الاستقرار السياسي في الصومال إلا أن الصوماليين يحرصون في شهر رمضان الذي يسمى «صوت وانجستين» على طلاء منازلهم باللون الأبيض وتنفرد البلاد بعادة مميزة في هذا الشهر المبارك حيث تحرص العروس المتزوجة حديثا على زيارة أهل زوجها كأول زيارة لها بعد الزواج وتبدأ الطقوس بخروج العروس من بيتها في كامل زينتها ومتعطرة بأغلى العطور وتلتف حولها صديقاتها اللاتي يحملن المباخر ويزفون العروس مرددين الأغاني مصحوبة بالموسيقى الشعبية.
ويجتمع السكان في الحي الواحد في منزل أحدهم كل يوم بالتناوب خلال الشهر الكريم ويحرص الكبار والصغار على الذهاب إلى كتاتيب حفظ القرآن الكريم ويهتم الأطفال الصوماليون بشراء الفوانيس المصنوعة من نوع من الثمار يشبه القرع العسلي ويجوف لوضع الشمعة… كما يتجول المسحراتي الذي يسمى «الصوماليو» في الشوارع بالطبلة مرددا الأناشيد الدينية.
تشاد
منذ عدة أعوام، انتشرت ظاهرة بالعاصمة أنجامينا وضواحيها، وأصبحت مرتبطة بقدوم شهر رمضان، حيث يقوم الأطفال في الشهر الكريم ببناء المساجد من الطين على أطراف الشوارع ، ويجتمع عشرة أو أكثر منهم لبناء مسجد ويقومون بأداء الصلوات، وقراءة القرآن في تلك المساجد الطينية.
ومن أشهر الأكلات في الشهر الكريم في تشاد هي المديدة وهي أكلة شعبية من الذرة المطحون كما تضم مائدة الإفطار لدى التشاديين مشروبات من بينها «إبرى» أو الحلو مر، وهو يصنع من دقيق الذرة بعد خلطه بكمية من التوابل، ويتم تخفيفه في شكل رقائق عن طريق صاج من حديد بعد تعريضه للنار.
إريتريا
أما في العاصمة الإرتيرية أسمرا، يتسابق الناس على إحضار المأكولات إلى المساجد كل أيام الجمع والاثنين رحمة على أمواتهم ابتداء من الخامس عشر من رمضان وتكتظ المساجد دائما بالمصلين رجالا ونساء وأول ما يقدم للصائم في وجبة الإفطار «المديدة» الساخنة المخلوطة باللحم والكسرة العادية والعصيدة ويعود الناس إلى منازلهم بعد صلاة العشاء والتراويح لتناول العشاء الذي يتكون من أرز ولحم وشعرية وفي السحور يتناول الناس العصيدة والجبنة.
يستقبل المسلمون هناك شهر رمضان بعادات وتقاليد متميزة بحكم موقعها الجغرافي والتاريخي وتراثها الحضاري تتمثل في ذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين… فبمجرد رؤية هلال شهر رمضان تظهر أضواء الألعاب النارية والتي تقيمها الدولة.
وتضاء منارات المساجد وتبث الإذاعة برامج مختلفة فيها ترحيب بقدوم الشهر… تتخللها المدائح والأذكار الدينية ويلاحظ في شهر رمضان ازدحام الناس في المساجد للاستماع إلى شرح وتفسير القرآن الكريم… وكثرة الدروس الدينية بعد صلاة العصر في المساجد خصوصاً في مسجد «الحمودي» وهو من أكبر المساجد في جمهورية جيبوتي.
يذكر أن الإسلام قد انتشر في أفريقيا بين القرنين الأول والثاني الهجريين الموافق للقرن 7 أو 8 الميلاديين مع عقبة بن نافع الفهري في سنة 46 هجريا الموافق 666 ميلاديا عندما دخل في منطقة الكاوار في صحراء النيجر وبالتحديد في منطقة شاميدور. وبعد هذه الفترة شهدت منطقة غرب أفريقيا انتشار الإسلام مع المرابطين الذين دخلوا في أفريقيا في القرن الخامس الهجري الموافق للقرن 11 الميلادي تحت قيادة عبدالله بن ياسين ثم انتشر الإسلام في أفريقيا عن طريق قبيلة الوانغارا في مالي في القرن السادس الهجري الموافق للقرن 12 الميلادي. فهذه هي المراحل الثلاث التي تم بها انتشار الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء عامة وفي منطقة غرب أفريقيا خاصة.
ومن يتتبع تاريخ انتشار الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء سيرى مدى تأثر الأفارقة بالدين الحنيف حيث أصبح الإسلام يسود شؤون حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إقرأ أيضا: –
الجزائر .. تأسيس جمعية المشيخة العامة للصلح في أفريقيا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.